ثم أن فيقولهم نسبة العيب للخالق على ما يفهم من قولهم
فما الوجه الصحيح ، وكيف يخرج كلامهم
وجزاكم الله خيرا
الجواب/
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا
وحفظك الله ورعاك .
أولاً : الآية (لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيم) من غير واو قبلها .
ثانيا : يقصدون به ما يُقابِل العيب الحادث ، وهم يقصدون به ما يكون عيبا من حال ولادته .
وبعضهم يقول تأدّبا : عيب ولادي ، أي : وُلِد الإنسان وهو كذلك .
والذي يظهر أنه لا يخالِف الآية ؛ لأن ذلك في أصل الخلق ، وفي المراد بالإنسان هنا أقوال ، منها :
أراد بالإنسان الكافر . قيل : هو الوليد بن المغيرة ، وقيل : كِلدة بن أسيد ؛ فعلى هذا نَزَلَت في مُنْكِري البعث .
وقيل : المراد بالإنسان آدم وذريته . قاله القرطبي .
والمراد بـ (أَحْسَنِ تَقْوِيم) اعتداله واستواء شبابه ، كذا قال عامة المفسرين . قال القرطبي : وهو أحسن ما يكون ؛ لأنه خَلَق كل شيء مُنْكَبًّا على وجهه ، وخَلَقه هو مُستويا ، وله لسان ذَلق ، ويَد وأصابع يَقبض بها . وقال أبو بكر بن طاهر : مُزَيّنا بالعقل ، مُؤدِّيا للأمر ، مَهْديا بالتمييز ، مَدِيد القامة ، يتناول مأكوله بيده . اهـ .
ولا يتعارض هذا مع وصف العيب إذا كان في الإنسان ؛ لأن الْحُكم للغالب ، فأغلب الخلق يُولدون أسوياء .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد