العودة   منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية فتاوى الإرشاد أقسـام الأسرة والمجتـمع إرشـاد المـرأة
منوعات المجموعات مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع

عبق
عضو مميز
رقم العضوية : 8
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : في أرض الله الواسعة
المشاركات : 1,788
بمعدل : 0.34 يوميا

عبق غير متواجد حالياً عرض البوم صور عبق


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : إرشـاد المـرأة
افتراضي هل يجوز الزواج من نصراني يؤمن بالله والرُّسل كافة ؟
قديم بتاريخ : 07-02-2010 الساعة : 05:58 PM


هل يجوز للمرأة المسلمة الزواج من رجل مسيحي مؤمن بالله والرسل كافه ويعترف بكل الأنبياء ؟
أرجو الإجابة ضروري .

الجواب :


أصْلَح الله قلبك .

لا يجوز لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخِر أن تتزوّج من غير مُسلِم مَهما كان .
بل لا يجوز للمرأة الْمُسْلِمَة أن تَتَزَوّج مِن مُسْلِم يَدّعي الإسلام ويَنْتَسِب إليه ولا يُقيم شَعائره ، كَتارِك الصلاة .


والنبي صلى الله عليه وسلم قد أمَر بِتَزْوِيج صاحِب الدِّين والْخُلُق .
ولذا فإن شارب الخمر أو مُتعاطِي المسكِرات ، أو مرتكب الكبائر ؛ لا يُزوَّج بِناء على هذا ، ولو كان مُحافِظا على الصلاة ؛ لأن هذا غير مَرْضِيّ الدِّين .

هذا مع كونه مُسْلِمًا يَشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، إلاَّ أنه أخَلّ بشيء مِن لوازم الشهادتين .
فكيف به لو كان كافرا يهوديا أو نصرانيا أو غيرهما ؟!

والنصراني لا يُؤمِن باليوم الآخر والبعث والنشور .
ولا يُؤمِن بِجَميع الأنبياء ؛ لأنه لو آمَن بِنَبِـيِّـنَا محمد صلى الله عليه وسلم ؛ لأسْلَم

وكُلّ مَن سَمِع بِنَبِـيِّـنَا محمد صلى الله عليه وسلم ولم يُسْلِم كان من أهل النار ، لِقول بِنَبِـيِّـنَا محمد صلى الله عليه وسلم : وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّد بِيَدِهِ لا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ يَهُودِيٌّ وَلا نَصْرَانِيٌّ ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ إِلاَّ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ . رواه مسلم .
فَقَوله عليه الصلاة والسلام : " مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ " أي : أُمَّـة الدَّعوة ، أي الذين وُجِّهَتْ لهم الدعوة بعد بعثته صلى الله عليه وسلم ، وهم جميع الناس ، وقد تكرر الخطاب في القرآن للناس عموما ، عَربهم وعَجمهم ، مَن كان على دِين ، ومن لَم يَكن على دِين ، كما في قوله تعالى : (
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ) .
وكما في قوله تعالى : (
قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا) ، وكان هذا بعد أن ذَكَر اليهود والنصارى .

ومَن لم يُؤِمن بِنَبِـيِّـنَا محمد صلى الله عليه وسلم فهو كافر بِنَصّ القرآن .
قال تعالى : (
إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْض وَنَكْفُرُ بِبَعْض وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً (150) أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا ) .

بل إن النصراني الذي لا يُؤمِن بِنَبِـيِّـنَا محمد صلى الله عليه وسلم مُكَذِّب لِعيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام !

كيف ؟
عيسى عليه الصلاة والسلام بَشَّر بِنَبِـيِّـنَا محمد صلى الله عليه وسلم ، وأمَر باتِّبَاعِه ، فَمَن لم يُصدِّق محمدا
صلى الله عليه وسلم ، فهو لم يُصدِّق عيسى عليه الصلاة والسلام ولم يُؤمِن ببشارته .
ولذلك دَخَل عَدد من النصارى في الإسلام بسبب تلك البشارات التي بَشَّر بها عيسى عليه الصلاة والسلام .
وهنا إشارة إلى تلك البشارات :
http://www.saaid.net/mohamed/a.htm

وقد ذَكَر بعض العلماء أن نصرانيا قال لِعَالِم مِن عُلماء المسلمين : نَاظِرْني في الإسلام والمسيحية أيهما أفضل ؟
فقال العَالِم المسلِم للنصراني : هَلُم إلى المناظرة في ذلك .
فقال النصراني : الْمُتَّفَق عليه أحق بالاتِّبَاع أم الْمُخْتَلَف فيه ؟
قال العَالِم : الْمُتَّفَق عليه أحق بِالاتِّبَاع مِن الْمُخْتَلَف فيه .
فقال النصراني : إذن يَلْزَمكم اتِّبَاع عيسى معنا ، وتَرْك اتِّبَاع محمد صلى الله عليه وسلم ، لأننا نحن وأنتم نَتَّفِق على نُبُوَّة عيسى ، ونخالفكم في نُبُوة محمد عليهما الصلاة والسلام .
فقال الْمُسْلِم : أنتم الذين تَمْتَنِعُون مِن اتِّبَاع الْمُتَّفَق عليه ، لأنَّ الْمُتَّفَق عليه الذي هو عيسى قال لكم : (
وَمُبَشِّرًا بِرَسُول يَأْتِي مِن بَعْدِي اسمه أَحْمَد ) ، فلو كُنتم مُتَّبِعِين عِيسى حَقًّا لاتَّبَعْتُم محمداً صلى الله عليه وسلم ، فَظَهَر أنكم أنتم الذين لم تَتَّبِعُوا الْمُتَّفَق عليه ولا غيره . فانقطع النصراني .
قال الشيخ الشنقيطي رحمه الله في تفسيره : ولا شك أنَّ النصارى لو كانوا مُتَّبِعِين عيسى ، لاتَّـبَعُوا محمداً صلى الله عليه وسلم . اهـ .

والنصراني مُكذِّب لِعيسى عليه الصلاة والسلام الذي أمَرَ بِعبِادة الله وحده .
قال تعالى : (
لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ) .
فإنَّ عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام لم يأمُرهم بِعِبادته ، وإنما أمَرَهم بِعبادة الله وحده .
قال تعالى : (
وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقّ) .

والنصراني كافِر بالله ؛ لأنه جَعَل المَعْبُود ثلاثة في واحد !
وقد حَكَم الله بِكُفْر النصارى حُكْمًا صَرِيـحًا ، فقال : (
لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ) .
وقال عزّ وَجَلّ : (
لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَة وَمَا مِنْ إِلَه إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ) .

فلا يَجوز لامرأة مُسْلِمة بِحال مِن الأحوال أن ترتبط بنصراني ولا يَهودي ، وقد قال الله تعالى : (
وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً ) .

والتي تَكون زوجة تحت نصراني قد جَعَلَتْ للكافِر عليها سبيلا !

وهي بهذا الفعل قد أشْرَكَتْ بالله ؛ لأنها رَضِيَتْ حُكْمًا غير حُكمه تعالى ، ومن رَضِي حُكْمًا غير حُكم الله فهو مُشرْك بالله ، وهو جاهل ؛ لأنه ارْتَضَى حُكْم الجاهلية ، وقد قد تعالى : (
أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْم يُوقِنُونَ
) .
فَحُكْم الله أحْسَن الأحْكَام وأقْومها وأعْدَلها ، فكيف يرضى مسلم يُؤمن بالله واليوم الآخِر أن يَحْتَكِم لِغير حُكم الله ؟ أو يرضى بِغير حُكمه ؟

ولا شك أن المسلمة التي تَرْضَى أن تتزوّج نصرانيا قد رضيَت بِغير حُكم الله ، بل قد رَدَّتْ حُكم الله الذي حَكَم أنَّ الْمُسْلِمة لا تَحِلّ لِكافِر ، سواء كان يهوديا أو نصرانيا أو كان لا دِين الله .

ولذلك قال الله تعالى : (
الزَّانِي لا يَنْكِحُ إلاَّ زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لا يَنْكِحُهَا إِلاَّ زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ )
قال ابن القيم رحمه الله : فالمتزوِّج إما أن يَلتَزم حُكم الله وشَرْعه الذي شَرَعه على لسان رسوله ، أو لا يَلتَزِمه .
فإن لم يلتزمه فهو مُشرك لا يَرضى بنكاحه إلاّ مَن هو مُشرِك مثله .
وإن التَزَمه وخالَفه ونَكَح ما حُرّم عليه لم يَصحّ النكاح فيكون زانيا .
فظهر معنى قوله : (لا يَنْكِحُ إلاَّ زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً) وتبيَّن غاية البيان ، وكذلك حُكم المرأة .
وكما أن هذا الحكم هو موجب القرآن وصَرِيحه فهو مُوجب الفطرة ومقتضى العقل . اهـ .

وقد تعجَّبتْ مِن أحوال بعض بنات المسلمين حينما يتعلّقن بكافر ( نصراني ) ، ويُرِدْن الزَّواج منه ، يُحاولن تعليمه الإسلام ، ويُلقِّـنَّـه الإسلام - وهو على نصرانيته - ، ولو كان ذلك في قَعْر دار الكُفر ، وفي عُقْر دارِها ، وذلك في بعض دُولّ أوربا ، مع عدم ممانعة القانون ، إلاَّ أنهن يَفْعَلْن ذلك لإرضاء أهلهن !

هذا وَهُم في قَعر دار الكُفر !

ولا شكّ أن التحايل لا يُغيِّر الحقائق !
فالنصراني نصراني ، وهو كافر ، ولا يَجوز تزويجه إلاَّ إذا أسْلَم وحَسُن إسلامه ، وعُلِم ذلك يَقينا لا تحايلا وتلاعُبا مِن أجل الزواج بِمُسْلِمة !

وحول كلمة ( مسيحي )

http://www.saaid.net/Doat/assuhaim/19.htm

والله تعالى أعلم .


فضيلة الشيخ/ عبد الرحمن السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض


إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
حكم حلاقة السوالف ، وهو الشَّعر الذي ينمو في أعلى الخد أمام الأُذن ؟ راجية العفو قسـم المحرمـات والمنهيات 0 29-08-2014 02:31 PM
تُعاني من والدها الذي لا يؤمن على بناته محب السلف قسم الأسرة المسلمة 0 04-03-2010 10:13 PM
الإسلام دين خاص بالأعراب أم هو للناس كافة محب السلف قسـم العقـيدة والـتوحيد 0 24-02-2010 09:34 PM
قال انه نصراني فقلنا له ياكافر وطلع مسلم هل لتكفير رجع لنا؟ راجية العفو قسـم العقـيدة والـتوحيد 0 21-02-2010 12:56 AM
ما حُـكم العمل أو الاشتراك بشركة يمتلكها نصراني معادي للعقيدة ؟؟ عبق إرشـاد المعامـلات 0 12-02-2010 12:07 AM


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 01:51 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى