[راجية العفو]

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل و بارك فيكم

يقول السائل
ما هو حكم ان يستغل المسلم حاجة اخيه المسلم لشئ فيقوم برفع سعره
سمعنا ان الاخوة فى العريش قاموا برفع الاسعار بصورة جنونية وده طبعا حرام جدا لانهم استغلوا عدم توافر السلع دى علاوة على الحصار والظروف اللى كلنا عارفينها .
انا بس عايز حكم الكلام ده فى الاسلام بوضوح وجزاكم الله خيراً



الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا

لا يجوز استغلال حاجة الفقير بهذه الصورة ، فإن مما نصّ عليه العلماء في علل تحريم الربا ، ما فيه من استغلال حاجة الفقير .

والإسلام دِين التكافل ، ولذا فقد نَهَى النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه سَنَة من ادِّخَار لحوم الأضاحي فوق ثلاث ليال نظرا لحاجة الفقراء في تلك السَّـنَة .

قالت عائِشَة رضي الله عنها : دَفَّ أَهْلُ أَبْيَات مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ حَضْرَةَ الأَضْحَى زَمَنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ادَّخِرُوا ثَلاثًا ثُمَّ تَصَدَّقُوا بِمَا بَقِيَ . فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ النَّاسَ يَتَّخِذُونَ الأَسْقِيَةَ مِنْ ضَحَايَاهُمْ وَيَجْمُلُونَ مِنْهَا الْوَدَكَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَمَا ذَاكَ ؟ قَالُوا : نَهَيْتَ أَنْ تُؤْكَلَ لُحُومُ الضَّحَايَا بَعْدَ ثَلاث ، فَقَالَ : إِنَّمَا نَهَيْتُكُمْ مِنْ أَجْلِ الدَّافَّةِ الَّتِي دَفَّتْ ، فَكُلُوا وَادَّخِرُوا وَتَصَدَّقُوا . رواه مسلم .
قال الإمام النووي : قَالَ أَهْل اللُّغَة : ( الدَّافَّة ) بِتَشْدِيدِ الْفَاء : قَوْم يَسِيرُونَ جَمِيعًا سَيْرًا خَفِيفًا ، ... وَدَافَّة الأَعْرَاب : مَنْ يَرِد مِنْهُمْ الْمِصْر ، وَالْمُرَاد هُنَا : مَنْ وَرَدَ مِنْ ضُعَفَاء الأَعْرَاب لِلْمُوَاسَاةِ . اهـ .

وفي حديث سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ رضي الله عنه قَال : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ ضَحَّى مِنْكُمْ فَلا يُصْبِحَنَّ بَعْدَ ثَالِثَة وَبَقِيَ فِي بَيْتِهِ مِنْهُ شَيْءٌ . فَلَمَّا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ نَفْعَلُ كَمَا فَعَلْنَا عَامَ الْمَاضِي ؟ قَالَ : كُلُوا وَأَطْعِمُوا وَادَّخِرُوا ، فَإِنَّ ذَلِكَ الْعَامَ كَانَ بِالنَّاسِ جَهْدٌ فَأَرَدْتُ أَنْ تُعِينُوا فِيهَا . رواه البخاري ومسلم .

والأصل في المسلمين الأخوّة والتكافل والتكاتف ، والجشع واستغلال حاجات المسلمين يُنافي ذلك كله .

والله تعالى أعلم .



المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد