[راجية العفو]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فضيلة الشيخ بارك الله فيكم وسدد خطاكم كنت قد أرسلت لكم بخصوص عملي وأخبرتكم أن مجالات العمل في بلادنا مختلطة وكذلك أبلغتكم بخصوص ترشيحي للدراسة في الخارج وقد أفتيتم بحرمة العمل والدراسة.أريد أن أعمل بالفتوى وأرضي ربي ولكن واجهتني العديد من المشاكل لم أعرف كيف اتصرف معها ولم أجد من يفهمني فوالدي كبير في السن وإن أخبرته بأني أريد الاستقالة أعرف أنه سيمرض وسيمنعني كما وأني أعيش في كرب شديد لأن عملي حرام وهذا ينتج عنه أن راتبي حرام وكذلك كل شي لدي في البيت لا أعرف كيف أتصرف فيه ؟؟أرجوك يا شيخ أن ترشدني كيف أصنع بالأموال التي عندي وكيف أصنع بالممتلكات التي اشتريتها بمالي من ملابس وكتب بل وحتى الكومبيوتر الذي أستخدمه الآن ؟؟وكيف أعيش مع أهلي وهم يصرفون من أخواتي اللاتي هن أيضا مدرسات في مدارس مختلطة..أحيانا أشعر أن كل شيء حولي حرام فتضيق بي نفسي وتحدثني بأن دعائي لا يقبل وصلاتي لا فائدة منها ولا أجد من يفهمني ماذا أفعل لأقنع والدي؟ وكيف أعيش مع أهلي الذين يرون أن المال الذي يصرفون منه حلال وأن هذه الفتوى يؤخذ بها في دول الخليج فقط لن مجتمعاتهم ليست مختلطة وخصوصا أن مشايخنا يفتون بإباحة العمل المختلط بشروط ..ياشيخنا الفاضل أنا إن كنت رجل لتركت البيت ولكنيي فتاة لا حول لها ولا قوة والمدرسة قد بدأت والكلية تطلبني لإكمال إجراءات الترشيح ولا أعرف كيف أتصرف مع والدي..أرجو من فضيلتكم النصح والتوجيه والدعاء لي بتفريج همي وبارك الله فيكم



الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وبارك الله فيك . وأعانك وأغناك وكفاك وهداك ووقاك .

أختنا الفاضلة .. الْحَرَام هو الْحَرَام ، سواء في دول الخليج أو في دول أوربا !

وأما ما أخذه الإنسان من مال من مثل هذه الوظائف ، ثم تاب وندم ، فلا يلزمه أن يتخلّص منها ، ولا ما اشتراه بها .
وفي الحديث : الندم توبة . رواه الإمام أحمد .

ومن عَلِم الله صِدق نِـيّـتِه أعانه وأغناه وكفاه ، وربما تعرّض المسلم لاختبار وامتحان رباني ، ليعلم الله من يخافه بالغيب ، ومن يُقدِّم رضاه سبحانه على رضا خَلْقِه ، ومن يُطيعه امتثالا لأمره ، واجتنبا لِنهيه ، ومن يُخالف أمْرَه في ذلك .

والله تعالى أعلم .



المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد