[ناصرة السنة]

السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسعد الله أوقات الجميع بالخير
الإخوة الكرام سبب طلبي الاستعجال بالإجابة كون أن سؤالي بناء على وجود موضوع تتم مناقشته حالياً ضمن المنتدى الذي لي به صفة ( مراقب عام )
الإخوة الكرام : موضوع السؤال هو : هل الغزل والرومانسية بين الجنسين وأنا هنا أعني رجل وامرأة أجنبية والعكس أمر لا بأس به ولا يخالف الشرع . حتى وإن كان هذا الغزل أو هذه الرومانسية عبارة عن خيال ولو ورد بهذا الخيال وصف لهذه المرأة أو لمكان اللقاء المنعزل حيث يبث لها أشواقه وحنانه .
كاتب الموضوع الذي أتحدث عنه إمام بأحد مساجد الكويت وقد قام بوضع أدلة من أشعار بعض العلماء والفقهاء تبيح هذه الرومانسية بين الرجل والمرأة الأجنبية والعكس كما يقول هو .
وحتى أكون منصفاً فسوف أضع رابط موضوعه حتى تقوموا بالإطلاع عليه كاملاً وإبداء رأيكم حوله :
عنوان الموضوع :
رومانسية المطاوعة .. والله أمركم غريب !

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وأسعد الله أوقاتك بِكُلّ خير ، ووفّقَك الله لِكل خير .

أما إن كان بين رجل أجنبي وامرأة أجنبية ؛ فلا يجوز إظهاره ، وهو مُحرّم .

وأما إذا كان بين رجل وامرأته ( زوج وزوجة ) ؛ فهذا لا بأس به ، بل هو مطلوب شرعا وعقلا.

والذي يبدو لي مِن نُقول ومَقُول أخينا صاحب المقال ، أن المقصود هو النوع الثاني ، وهو ما يكون بين الزوجين ، لا ما يكون بين رجل وامرأة أجنبيين .
وهذا ما أكّد عليه في أوّل المقال ، إذ يقول : " فالرومانسية عندهم هي المقابلات والمواعيد للشقق لِنَيْل غَرَض مُحَرّم " .

وأما ما يكون مِن الغَزَل بين رَجل وامرأة أجنبيين ، فإن كان حقّا ، وكَتَب فيه صاحِبه ونشره ، فقد فَضَح نَفسه ، وإن لم يكن حقيقة فهو كذّاب !

وما لا يرضاه الناس لأخته وابنته ومحارمه عموما ، فَكَيف يَرْضَاه لِبنات الناس ؟
وقد قال عليه الصلاة والسلام : مَن أحب أن يُزَحْزَح عن النار ويَدْخُل الجنة فَلْتَأتِه مَنِيّته وهو يُؤمِن بالله واليوم الآخر ، وليأتِ إلى الناس الذي يُحِبّ أن يُؤتَى إليه . رواه مسلم .
فليُعامِل الناس بِما يُحِبّ أن يُعامَل به .

وما أشد ما يَفْتَتِن الرجال بالنساء ، والنساء بالرجال ، وقد أدّب الله أمهات المؤمنين - وهُنّ بِمْنَزِلة الأمهات في الاحترام والتحريم - بِعدم لِين القول ، فقال عَزّ وَجَلّ : (يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلا مَعْرُوفًا) .

وقال تعالى في شأن أطهر نساء العالمين : (وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ) .
قال ابن جرير في تفسيره : يقول تعالى ذِكْره : سؤالكم إياهن المَتاع إذا سألتموهن ذلك من وراء حجاب أطهر لقلوبكم وقلوبهن من عوارض العين فيها التي تعرض في صدور الرجال مِن أمْر النساء ، وفي صدور النساء مِن أمْر الرجال ، وأحرى مِن أن لا يكون للشيطان عليكم وعليهن سبيل . اه .
وقال البغوي : (ذَلِكُمْ أَطْهَر، لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ) مِن الرَّيب .
وقال القرطبي : (ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ) أي : ذلك أنْفَى للرَّيبة ، وأبعد للتهمة ، وأقوى في الحماية . اه .

قال ابن عباس رضي الله عنهما : خُلِق الرَّجُل مِن الأرض فَجُعِلَتْ نِهْمَته في الأرض ، وخُلِقَتْ المرأة مِن الرَّجُل ، فَجُعِلَتْ نِهْمَتها في الرَّجُل ، فاحبِسُوا نِساءكم . رواه البيهقي في " شُعب الإيمان "
وقوله رضي الله عنه : " فَجُعِلَتْ نِهْمَته " أي : رَغبَته .
وقوله : " فَجُعِلَتْ نِهْمَتها " أي : رَغبَتها .
وقوله : " فاحبِسُوا نِساءكم " ، أي : عن الرجال الأجانب .

ولا أحد يُنكِر مَيل الرجل إلى المرأة ، ومَيل المرأة إلى الرجل .
قال عطاء : لو ائتمنت على بيتِ مالٍ لكنت أمينًا ، ولا آمَن نفسي على أمَة شَوهاء !

وليس هناك مِن فتنة أضرّ على الرجال مِن النساء .
قال عليه الصلاة والسلام : ما تركت بعدي فتنة أضرّ على الرجال من النساء . رواه البخاري ومسلم .
وقال عليه الصلاة والسلام : إن الدنيا حلوة خضرة ، وإن الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون ، فاتقوا الدنيا ، واتقوا النساء ، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء . رواه مسلم.

ولا أحد يُنكِر مَيل الرجل إلى المرأة ، ومَيل المرأة إلى الرجل .
والشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم . كما أخبر مَن لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم . والحديث في الصحيحين .

وقد سدّ الله الطُّرُق الْمُفْضِيَة والْمُؤدّية إلى الوقوع في الحرام . فحرّم نظر الرجال إلى النساء .
وأمَر بغضّ البصر . وحرّم الخلوة . ومَنَع الاختلاط بين الجنسين . وحرّم على النساء النظر إلى الرجال نَظَر شهوة ورِيبة . ومَنَع المصافحة بين الجنسين إلاَّ في المَحارم . ومَنَع مِن الخضوع بالقول.

فعلى المسلم أن يحفَظ قَلْبَه وقلوب أخواته مِن بنات المسلمين ، وأن يعلَم أن الكلمة ربما تفعل فِعْل السحر .

قَدِمَ رَجُلانِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَخَطَبَا ، فَعَجِبَ النَّاسُ لِبَيَانِهِمَا ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ مِنَ الْبَيَانِ لَسِحْرًا ، أَوْ : إِنَّ بَعْضَ الْبَيَانِ لَسِحْرٌ . رواه البخاري .

قال الفيروزآبادي : والسِّحرُ كلُّ ما لَطُفَ مأخَذُهُ ودَقَّ ... و " إِنَّ من البيانِ لَسِحْرا " معناهُ - والله أعْلَمُ - أنه يَمْدَحُ الإِنسانَ فَيَصدُقُ فيه حتى يَصْرِفَ قُلوبَ السامِعِينَ إليه ، ويَذُمُّه فَيصْدُقُ فيه حتى يَصْرِفَ قُلوبَهُم أيضا عنه . اه .

وسبق :
لعل أمير المؤمنين ....
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=5280

قيْح الأذهان
http://www.saaid.net/Doat/assuhaim/262.htm

هل شعر الغَزَل حرام ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=4041

والله تعالى أعلم .


المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم