ما حكم من قال مازحا (شكل فرعون كان مستانس لما كان في وسط البحر) ؟
بتاريخ : 26-08-2016 الساعة : 12:59 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته يا شيخ ،
تقول السائلة :
كان أحد أرحامي يتحدث عن سباحته بالبحر و كان مستمتعًا بهبوب الأمواج عليه أثناء السباحة فقال مازحًا : شكل فرعون كان مستانس لما كان في وسط البحر قبل لا يموت بالغرق ، ( يقصد أن الموج يهب عليه ) ، قالها و هو مازحًا ، فهل في العبارة شيء ؟
يعني هل تعتبر من تقليل شأن عقوبة الله عز و جل لفرعون ، أو أنها عبارة عادية ، و هو قالها مازحًا لا يقصد السخرية و التقليل من شأن العقوبة ، فهل العبارة عادية ؟؟ و إذا كانت حرام ما هي كفارتها ؟ و شكرًا يا شيخ ..
لم يكن فرعون فرحا حينما غمره ماء البحر ، بل كان يُصارِع الأمواج ، وكان جبريل عليه الصلاة والسلام يدسّ طِين البحر في فمه !
وكيف يأنس مَن يُدركه الغرق ويُعايِن الهلاك ، ويُصَارع الموت ؟
وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لَمَّا أغرق الله فرعون قال : آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل ، فقال جبريل : يا محمد ، فَلَوْ رَأَيْتَنِي وَأَنَا آخُذُ مِنْ حَالِ الْبَحْرِ فَأَدُسُّهُ فِي فِيهِ مَخَافَةَ أَنْ تُدْرِكَهُ الرَّحْمَةُ . رواه الإمام أحمد والترمذي ، قال الترمذي : هذا حديث حسن .
وقال الشيخ الألباني : صحيح لغيره .
ورجّح الشيخ شُعب الأرنؤوط وَقْف الحديث على ابن عباس رضي الله عنهما .
ولا يجوز أن يُجعَل مِن الآيات التي وقع فيها عذاب أو هلاك وسيلة ضحك وتسلية .
ولذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه حينما مرّوا بِديار ثمود : لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم ، إلا أن تكونوا باكين ، حذراً أن يصيبكم مثلُ ما أصابهم ، ثم زجر فأسرع حتى خلّفها . رواه البخاري ومسلم .
لأن ما وَقع للقَوم فيه عِظَة وعِبرة ؛ فيجب علينا أن نتّعِظ عند تذكر هلاك الأمم .