العودة   منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية فتاوى الإرشاد أقسام القـرآن والسنـة قسم القـرآن وعلـومه
منوعات المجموعات مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع

نسمات الفجر
الصورة الرمزية نسمات الفجر

الهيئـة الإداريـة


رقم العضوية : 19
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : السعودية
المشاركات : 3,356
بمعدل : 0.65 يوميا

نسمات الفجر غير متواجد حالياً عرض البوم صور نسمات الفجر


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسم القـرآن وعلـومه
افتراضي هل معنى (الجمل في سَم الخياط) هو الحبل الغليظ الذي تُشدّ به السفينة ؟
قديم بتاريخ : 09-03-2015 الساعة : 09:05 PM


أكرمك الله ورفع الله قَدرك ورزقك مِن حيث لا تحتسِب
يقول أحد الدكاترة في تفسير قول الله تعالى {وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ}
إنَّ الجَمَل في الآية المقصود به هو الحبل الغليظ الذي تُشدّ به السفينة وليس هو الجمَل الحيوان المعروف
وقال : إنَّ الحيوان المعروف اسمه في القرآن ( بعير ) وَجَمْعُها ( إبْل ) وإنَّ جمْع جمَل هو (جِمال ) وذكرها الله في سورة المرسلات {كَأَنَّهُ جِمَالَةٌ صُفْرٌ } أي حبال غليظة لونها أصفر .
فما صِحة هذا التعبير والتفسير عن الآيتين ؟
وفقك الله ويسّر لك ووسَّع الله عليك بِما توسِّع به على عباده



الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

هذا غير صحيح ، وهو مُخالِف لاتِّفاق قُرّاء القرآن .

قال ابن جرير : وأجمعت القَرَأَة على قراءة : "الْجَمَلُ" بفتح"الجيم" و" الميم" وتخفيف ذلك .
ثم روى عن ابن مسعود قوله : الجمل ابن الناقة ، أو : زوج الناقة .
وروى عن الحسن قوله : حتى يدخل البعير في خُرت الإبرة .
وعن أبي العالية قال : الجمل الذي له أربع قوائم . اهـ .

وقال السمعاني : (حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ) ، وهو الْجَمَل المعروف ، وسئل ابن مسعود عن هذا الجمل ؟ فقال : هو زوج الناقة ، كأنه استحمق السائل حين سأله عما لا يخفى .

وقال ابن عطيّة : وقرأ جمهور المسلمين: (الْجَمَل) ، واحِد الْجِمَال . اهـ .

والمراد منه استحالة دخول الكفار النار ، والتعبير بالْجَمَل ( البعير ) أشدّ استحالة مِن التعبير بالحبال الغليظة .

قال البغوي : (وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ) ، أي : حتى يدخل البعير في ثقب الإبرة . والخياط والمخيط : الإبرة ، والمراد منه : أنهم لا يدخلون الجنة أبدًا ؛ لأن الشيء إذا عُلِّق بما يستحيل كونه ، يدل ذلك على تأكيد المنع .

وقال القرطبي : (وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ) ، والجمل لا يَلِج ، فلا يدخلونها البتة . وهذا دليل قطعي لا يجوز العفو عنهم . وعلى هذا أجمع المسلمون - الذين لا يجوز عليهم الخطأ - أن الله سبحانه وتعالى لا يَغفر لهم ولا لأحد منهم .

وقال ابنُ جُزيّ : (حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ) ، أي : حتى يدخل الجمل في ثقب الإبرة ، والمعنى لا يدخلون الجنة حتى يكون ما لا يكون أبدا ، فلا يدخلونها أبدا .

فهذا أوضح تعبير ، وأصح تفسير .

وذَكَر ابن كثير التفسير المذكور ، إلاّ أنه قال قبل ذلك : وقوله تعالى : (وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ) ، هكذا قرأه الجمهور ، وَفَسَّرُوه بأنه البعير . اهـ .

وكذلك تفسيره لـ (إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ (32) كَأَنَّهُ جِمَالَةٌ صُفْرٌ) فإنه مُختَلَف فيه .
روى البخاري من طريق عبد الرحمن بن عابس قال سمعت ابن عباس رضي الله عنهما : (كَأَنَّهُ جِمَالَةٌ صُفْرٌ) : حِبال السفن تُجْمع حتى تكون كأوساط الرجال .

وأكثر المفسِّرين على أن المقصود بها : الْجِمال .

قال ابن جرير الطبري : ((إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ) قرأ ذلك قرّاء الأمصار : (كالْقَصْرِ) بجزم الصاد .
واختلف الذين قرءوا ذلك كذلك في معناه ؛ فقال بعضهم : هو واحد القصور .
وقال آخرون : بل هو الغليظ من الخشب ، كأصول النخل وما أشبه ذلك .
وروى بإسناده إلى ابن عباس أنه قرأها (كالقَصَرِ) بفتح القاف والصاد .
ثم قال ابن جرير : وأولى القراءتين بالصواب في ذلك عندنا ما عليه قرّاء الأمصار ، وهو سكون الصاد ، وأولى التأويلات به أنه القَصْر مِن القُصُور ، وذلك لدلالة قوله : (كَأَنَّهُ جِمَالَةٌ صُفْرٌ) على صِحّته ، والعرب تُشَبّه الإبل بالقصور الْمَبْنِيَّة .

وقال البغوي : (صُفْرٌ) جمع الأصفر ، يعني لون النار ، وقيل : "الصُّفْر" معناه : السُّود ، لأنه جاء في الحديث إن شرر نار جهنم أسود كالقِير ، والعرب تُسَمِّي سُود الإبل صفرا ؛ لأنه يَشوب سوادها شيء مِن صُفرة .

وقال القرطبي بعد أن ذَكَر الأقوال :
وَالْمَعْرُوفُ فِي الْحَبْلِ الْغَلِيظِ جُمَّلٌ بِتَشْدِيدِ الْمِيمِ ... " وجمالات" بِضَمِّ الْجِيمِ : جَمْعُ جِمَالَةٍ بِكَسْرِ الْجِيمِ مُوَحَّدًا ، كَأَنَّهُ جَمْعُ جَمَلٍ ، نَحْوَ حَجَرٍ وَحِجَارَةٍ ، وَذَكَرٍ وَذِكَارَةٍ . اهـ .

وقال السيوطي في " الدرّ المنثور " وأخرج ابن الأنباري في كتاب الأضداد عن الحسن في قوله : (كَأَنَّهُ جِمَالَةٌ صُفْرٌ) قال : الصُّفر السَّود ، وفي قوله : (جِمَالَةٌ صُفْرٌ) قال : هو الجسر ، وفي لفظ قال : الجبال .

ولا يجوز تفسير القرآن إلاّ لِعالِم بالتفسير .

قال الإمام مالك : لا أُوتَي بِرَجُلٍ غير عالم بِلُغَاتِ العَرَب يُفَسِّر كِتاب الله إلاَّ جَعَلْتُه نَكَالاً .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : تفسير القرآن بِمُجَرَّد الرأي حرام .

وسيق :
هل ضرب الزوجة في القرآن الكريم يعني الْمُباعدة والْمُفارقة ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=15340

مَن هو المخوّل والذي يحقّ له تفسير القرآن الكريم ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=15339

كيف نردّ على مَن يقول أنه يحقّ لكلِّ أحد أن يفهَم النُّصوص دون التقيّد بفَهم السَّلف ؟
http://saaid.net/Doat/assuhaim/fatwa/255.htm

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض


إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قصة بعنوان " الجبل يحزن ويبكى " ناصرة السنة إرشـاد القـصــص 0 09-11-2012 07:26 PM
لما ركب نوح عليه السلام في السفينة رأى شيخا محب السلف إرشـاد القـصــص 0 13-03-2010 07:08 PM
هل الدمل أو الصديد ينقض الوضوء ؟ عبق إرشـاد الطـهــارة 0 26-02-2010 02:40 PM
علاج سحر منع الحمل ... ناصرة السنة قسـم العقـيدة والـتوحيد 0 16-02-2010 03:42 AM
هل الأفضل الختم أم مراجعة الحفظ؟ *المتفائله* قسم القـرآن وعلـومه 0 09-02-2010 11:07 AM


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 06:36 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى