[ناصرة السنة]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الفاضل أتمنى من حضرتكم أن تفيدونني بالجواب الشافي لأنني قد قرأت أجوبتكم بالنسبة لسؤال قريب من السؤال الذي سوف أطرحه الآن ولكن أتمنى أن ترد علي في بعض النقاط التي سوف أطرحها بالتفصيل وجزاك الله عنا وعن المسلمين ألف ألف خير السائل هنا أنه هنا بالنرويج يوجد بعض المسلمين الذين نحسبهم من الحريصين على الكتاب والسنة ونحسبهم كذالك لكن يا شيخنا هنالك موضوع صار الكلام فيه أكثر من اللازم وأنا برأيي أنه واضح كما نرى الشمس بالنهار من قراءتنا لكتاب الله عز وجل وفتوى المشايخ الأفاضل كسعادتكم وهو أنه نقوم بنصيحتهم أن لا يأكلوا اللحم الذي يباع من المحلات النرويجية لأنه لم يذبح بالطريقة الإسلامية ونذكر البعض بالآية الكريمة
1.وَمَا لَكُمْ أَلاَّ تَأْكُلُواْ مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللّهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلاَّ مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ وَإِنَّ كَثِيرًا لَّيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِم بِغَيْرِ عِلْم إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ
2.وَذَرُواْ ظَاهِرَ الإِثْمِ وَبَاطِنَهُ إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُواْ يَقْتَرِفُونَ
3.وَلاَ تَأْكُلُواْ مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَآئِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ
4. ولكن يا شيخنا تكون أجوبة البعض كالتالي .
وأرجو أن ترد على كل جواب من هذه الأجوبة لو تكرمت علينا .
هناك من يقول أن الشيخ ابن عثيمن أو ابن الباز رحمة الله عليهم أنهم قالوا أنهم أهل كتاب ويحل أكلهم ولقد قلنا لهم نعم هم أهل كتاب ولكن إذا كانوا يذبحون وهم كما نعلم ويعلم الجميع أنهم يقتلونهم قبل ذبحهم ومن واجبك التأكد وهناك من يرد بهذه الأجوبة لا يجوز لا يجوز أن نسأل أو نبحث لو أن كل شخص أصبح يراقب أو يشكك لأصعب الدين وهم أهل كتاب وأقول لهم بأنهم الجميع يعلم بأنهم لا يذبحون وتارة هناك من يقول ولا أعرف صحة القول بأن النبي صلى الله عليه وسلم أكل من عند مشركة وإن كان اللحم متغير لونه فلم يسأل وقلنا للبعض أنه على الأكيد أنه سألنا بعض الأشخاص الذين يعملون في الدنمارك وألمانيا من من يشتغلون في المسالخ وقد قالوا لنا أنهم يصعقون الخروف بالكهرباء والبقر يضرب بطلقة في الرأس وهم في الأصل وهذا المهم أنهم يريدون قتلها قبل سلخها أو قطع رأسها لكي لا تتعذب ومنهم من يقول النرويج ليست مثل الدانمرك أو ألمانيا لأن الخروف والبقرة لا تموت عند صعقها بل تدوخ مع العلم أنهم كلهم في الأصل لا يريدون قطع رأسها أو سلخلها وهي حية كي لا تتعذب وتارة يقولون أنه أتى رجال تقاة ذهبوا إلى مسلخ مع العلم أنه النرويج يوجد بها مسالخ كثيرة لشركات مختلفة ووجدوا أنه الدجاج يموت من الكهرباء ولا يعيش من عشر دجاجات إلا 3 دجاجات وأن البقر والخراف لا تموت لأنها تكون (دايخة)والله أعلم لأنهم حكموا من مسلخ واحد والله أعلم مع أن يا شيخنا الفاضل أنه اللحم الحلال موجود في النرويج وتارة منهم من يقول اللحم الحلال أغلى ومنهم من يشكك أنه مكتوب عليه حلال لكن هو مش حلال فنقول لهم كل حتى يتبن لك العكس فيردون لماذا لا تأكل من لحم النصارى أو اللحم النرويجي حتى يتبين لك العكس وتارة من يتحجج أنه أغلب اللحم الحلال مثلج مش طازة أو يجب عليه أن يقود السيارة مسافة لكي يشترى اللحم الحلال وهذه مشقة وديننا دين رحمة يسر وليس عسر مع العلم أنه النرويج بلد الأسماك و يوجد الكثير من الثروات البحرية وكأنه الشخص إذا لم يأكل اللحم فسوف تصيبه مصيبة وكما نعلم أنه أسلافنا والتابعين كيف كانوا يتحرون الحلال والحرام ومنهم الإمام أحمد رحمة الله عليه فيا شيخنا إذا سألنا هنا في بلاد الكفر عن الشيء وخاصة الذبائح من أين مصدرها وكيف ذبحت يكون الواحد منا مصعبها على نفسوا أو على اللي حواليه زي ما يقولون وهل النبي صلى الله عليه وسلم أكل من عند مشركة وكان لون اللحم متغير أو شيء من هذا وهل كانوا النصارى أو اليهود في زمن النبي صلى الله عليه وسلم منهم من كان يقتل الدجاج بأظفارهم ولم ينكر النبي صلى الله عليه وسلم ماذا نرد على مثل هذه الأجوبة أنا آسف جداَ على إطالتي بالسؤال وأسأل الله أن يجمعنا وإياك في الجنة أجمعين



الجواب

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

الوضع هنا مختَلِف .
وصحيح أن النصارى واليهود أهل كِتاب حتى الذين في زماننا ؛ لأنهم امتداد ليهود ونصارى زمن النبي صلى الله عليه وسلم وما بعده من الأزمنة .
ولكن النصارى المعاصرين لا يذبحون ذبحًا شرعيا في الغالب ، وهذا في دول أوربا والأمريكتين .

وقد تقرر في أبحاث هيئة كبار العلماء في المملكة تحريم تلك الذبائح ، وقد أوْفَدُوا دُعاة وكاتَبُوا آخرين ممن يُقيم في بعض تلك الدول ، فأفادوا بأن اللحوم في تلك الدول لا تُذبح ذبحا شرعيا .

وما دام الأمر كذلك فيجب على المسلم أن يسأل عن تلك اللحوم ، خاصة في دول النصارى ؛ لأن الْحُكم للغالب ، وأغلب النصارى اليوم لا يذبحون .
أما اليهود فلا زالوا يذبحون ذبْحًا شرعيا .

وما يُزْعم أن النبي صلى الله عليه وسلم أكل عند مشركة غير صحيح ، بل أكل عليه الصلاة والسلام عند اليهود .
فقد أكل من الشاة التي طبختها اليهودية ، وقد وضعت فيها السُّمّ .
ودعاه يهودي فقدّم له اليهودي خُبزًا وإهالة سَنِخَة .
يعني وَدَكًا مُتغيّر الرائحة .
فالداعي يهودي وليس مُشرِكا . ومعلوم أن اليهود لا يصعقون ولا يقتلون ، وإنما يذبحون ذبحًا شرعيا إلى اليوم .
ومن زعم أن النبي صلى الله عليه وسلم أكل من ذبائح المشركين فقد افترى على رسول الله صلى الله عليه وسلم الكذب .

وما كان أحد يذبح بِظُفره . بل قد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك .
فإن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الذبح بالسن والظفر حتى في الظروف التي لا يتمكّن الإنسان فيها من الذبح .

ولَمَّا قيل له عليه الصلاة والسلام : إِنَّا نَرْجُو أَوْ نَخَافُ الْعَدُوَّ غَدًا ، وَلَيْسَتْ مَعَنَا مُدًى ، أَفَنَذْبَحُ بِالْقَصَبِ ؟ قَالَ :مَا أَنْهَرَ الدَّمَ وَذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ فَكُلُوهُ ، لَيْسَ السِّنَّ وَالظُّفُرَ ، َسَأُحَدِّثُكُمْ عَنْ ذَلِكَ ؛ أَمَّا السِّنُّ فَعَظْمٌ ، وَأَمَّا الظُّفُرُ فَمُدَى الْحَبَشَةِ . رواه البخاري ومسلم .

وسبق تفصيل حول ذبائح أهل الكتاب هنا :
حُـكـم ذبائح النصارى اليوم
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=4304

والسؤال عن اللحوم ومصادرها والاحتياط مِن طَلب السلامة للدِّين ، ومِن طلب البراءة للعِرْض .
وقد قال عليه الصلاة والسلام : الْحَلالُ بَيِّنٌ ، وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ ، وَبَيْنَهُمَا مُشَبَّهَاتٌ لا يعلمها كثير من الناس ، فمن اتقى المشتبهات استبرأ لدينه وعرضه ، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام . رواه البخاري ومسلم .
وفي رواية : الْحَلالُ بَيِّنٌ وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ وَبَيْنَهُمَا أُمُورٌ مُشْتَبِهَةٌ ، فَمَنْ تَرَكَ مَا شُبِّهَ عَلَيْهِ مِنْ الإِثْمِ كَانَ لِمَا اسْتَبَانَ أَتْرَكَ ، وَمَنْ اجْتَرَأَ عَلَى مَا يَشُكُّ فِيهِ مِنْ الإِثْمِ أَوْشَكَ أَنْ يُوَاقِعَ مَا اسْتَبَانَ ، وَالْمَعَاصِي حِمَى اللَّهِ ، مَنْ يَرْتَعْ حَوْلَ الْحِمَى يُوشِكُ أَنْ يُوَاقِعَهُ .

فمن سأل عن اللحم المشكوك فيه وفي طريقة ذبْحِه ، فهو مُحتاط لِدِينه ، وليس مِن الـتَّشَدُّد ولا مِن تصعيب الأمور .
وقد كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه لا يأكل شيئا إلاّ ويسأل عن مصدره .
قالت عائشة رضي الله عنها : كان لأبي بكر غلام يُخْرِج له الْخَرَاج ، وكان أبو بكر يأكل مِن خَراجِه ، فجاء يومًا بشيء ، فأكَل منه أبو بكر ، فقال له الغلام : تدري ما هذا ؟ فقال أبو بكر : وما هو ؟ قال : كنت تكهّنت لإنسان في الجاهلية وما أحسن الكهانة إلاَّ أني خدعته ، فلقيني فأعطاني بذلك فهذا الذي أكلت منه ، فأدخل أبو بكر يده فَقَاء كلّ شيء في بَطنه . رواه البخاري .
وفي رواية : كان لأبي بكر غلام فكان يجيء بِكَسْبِه فلا يأكل منه حتى يَسأله ، فأتاه ليلة بِكَسْبِه فأكل منه ولم يَسأله ثم سَأله .

وروى الإمام مالك عن زيد بن أسلم أنه قال شرب عمر بن الخطاب لَبَنًا فأعجبه ، فسأل الذي سَقاه : مِن أين هذا اللبن ؟ فأخبره أنه وَرَد على ماء قد سَمّاه فإذا نَعَم مِن نَعَم الصدقة ، وهم يَسقُون ، فَحَلَبُوا لي مِن ألبانها ، فجعلته في سقائي ؛ فهو هذا ! فأدخل عمر بن الخطاب يده فاستقاءه .

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض