|
|
المنتدى :
إرشـاد الأدعـيــة
ما صحة الدعاء: اللهم عليك باليهود ومن هاودهم ، والنصارى ومن ناصرهم ؟
بتاريخ : 19-02-2010 الساعة : 12:00 AM
في مثل هذه الأيام نسمع بعض الأدعية من بعض الأئمة ، وقد يقع في النفس منها حرج ، مثل قول بعضهم : اللهم عليك باليهود ومن هاودهم ، والنصارى ومن ناصرهم ..
فهل في ذلك تكلف أو اعتداء ؟
وقد سمعت أن بعضهم قال : إن هذا الدعاء يدخل فيه النبي صلى الله عليه وسلم ؛ لأنه قد عاهد اليهود في بعض السنوات .
فهل هذا صحيح ؟
الجواب :
بعض الأئمة يتكلّف في دعائه ، ويتكلّف السجع ، وربما سأل لله ما لا يجوز سؤاله .
وربما قال عبارات لا أصل لها ! مثل قول بعضهم : عليك بالمجوس ومن جاوسهم ! على نفس سجع : عليك باليهود ومن هاودهم ، وبالنصارى ومن ناصرهم !
وأما الدعاء على اليهود ومَن هاودهم ، فإن الداعي عادة يقصد الدعاء على اليهود المعاصرين المغتصبين ، ولذلك يُقيّد بعضهم هذا الدعاء بالدعاء على اليهود المغتصبين ، وبالنصارى الحاقدين .
وهذا لا يدخل فيه من عاهد اليهود في زمن مضى ، لا في زمن النبوة ولا بعده ؛ لأن الداعي يدعو على اليهود الموجودين في زماننا ، ولو سألت إمامًا من الأئمة : هل تقصد بِدعائك يهود بني قينقاع أو يهود خيبر ؟ لأجاب بالنفي القاطِع !
وأجزم أن من يدعو على اليهود إنما يستحضر اليهود في فلسطين خاصة ، ولا يستحضر يهود اليمن ولا يهود فرنسا مثلا !
أما لماذا ؟
فلأن يهود فلسطين هم الذين حصل منهم الضرر خاصة .
وكذلك بالنسبة للنصارى ، لو سألت الداعي لأجاب بأنه يقصد النصارى الذين يُحاربون المسلمين ويُقتِّلون أبناءهم ونساهم ، ويَسْلِبون خيرات بلادهم .
وهذا موافق لِدعاء عمر رضي الله عنه ، إذ كان من دعائه في القنوت : اللهم الْعَن كَفَرة أهل الكتاب الذين يُكذِّبون رُسُلك ، ويُقاتلون أولياءك ، اللهم خَالِف بين كَلِمتهم ، وزلزل أقدامهم ، وأنزل بهم بأسَك الذي لا تَرُدّه عن القوم المجرمين . رواه ابن أبي شيبة وعبد الرزاق والبيهقي .
وقال عبد الرحمن بن هرمز الأعرج : ما أدركت الناس إلاّ وهم يَلعَنون الكَفَرة في رمضان . رواه الإمام مالك ومِن طريقه : رواه عبد الرزاق .
صحيح أن تعميم الكفرة بالهلاك والاستئصال مُخالف لِهدي النبي صلى الله عليه وسلم في الدعاء ، بل هو مُخالف لما اقتضته حِكمة الله من بقاء اليهود والنصارى ، بل وبقاء النصارى أكثر ، كما في قوله عليه الصلاة والسلام : تقوم الساعة والرّوم أكثر الناس . رواه مسلم .
ومُخالف لِرجاء النبي صلى الله عليه وسلم في كفّار قريش أن يُخرِج الله مِن أصلابهم مَن يَعبد الله ولا يُشرك به شيئا .
وسبق :
ما حكم الدعاء على الأُمّة بالهلاك والإهلاك والإغراق ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=1701
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
|
|
|
|
|