[عبق]

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته...
أسال الله أن تكون في خير و سلامة يا شيخي الحبيب...و مبارك عليكم شهر رمضان تقبل الله منا و منكم و أثابنا بالجنان و العتق من النيران..
شيخي الفاضل أنا مشرف في منتدى إسلامي على قسم نصرة الرسول صلى الله ليه و سلم..
وضعت عضوة موضوعا بعنوان هدية الحبيب و هذا نص الموضوع:
من الآداب الإسلامية التي ربانا عليها الإسلام أن نهدي من نحب هدية نعبر فيها عن حبنا إليه
وكلما كان هذا الشخص غاليا إلى قلوبنا كلما زاد اهتمامنا بهذه الهدية أكثر وأكثر
فيأخذنا فضول تساؤلاتنا : هل سأعجبه هديتنا ؟؟ هل سيريها للآخرين ؟؟؟ هل وهل وهل ؟؟؟
فكيف إذا كان المهدى إليه حبيبنا جميعا الرسول الأمي الذي علمنا الحب والمحبة وأرشدنا إلى الدين وتعاليمه
مؤكد أنه يستحق منا أجمل هدية
فلماذا لا نتنافس لجمع أكبر عدد من الهدايا ننثرها على هذه الصفحات لعلنا نلقى الحبيب وهو مبتسم لنا عند الحوض الشريف
(( وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ المُتَنَافِسُونَ ))
لذلك فتحت هذا الموضوع لنحيي سنن الرسول ونقدمها له خالصة لوجه الله تعالى
(مثال للتوضيح) :
يدخل العضو المشارك
بعضوية تسمى ( هدية الحبيب )
الباسورد هو ( 1234 )
ويتذكر أجمل عمل قام به ويستحق أن يقدم هدية إلى الحبيب صلى الله عليه وسلم
لا ننسى أننا ما عملنا هذه الأعمال إلا ابتغاء مرضات الله عز وجل وكم ستكون فرحته عندما يرانا عز وجل نتنافس على الأعمال الخيرة
ملاحظة:يدخل الأعضاء بعضوية موحدة لكي لا يتعرف عليهم أحد و يكتبون مشاركات من هذا القبيل:
هديتي إلى الحبيب اليوم : أني تصدقت على رجل مسكين
ساعدت امرأة عجوز تحمل حقيبة ثقيلة لمسافة معينة لا بد أن تمشيها حتى تصل لطريق المواصلات
دفعت مقدم ثمن غرفة نوم لشاب لمساعدته في زواجه
الحمد لله قمت بنصيحة إخوتي على صلاة الفجر ابتغاء مرضات الله عز وجل
والفكرة مستوحاة من برنامج لداعية معروف يبث على قناة إسلامية معروفة
سؤالي : هل يجوز وضع هذا الموضوع ؟؟؟
بانتظار ردكم و بارك الله فيكم




الجواب/

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

مَنَع العلماء مِن إهداء ثواب العمل للنبي صلى الله عليه وسلم ، وذلك أنه ما مِن عامِل يعمل بِما دلّ عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلاّ كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم أجْر الدلالة عليه ؛ لأن مَن دَلّ على خير وهُدى فَلَه مِثل أجْر فَاعِله .
ورسول الله صلى الله عليه وسلم دَلّ أمته على كل خير ، وحذّرها من كل شَرّ .

كما أن عَمَل العامل لِنفسه ، وليس يعمله ليُهديه إلى غيره !

وبناء على ذلك لا يصح مثل هذا الموضوع ؛ لأنه مِن مُحدَثَات الأمور ، وكلّ مُحدَثَة بِدعة ، كما قال عليه الصلاة والسلام .
وهذا عَمَل لم يكن مِن هدي السلف ، الذين كانوا أحرص الناس على الخير .

وقد شَرَع لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة عليه ، والإكثار منها ، وأخبَر أن صلاة الْمُصلِّي عليه صلى الله عليه وسلم تبلغه حيث كان الْمُصلِّي .

قال عليه الصلاة والسلام : لا تجعلوا قَبْرِي عِيدًا ، وصَلُّوا عليّ ، فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم . رواه الإمام أحمد وأبو داود .

روى ابن أبي شيبة من طريق علي بن عمر عن أبيه عن علي بن حُسين أنه رأى رجلا يجيء إلى فُرْجَة كانت عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم فيدخل فيها فيدعو ، فَدَعَاه ، فقال : ألا أُحَدِّثُك بحديث سمعته من أبي عن جدي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : لا تتخذوا قَبري عِيدًا ، ولا بيوتكم قُبُورًا ، وصَلُّوا عَليّ ، فإن صلاتكم تبلغني حيث ما كنتم .

والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد