كيف أعرف أني مخلصة لله في طلب العلم وفي جميع أعمالي ؟
بتاريخ : 24-05-2016 الساعة : 11:04 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( من تعلم علما يبتغي به وجه الله عز وجل لا يتعلمه إلا ليصيب به غرضا من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة )) رواه أبو داود بسند صحيح.
شيخنا الكريم بدأت بطلب العلم الشرعي فأنا مبتدئة وأشعر بالخوف من الرياء ..
فأنا احب مساعدة بعض الأخوات واشعر بالسعادة والراحة ولكن يأتيني شعور اني لست مخلصة لله بسبب شعوري بهذه السعادة.
كيف اعرف اني مخلصة النية في طلب العلم او في اعمالي التي اقوم بها ؟
وكيف لي ان اتجنب الرياء اتمنى توجيهي ؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
الشعور بالخوف مِن الرياء شَعور سليم ، إلاّ أنه لا يجوز أن يُقعِد عن العَمل ولا عن تحصيل العِلم ونَشره وبَـثِّه .
وكذلك الخوف مِن النفاق ، وهو شأن الصالحين .
ويجب مُدافَعَة ذلك الشعور ، وأن لا يَجعله المسلم مُسَيطِرا عليه ، بل يَعمل لله ، ولا يَلتَفِت إلى الْخَلْق .
ويحرص المسلم عموما وطالب العلم خصوصا على إخفاء العَمل ..
قال رجاء بن أبي سلمة : نَظَر رجاء بن حَيوة إلى رجل ينعس بعد الصبح ، فقال : انتبه ! لا يظنّ الظَّانّ أنّ ذا عن سَهَر ! (يعني : بسبب السَّهر في قيام الليل)
وعلامة المخلِص أنه لا يُحبّ أن يُذكَر ، ولا أن يَظهر ويبرز إلاّ بِقَدْر ما ينفع الناس .
قال الإمام النووي : وقد روينا في مسند الإمام المجمَع على حفظه وإمامته أبي محمد الدارمي رحمة الله عليه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال : يا حملة القرآن أو قال يا حملة العلم اعمَلوا به ، فإنما العالِم مَن عَمِل بما عَلِم ، ووَافَق عِلمه عَمله ، وسيكون أقوام يَحملون العِلم لا يُجاوز تَرَاقيهم ؛ يُخالِف عَمَلهم عِلْمهم ، وتُخالِف سَرِيرتهم علانيتهم ، يَجلِسون حِلَقا يُباهي بعضهم بعضا ، حتى أن الرَّجل ليَغضب على جليسه أن يَجلس إلى غيره ويَدَعه ! أولئك لا تصعد أعمالهم في مَجالسهم تلك إلى الله تعالى .
وقد صح عن الإمام الشافعي رضي الله عنه أنه قال : وَدِدت أن الْخَلق تَعلّموا هذا العلم - يَعني : عِلمه وكُتبه - وأن لا يُنسب إليّ حرف منه . اهـ .
وقال حرملة بن يحيى : سَمعت الشافعي يقول : وَدِدت أن كل عِلم أعْلَمه تعلّمه الناس أُوجر عليه ، ولا يَحمَدوني ! رواه ابن أبي حاتم في " آداب الشافعي ومناقبه " .
ومما يُعين على الإخلاص : أن يستحضِر طالب العِلم فضل العِلْم ونشره بين الناس .
قال معاذ رضي الله عنه : عليكم بِطلب العلم ؛ فإن تَعَلّمه لله خشية ، ومُدارسته عبادة ، ومُذاكرته تَسبيح ، والبحث عنه جهاد .
وأن نشر العِلْم وتعليمه مِن أفضل الأعمال .
قال عطاء الخراساني : إن أوثق عملي في نفسي نَشري العِلْم .
وقال ابنُ المبارَك : لا أعلم بعد النبوة أفضل مِن بثّ العلم .
وأعَظم فضيلة لِمَن يُعلِّم الناس الخير : صلاة الله وملائكته وسائر الْخَلْق عليه .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن اللهَ وملائكتَه وأهلَ السماوات والأرَضين حتى النملةَ في جحرها وحتى الحوتَ ليُصَلُّون على معلمِ الناس الخير . رواه الترمذي وابن ماجه ، وهو حديث صحيح .
قال ابن القيم : ولو لم يكن في العلم إلاّ القُرب مِن رب العالمين والالْتِحاق بعالَم الملائكة وصُحبة الملأ الاعلى ؛ لكفى به فضلا وشرفا . فكيف وعِزّ الدنيا والآخرة مَنَوط به ومَشرُوط بِحصُوله . اهـ .
ومن أراد الوقوف على فضل العِلْم ، فليقرأ كتاب " مفتاح دار السعادة " ؛ فقد ذَكَر فضل العِلم وشَرفِه وشَرَف أهله ، وساق فَضل العِلْم مِن أكثر مِن مائةٍ وخمسين وجها !
وأوصيك بِطلب العِلْم النافع ، وتَرْك القيل والقال ، والجرح والتجريح ، والتعالي على الناس ؛ فإنه ما تواضَع أحد إلاّ رَفَعه الله .
كيف أعرف أني مخلصة لله في طلب العلم وفي جميع أعمالي ؟
العرض العادي
