العودة   منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية فتاوى الإرشاد أقسام القـرآن والسنـة قسم القـرآن وعلـومه
منوعات المجموعات مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع

راجية العفو
الصورة الرمزية راجية العفو

الهيئـة الإداريـة


رقم العضوية : 13
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : السعودية
المشاركات : 4,421
بمعدل : 0.85 يوميا

راجية العفو غير متواجد حالياً عرض البوم صور راجية العفو


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسم القـرآن وعلـومه
افتراضي ما صِحة ما يُقال عن حرفِ في القرآن يسمّونه (فاء التزيين) ؟
قديم بتاريخ : 03-10-2012 الساعة : 10:19 PM


السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشيخ الفاضل / عبد الرحمن السحيم
بارك الله لك في عمرك ووقتك ، وختم لنا ولكم بخير أردت أن أسأل عن صحة هذا الكلام
فاء التزيين
قال تعالى : (( أ ( فـ )لا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير اللـه لوجدوا فيه اختلافا كثيرا)) ؟ من سورة النساء : 4 / الآية 82
قال تعالى : (( أ ( فـ ) حسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون )) ؟ من سورة المؤمنون :23 / الآية 115
قال تعالى : (( أ ( فـ ) لم يدبروا القول أم جاءهم ما لم يأت آباءهم الأولين )) من سورة المؤمنون : 23 / الآية 68
قال تعالى : (( ليأكلوا من ثمره وما عملته أيديهم أ ( فـ )لا يشكرون )) ؟ من سورة ياسين : 36 / الآية 35
قال تعالى : (( ولهم فيها منافع ومشارب أ ( فـ ) لا يشكرون )) ؟ من سورة ياسين : 36 / الآية 73
قال تعالى : (( أ ( فـ ) لا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها )) ؟ من سورة محمد : 47 / الآية 82
فاء التزيين : حرف يؤتى به في مواضع غير معينة لتزيين ( تحميل الكلام ) ليكون هذا الحرف رابط بين الشدة وطلب أمر ما ، وفي القرآن الكريم جاء مع أربعة أفعال ؛ هي : ( يشكرون ) ، و : ( يتدبرون ) ، و : ( يعقلون ) ، و : ( حسبتم ) ولو لحظنا جيدا لوجدنا أن هذه الأفعال فيها دعوة حتمية من اللـه تعالى إلى مخلوقيه لالتزام جوانب الشكر والتدبر والتعقل والتحسب ( وهي أمور منبتها العقل ) وقد اختلف النحويون في إعراب هذا الحرف ، وهم في ذلك على ثلاثة آراء :
( 1 ) : منهم من أعربه حرف عطف .
( 2 ) : ومنهم من أعربه حرف استئناف .
( 3 ) : ومنهم من أعربه حرف زيادة بغير توكيد .
والصواب ـ واللـه أعلم ـ أنه حرف تزيين ، وهذا الإعراب بلاغي وليس نحويا لأن النحو ابن البلاغة ، ولذلك يقال في البلاغة النحو العالي .
ودلل على بطلان الإعرابات الثلاثة بالأدلة المبينة في أدناه :
( 1 ) : لا يكون حرف عطف ؛ لأن العطف يقتضي أموراً ؛ هي :
أ / التشريك في الحكم الإعرابي .
ب / ووجود جملتين متكافئتين .
ج / وأن اللـه لم يرد منهم : ( الشكر ) ، و : ( التدبر ) ، و : ( التعقل ) ، و : ( التحسب ) بعد ذكر النص وإنما صيغة النصوص تشير إلى أنهم لم يشكروا ، ولم يتدبروا ، ولم يتعقلوا ولم يتحسبوا في الماضي وإن كانت صيغة الأفعال مضارعة .فأين هذا ؟
( 2 ) : لا يكون حرف استئناف ؛ لأن الاستئناف يقتضي انتهاء معنى الجملة الأولى تماما ثم البدء بجملة جديدة ، والجملة الأولى في النصوص الكريمة كلها لم ينته معناها .
( 3 ) : لا يكون حرفا زائدا ؛ لأن النحويين اتفقوا على أنه لا يجوز أن تكون هناك زيادة في الكلام بلا أن يكون معها غرض التوكيد ، والمواضع التي وردت في القرآن الكريم كانت الزيادة لإفادة التوكيد وهنا لا موجب لعده حرفا زائداً؛ لعدم حاجة الموضع إلى هذا فليس في ما قيل أي احتمالية للشك ها هنا .
لذا فإنه هنا حرف يفيد تزيين الكلام ـ واللـه أعلم ـ .
---------------
واو الثمانية :
قال تعالى : (( سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجماً بالغيب ويقولون سبعة ( و ) ثامنهم كلبهم قل ربي أعلم بعدتهم ما يعلمهم إلا قليل فلا تمار فيهم إلا مراء ظاهرا ولا تستفت فيهم منهم أحداً )) من سورة الكهف : 18 / الآية 22
وقع الخلاف بين النحويين في إعراب حرف الـ ( واو ) الواقع بين قوسين في النص الكريم ما بين أن يكون حرف عطف ، أو استئناف . ولما كان للعطف ضوابط ، وللاستئناف قواعد ، والوا هنا لا يدخل ضمن هذه الضوابط والقواعد صمت النحويون في وجه النص الكريم وسبحان اللـه . وقد ( تملص ) النحويون من الاستشهاد بهذا النص الكريم في أي موضع من مواضع النحو العربي على إطلاقها ولم يذكروها في مصنفاتهم ، حتى جاء ابن هشام الأنصاري ( 761 هج ) في كتابه : ( مغني اللبيب عن كتب الأعاريب ) الذي سمى هذا الحرف في إعرابه ( واو ) الثمانية ؟؟ .
سبحان اللـه حرف يعجز فرقة كاملة من العلماء النحويين بمدارسهم الخمس البصرية ، والكوفية ، والبغدادية ، والمصرية ، والأندلسية وإذا كان حرف واحد أعجز فرقة علمية كاملة فكيف لا يعجز القرآن الكريم الأمم كلها بآية من آياته .

وعذراً للإطالة دمتم في حفظ الرحمن




الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

مِن الْخُذلان أن يظنّ الإنسان أنه أتَى بِما لم يأتِ به الأوائل ، فيظنّ أنه أتى بِما لم يأتِ به أساطين الدِّين المتين وأئمة العلْم الغزير ، وربما حَمَله هذا على تخطئة سلف هذه الأمة وأئمتها !
قال إمام أهل السنة الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله : إياك أن تتكلم في مسألة ليس لك فيها إمام . قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : وكل قول ينفرد به المتأخر عن المتقدمين ولم يسبقه إليه أحد منهم فانه يكون خطأ . اهـ .


وما زعمه مِن " فاء التزيين " لا يُسَلَّم له .
وعلى سبيل المثال :
قال الألوسي في قوله تعالى : (قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ أَفَلا تَعْقِلُونَ) : والفاء - لإفادة ترتب عدم عقلهم على تحديثهم ، وإما على مُقَدَّر ، أي : ألا تتأملون فلا تعقلون .

وقال أبو حيان في قوله تعالى : (أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ) :
والفاء في (أفلا) للعطف ، حَجَزت بين الاستفهام ولا النافية ، والتقدير : فألا . وعلى طريقة الزمخشري تكون قد عَطَفَت فِعْلا على فعل ، كأن التقدير : أيثبتون على الكفر فلا يتوبون ؟ والمعنى على التعجب مِن انتفاء توبتهم وعدم استغفارهم ، وهم أجْدر الناس بذلك ، لأن كُفرهم أقْبَح الكفر ، وأفْضَح في سوء الاعتقاد ، فتعجب مِن كونهم لا يتوبون مِن هذا الْجُرْم العظيم. وقال الفراء : هو استفهام معناه الأمر ، كقوله : (فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ) . اهـ .

وقال الألوسي في قوله تعالى : (مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (154) أَفَلا تَذَكَّرُونَ) : والفاء للعطف على مُقَدَّر ، أي : تلاحظون ذلك فلا تتذكرون بُطْلانه . اهـ .


وقد ضعّف غير واحد من العلماء دعوى " واو الثمانية " .
قال أبو حيان الأندلسي في آية " التوبة " : ولَمّا كان الأمر مُبَايِنًا للنهي ، إذْ الأمر طَلب فعل والنهي تَرك فعل ، حَسُن العطف في قوله : (والناهون) ، ودعوى الزيادة ، أو واو الثمانية ضعيف .

وفي قوله تعالى : (حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا) قال ابن عطية :
واو الثمانية قد ذكرها ابن خالويه ، في مناظرته لأبي علي الفارسي في معنى قوله : (وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا) وأنكرها أبو علي . اهـ .

وقال ابن القيم في " واو الثمانية " : قولهم : إن الواو تأتي للثمانية ، ليس عليه دليل مستقيم ، وقد ذكروا ذلك في مواضع ، فلنتكلم عليها واحدا واحدا .
ثم ذَكَر المواضع ، فالأول في قوله تعالى : (التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآَمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ)
والموضع الثاني في قوله تعالى : (عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا)
الموضع الثالث في قوله تعالى : (سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ)
الموضع الرابع في قوله تعالى : (وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا)

ثم أجاب عنها ، وساق أقوال أئمة اللغة ، وبيّن أوجه الواو في هذه الآيات .

والله تعالى أعلم .



المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد



إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ما صِحة موضوع فضائل بعض سور القرآن الكريم ؟ نسمات الفجر قسم القـرآن وعلـومه 0 28-02-2016 06:41 AM
سؤال عن صِحة موضوع (فوائد قراءة القرآن الكريم) راجية العفو قسـم الأنترنـت 0 03-10-2012 10:22 PM
ما حكم ذهاب المرأة لمحلات التزيين؟ ناصرة السنة إرشـاد اللبـاس والزيـنـة 0 20-02-2010 05:08 PM
ما صِحة ما يُقال عن تجلّي الله لكل مولود فيخرج مِن بطن أمه ساجدا ؟ نسمات الفجر قسـم الفتـاوى العامـة 0 16-02-2010 09:39 PM
صِحة موضوع فضائل سور القرآن الكريم نسمات الفجر قسم القـرآن وعلـومه 0 09-02-2010 09:35 AM


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 11:27 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى