[راجية العفو]

السؤال
السلام عليكم
بارك الله فيكم شيخنا الجليل ونفع الله بكم
شيخنا أنا أدرس مجموعة من الأطفال الأعاجم في بلاد الكفار القرآن والسنة وأمور العقيدة فأرجو أن تسهل علي طرح عقيدة القضاء والقدر لدى السنة والجماعة بأفضل وأقصر طريقة للأطفال بدون أن أزرع شبه في عقولهم أو تعقيد في الطرح , وكيف أرد بأحسن طريقة أسئلتهم عن العقيدة مثل هل الإنسان مسير أو مخير ومثل هذه الأسئلة
ملاحظة: عمر الأطفال بين الخمس سنوات والثلاثة عشر سنة
جزاكم الله خيرا وغفر الله لكم




الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

يكون ذلك بأمور :
الأول : أن تُوصل للطلاب معلومة أن الله يعلم ما كان وما يكون ، ولا يخفى عليه شيء قبل أن يخلق الخلق وبعد أن خَلَقهم .
وهذه إحدى مراتب الإيمان بالقدر .
ثم تُخبرهم أن الله كَتَب مقادير الخلائق قبل خَلْق السماوات والأرض وقبل خَلْق الْخَلْق .
وهذه الكتابة لا تتضمّن إجبار الْخَلْق على فِعْل ؛ لأن الله جَعَل للإنسان اختيارا ، وإلا كان تصرّفه مثل تصرّف الحيوان وحركة الجماد .

الثاني : بِضَرْب المثل ، ولله المثل الأعلى .
وهذا المثل مِن أجل تقريب الصورة لأذهان الطلاب .
وخذ على سبيل المثال : لو أن مُدرِّسًا درّس الطلاب وعرف مستوياتهم ، ثم كَتب في ورقة عنده لم يطّلع عليها أحد .. كَتب : هؤلاء ينجحون ، وهؤلاء يرسبون . ثم أجرى الاختبار لهم ، هو أو مُدرِّس غيره ، ثم جاءت النتيجة كما قال وكما توقّع . فهل يكون الأستاذ ظَلَم طلاّبه حينما كَتَب ما كتَب بناء على معرفته بمستوى طلاّبه وجِدّهم وحرصهم .
فكذلك ما كتبه الله على عِباده .

الثالث : ببيان أن الله أرحم بالْخَلْق مِن أمهاتهم ، فهو سبحانه وتعالى ما كَتب عليهم ما يُصيبهم إلاّ لمصالحهم ، مِن رِفعة درجات ، وتكفير سيئات .

الرابع : ببيان أن الله لم يخَلُق شَرًّا خالصا ، لقوله عليه الصلاة والسلام في دعائه : لبيك وسعديك ، والخير كله في يديك ، والشر ليس إليك . رواه مسلم .

فكلّ ما يَراه الناس شَرًّا ، يكون في طياته خير ، وكم مِن مِحنة في طياتها مِنَح . كما يقول ابن القيم .

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد