العودة   منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية فتاوى الإرشاد منتـدى الحـوار العـام
منوعات المجموعات مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع

طالبة علم
مشرف
رقم العضوية : 765
الإنتساب : May 2015
الدولة : دار الفناء
المشاركات : 880
بمعدل : 0.27 يوميا

طالبة علم غير متواجد حالياً عرض البوم صور طالبة علم


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : منتـدى الحـوار العـام
افتراضي هل نحن مخلصون ؟
قديم بتاريخ : 17-10-2015 الساعة : 11:02 PM

هل نحن مخلصون ؟


قال الله تعالى { وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا }

لأنه لم يكن خالصاً لوجه الله تعالى ,

وهكذا كل عمل يعمله الإنسان , لا يبتغي به وجه الله تعالى ,

فما الفائدة إذن من التعب والنصب والمعاناة في مزاولة الأعمال , إذا كان مصيرها أن تكون هباءً منثورا ً؟

فيا أيها العامل : الإخلاص ! الإخلاص !

هذا , ومن علامة المُخْلص :

أنه يحرص على صحة العمل وسلامته من كل ما يبطله أو يُنقص ثوابه , فيتقرب إلى الله تعالى بعمل صالح موافق للسنة .

ومن علامة المخلص :

أنه ينظر إلى نفسه دائما بعين الازدراء والتقصير, فلا يُعجب بنفسه ولا يُغتر بعمله , وهو يعمل ويخشى أن الله تعالى لا يتقبل منه .

ومن علامة المخلص :

أنه لا يزهو بعمله على غيره , ولا يمُنُّ به على ربه , { بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ }

ومن علامة المخلص :

أنه لا يحب أن يظهر عمله أمام الناس , بل إخفاءُ العمل وكتمُه أحبُ إليه من إظهاره ونشره .

كان عمرو بن قيس – أحد عُبَّاد السلف – إذا بكى , حوَّل وجهه إلى الحائط , ويقول لأصحابه : إن هذا زكام (1) .

ومن علامة المخلص :

أنه زاهد في الثناء والمدح , لا يحبه ولا يرغب فيه ولا يحرص عليه , فالزهد ليس في متاع الدنيا فقط , بل الزهد الأشد هو الزهد في مدح الناس وإطرائهم . وكم من زاهدٍ في الدنيا , راغبٍ في ثناء الناس ومدحهم . ولا يعلم ما في القلوب إلا علاَّم الغيوب .

ومن علامة المخلص :

أنه لا يحب أن يشتهر, ولا يسعى للشهرة , بل يفر منها دائماً , لعلمه أنها ربما أفسدت عليه الإخلاص , فكم من عامل مخلص أفسدته الشهرة , فأصبح يلتمس رضا الناس بسخط الله .

قال أيوب السختياني : والله ما صدق عبد إلا سَرَّهُ أن لا يُشعر بمكانه (2).

ومن علامة المخلص :

أنه يحب الإصلاح وانتشار الخير وإقبال الخلق على طاعة الله تعالى , سواء أكان ذلك على يده أم على يد غيره , لأنه يسعى إلى مرضاة الله , وليس إلى تمجيد نفسه وطلب المنزلة لها بين الخلق .

قال الإمام الشافعي رحمه الله : وددتُ أن كل علم أعلمه , يعلمه الناس , أؤجر عليه , ولا يحمدوني (3).

ومن علامة المخلص :

أنه لا ينتقص جهود الآخرين العاملين في حقل الدعوة والإصلاح ؛ ليظهر جهده وفضله عليهم , فلو كان صادقاً مخلصاً لبارك تلك الجهود , وأثنى على أهلها , وفرح بها , ولكن أبى المرائي أن يزكي غير عمله .

قال ابن الجوزي : ليعلم المرائي أن الذي يقصده يفوته , وهو التفات القلوب إليه . فإنه متى لم يخلص حُرم محبة القلوب , ولم يلتفت إليه أحد , والمخلص محبوب . فلو علم المرائي أن قلوب الذين يرائيهم بيد من يعصيه , لما فعل . ا.هـ (4)

ومن علامة المخلص :

أنه لا يضيق ذرعا بالنقد , بل ينظر فيه , فإن كان نقداً صحيحاً أعلن عن تراجعه وشكر الناقد , وإن كان نقدا غير صحيح - وكان الناقد ناصحاً - بين وجهة نظره وأبان عن أدلته ودافع عن حجته بالأسلوب المؤدب الذي يستفيد منه ناقده وقارئه , وإن كان الناقد مغرضاً متعنتاً أعرض عنه ولم يشتغل به , أخذاً بالأدب القرآني : { وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ }

ومن علامة المخلص :

أنه لا يستعجل في الظهور قبل اشتداد العود , ولا يشتغل بعلم وغيره أولى منه , لينال به رتبة عند أهل الدنيا ,

كما تراه – مع الأسف - عند بعض الشباب , يطبعون الرسائل ويكثرون من تخريج الحديث , وأحدهم لو سئل عن مسألة في الطهارة لما عرف الجواب !

وآخرون أكثروا من التجريح للأشخاص وتجاسروا على ذلك لصرف الأنظار إليهم أنهم من أهل النقد ومن أهل الجرح والتعديل , وبعضهم لا يحسن تلاوة القرآن !

فوآسفاه على من كانت هذه حاله !

ومن علامة المخلص :

أنه لا ينقطع عن العمل بذم بعض الناس له , وعدم رضاهم عنه ؛ لأنه لا يعمل لهم , بل يعمل لله تعالى , فهو مستمر في عمله في طاعة الله ومرضاته ولو سخط عليه من سخط ,

ولا يتأثر – كذلك – بقلة المستفيدين منه أو كثرتهم ؛ لأنه يسعى إلى مرضاة الله , ويدعو إلى الله وليس إلى نفسه .

قال علي بن الفضيل بن عياض لأبيه : يا أبتِ , ما أحلى كلام أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم

فقال : يا بني , وتدري لمَ حلا ؟ قال : لا .

قال : لأنهم أرادوا الله به (5) .



اللهم إني أدعوك بدعاء عبدك الولي الصالح عمر بن الخطاب رضي الله عنه :

اللهم اجعل عملي صالحاً , واجعله لك خالصاً , ولا تجعل لأحد فيه شيئاً !



الحاشية :

1- الحلية 5/103

2- الحلية 3/6

3- الحلية 9/119

4- صيد الخاطر ص387 طبعة مكتبة ابن تيمية

5- الحلية 10/23


كتبه أبو حفص عبد الرحمن السلفي




محب العلم
عضو نشيط
رقم العضوية : 766
الإنتساب : May 2015
المشاركات : 63
بمعدل : 0.02 يوميا

محب العلم غير متواجد حالياً عرض البوم صور محب العلم


  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : طالبة علم المنتدى : منتـدى الحـوار العـام
افتراضي
قديم بتاريخ : 18-10-2015 الساعة : 10:11 AM

بارك الله فيكم وأحسن إليكم على مجهودكم المتميز
أسأل الله عز وجل لي ولكم الإخلاص والقبول في القول والعمل
وفقكم الله


طالبة علم
مشرف
رقم العضوية : 765
الإنتساب : May 2015
الدولة : دار الفناء
المشاركات : 880
بمعدل : 0.27 يوميا

طالبة علم غير متواجد حالياً عرض البوم صور طالبة علم


  مشاركة رقم : 3  
كاتب الموضوع : طالبة علم المنتدى : منتـدى الحـوار العـام
افتراضي
قديم بتاريخ : 20-10-2015 الساعة : 07:09 PM

آمين وجزاكم الله بمثل مادعوتم لي وزيادة
بارك الله فيكم

إضافة رد



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 11:52 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى