ما صحة حديث قول الرسول ﷺ لأبي بن كعب "يا أبا المنذر إني أمرت أن أعرض عليك القرآن"
بتاريخ : 23-02-2016 الساعة : 11:33 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه و من والاه
و بعد
فضيلة الشيخ عبد الرحمن السحيم
أحسن الله إليكم و زادكم من فضله
و جعلكم من المقربين
أسأل عن مدى صحة الحديث التالي :
عن أبي بن كعب قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « يا أبا المنذر، إني أمرت أن أعرض عليك القرآن » . قال:بالله آمنت، وعلى يدك أسلمت، ومنك تعلمت. قال:فرد النبي صلى الله عليه وسلم القول. [ قال ] فقال:يا رسول الله، أذكرت هناك؟ قال: « نعم، باسمك ونسبك في الملأ الأعلى » . قال:فاقرأ إذًا يا رسول الله .
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
رواه الطبراني وأبو نعيم في "الحلية " ، ورواه ابن أبي شيبة مُخْتَصرا .
وهو ضعيف بهذا اللفظ .
والحديث في الصحيحين بِغير هذا اللفظ ؛ فقد رواه البخاري ومسلم مِن حديث أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأُبيّ بن كعب : إن الله أمَرَني أن أقرأ عليك (لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا) قال : وسَمّانِي لك ؟ قال : نعم . قال : فَبَكَى .
وفي رواية : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأُبيّ : إن الله عز وجل أمَرَني أن أقرأ عليك . قال : آلله سَمّانِي لك ؟ قال : الله سَمّاك لي . فَجَعَلَ أُبيّ يبكي .
والفرق بين الروايتين :
أن الرواية الأولى فيها عَرض القرآن ، ويُفهَم منه عَرض القرآن كاملا ، مع ما في العَرْض مِن معنى زائد عن مُجرّد القراءة ، فقد كان جبريل يَعرِض القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم القرآن في رمضان .
والمراد به : عَرْض ما نَزَل مِن القرآن .
قال الإمام البخاري في صحيحه : باب كان جبريل يَعرض القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم .
قال ابن حجر : والمعتمد أن جبريل كان يُعارِض النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان بما يَنْزِل به عليه في طول السَّنة . اهـ .
والرواية الثانية فيها قراءة النبي صلى الله عليه وسلم على أُبيّ رضي الله عنه سورة البيِّنة وحدها .