السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حفظكم الله ورعاكم فضيلة الشيخ وسدد الله خطاكم
ما حكم قول شخص على أقدار الله (أنا مستحيل و صعب تهزمني الأقدار )
هل في كلامه محظور شرعي؟
بارك الله فيكم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
نعم ، ففي هذا القول : التكبّر والتعالي ، بل وكأنه يُريد أن يتحدّى الأقدار ! وأنها لا تَهزِمه !
ويجب أن يَعلَم العبد أنه عبد ضعيف ، وأنه لا حول له ولا قوّة ، وأن عليه أن يتبرّأ مِن حوله وقوّته ، ولذلك شُرِع له أن يقول : لا حول ولا قوّة إلاّ بالله .
ومعناها : أنه يَبرأ مِن حوله وقوّته إلى حول الله وقوّته .
فإن الله هو القوي المتِين ، والعبد الضعيف الذليل الحقير .
مسكين ابن آدَم يَتعالَى ، وهو تُزعِجه بَعوضة !
ويتكبّر ويَهزِمه ذباب !
قال ربّ العِزّة سبحانه : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ)
بَزَق النبي صلى الله عليه وسلم في كفِّه ثم وَضَع عَلَيْهَا أُصْبُعَهُ ، ثُمَّ قَالَ : قَالَ اللَّهُ : ابْنَ آدَمَ أَنَّى تُعْجِزُنِي وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ مِثْلِ هَذِهِ ، حَتَّى إِذَا سَوَّيْتُكَ وَعَدَلْتُكَ ، مَشَيْتَ بَيْنَ بُرْدَيْنِ وَلِلأَرْضِ مِنْكَ وَئِيدٌ ، فَجَمَعْتَ وَمَنَعْتَ ، حَتَّى إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ ، قُلْتَ : أَتَصَدَّقُ ، وَأَنَّى أَوَانُ الصَّدَقَةِ ؟ رواه الإمام أحمد ، وصححه الألباني وحسّنه الأرنؤوط .
وقد سلَّط الله تعالَى على كل مَن تكبّر وتجبّر صِغار المخلوقات ليُريهم ضعفهم وقِلّة حيلتهم !
سلّط الله على النمرود بَعوضة !
وسلّط الله على فرعون وقومه : الجراد والقُمّل والضفادع !
والواجِب على المسلم أن يُسلِّم لأقدار الله تبارك وتعالى ، لا أن يُظهِر نفسه مَظهر التحدّي والمغالَبة !
وأرجو أن يكون السؤال عمّا يَهمّك ويَخصّك ، وليس عمّن قال وقال !