عبد الرحمن السحيم

رحمه الله وغفر الله له


رقم العضوية : 5
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : في دار الممر .. إذْ لا مقرّ !
المشاركات : 3,574
بمعدل : 0.69 يوميا

عبد الرحمن السحيم غير متواجد حالياً عرض البوم صور عبد الرحمن السحيم


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسم الخُطب المنبرية
افتراضي الْتِفاتَة قَلب ( خُطبة عن التوكل )
قديم بتاريخ : 17-10-2015 الساعة : 07:20 AM

خُطبة الْتِفاتَة قَلْب ( عن التوكُّل )

الحمدُ لله العليِّ الأعلى ، الذي خَلَق فسوّى ، والذي قدَّرَ فَهَدى .
والصلاةُ والسلامُ على مَن بَعثَه اللهُ بالنورِ والْهُدَى .
أما بعد :

فإنَّ اللهَ عزَّ وَجَلَّ أمَرَ رسولَهُ الكريمَ صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّمَ بأمْرٍ عظيمٍ ، وكرَّرَ الأمرَ ، وما ذَلِكَ إلاَّ لأهميتِهِ ، فقَالَ سبحانَهُ وتعالى : (وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ)
وقَالَ لَهُ سبحانَهُ : (وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ)
وأمَرَ اللهُ المؤمنينَ بما أمَرَ به الْمُرْسَلينَ ، فقَالَ : (وَاتَّقُوا اللَّهَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ)
وأثنى اللهُ على مَنِ اتصَفَ بذلِكَ ، فقَالَ : (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ)
وجَعَلَ التوكُّلَ شرطا في الإيمانِ ، فقَالَ : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) .
فالتَّوكّل على الله يَجْمَع خِصال الإيمان .
قَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: التَّوَكُّلُ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ جِمَاعُ الإِيمَانِ .
وقَالَ الْفُضَيْلُ بنُ عِيَاضٍ: التَّوَكُّلُ قِوَامُ الْعِبَادَةِ .
وقَالَ شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ : فَالْقَلْبُ لا يَتَوَكَّلُ إلا عَلَى مَنْ يَرْجُوهُ ، فَمَنْ رَجَا قُوَّتَهُ أَوْ عَمَلَهُ أَوْ عِلْمَهُ أَوْ حَالَهُ أَوْ صَدِيقَهُ أَوْ قَرَابَتَهُ أَوْ شَيْخَهُ أَوْ مُلْكَهُ أَوْ مَالَهُ ، غَيْرَ نَاظِرٍ إلَى اللَّهِ ؛ كَانَ فِيهِ نَوْعُ تَوَكُّلٍ عَلَى ذَلِكَ السَّبَبِ . اهـ .
وقَالَ ابنُ القيِّمِ : التوكلُ مِنْ لوازمِ الإيمانِ ومُقتضياتِهِ، قَالَ اللهُ تعالى: (وَعَلَى اللهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) ، فجعَلَ التَّوَكُّلَ شَرْطًا في الإيمانِ، فَدَلَّ على انتفاءِ الإيمانِ عندَ انتفاءِ التوكُّلِ . اهـ .

أيُّها المؤمنونَ
لَمَّا تَقَرَّرَ أنَّ القَلْبَ بَيْتُ الرَّبِّ تعظيما وإجلالا وإفرادا ، كَانَ لا بُدَّ للقَلْبِ أنْ يُوحِّدَ اللهَ ويُفرِدَهُ بأعمالِهِ ..
وإنَّ مِنْ أجلِّ أعمالِ القلوبِ : إفرادَ اللهِ تعالى بالتوكّلِ عليه .

والتوكّلُ : هُوَ اعتمادُ القلبِ على اللهِ ، والثِّقَةُ بِما عندَه سبحانَهُ وتعالى ، واليأسُ مِمَّا في أيديِ الناسِ . كما قَالَ ابنُ القيِّمِ .
وقَالَ في كِتابِ " الفوائدِ " : وسِرُّ التَّوَكُّلِ وحَقِيقَتُه : هو اعْتِمَادُ القَلَبِ عَلى اللهِ وحْدَه . اهـ .
وأنْ لا يَلتَفِتَ القَلَبُ إلى الأسبابِ ، وإنْ عَمِلَ الأسبابَ لأنَّهُ مأمورٌ بها ، إلاّ أنه يَعملُ بالأسبابِ ثقَةً بِمُسببِ الأسبابِ .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : كُلُّ مَنْ عَلَّقَ قَلْبَهُ بِالْمَخْلُوقَاتِ أَنْ يَنْصُرُوهُ أَوْ يَرْزُقُوهُ أَوْ أَنْ يَهْدُوهُ خَضَعَ قَلْبُهُ لَهُمْ ؛ وَصَارَ فِيهِ مِنْ الْعُبُودِيَّةِ لَهُمْ بِقَدْرِ ذَلِكَ . اهـ .

وأعلى مقاماتِ التوكّلِ مقاماتُ الأنبياءِ .
فعِندما أُفْرِدَ خليلُ اللهِ إبراهيمُ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ وحيدا فريدا في المنجنيقِ ليُرْمَى في النارِ ، كانت ثقتُهُ باللهِ عزّ وَجَلّ ، ولم يلتفتْ إلى غيرِه ، فقَالَ : حسبُنا اللهُ ونِعْمَ الوكيلِ ، فأتى الأمرُ مِن فوقِ سبْعِ سماواتٍ : (قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ (69) وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الأَخْسَرِينَ) فَوَقَاه اللهُ شرَّ النارِ وشرَّ الأشرارِ .

وعندما خَرَجَ نبيُّ اللهِ موسى عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ ببني إسرائيلَ ، ولَحِقَهُ فرعونُ وجنودُه ، قَالَ بنو إسرائيلَ : إنّا لَمْدُرَكون ، فقَالَ موسى عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ بِلسانِ الواثقِ باللهِ عزّ وَجَلّ (كَلاَّ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ) ، وهو يَرى البحرَ مِن أمامِهِ والعدوَ مِن خَلْفِهِ ، فما أسْرعَ ما أتاه الفَرَجُ لِثقتِهِ باللهِ عزّ وَجَلّ (فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ) .

وعندما نامَ نَبِيُّنا صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّمَ تحتَ شجرةٍ وعَلَّقَ سَيفَه بِتلكَ الشجرةِ ، جاءَهُ رجلٌ مِنَ المشركين فاخْتَرَطَ السيفَ ثم قَالَ : مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي ؟ قَالَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّمَ : اللهُ . كما في الصحيحينِ . فَمَنعَهُ اللهُ بِثقتِهِ به وتوكُّلِه عليه .

ولَمّا طابَتْ قلوبُ المؤمنينَ بالتوكُّلِ على اللهِ ، وصَدَقَتْ في توكُّلِها عليه ؛ جَزاهُم بِما جنةً وحريرا ، وأدخلَهُم الجنةَ بِغيرِ حِسَابٍ ..
قَالَ عزَّ وَجَلّ : (وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (58) الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) .
وفي الحديثُ : يَدْخُلُ الجنةَ مِن أمتي سبعون ألْفًا بغيرِ حسابٍ : هم الذين لا يَستَرْقُون ولا يتطيرون وعلى ربِّهِم يتوكلون . رَواهُ البخاريُّ ومُسلمٌ .
فالقاسِمُ الْمُشْتَرَكُ بين هذهِ الأفعالِ : أنَّهُم على ربِّهم يتوكّلون .

قَالَ شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ : الذي عليهِ الجمهورُ أنَّ الْمُتَوكِّلَ يَحْصلُ له بِتَوكُّلِهِ مِنْ جَلْبِ المنفعةِ ، ودَفْعِ الْمَضَرَّةِ ما لا يَحْصُلُ لغيرِهِ ، وكَذَلِكَ الداعي . والقرآنُ يَدُلُّ على ذَلِكَ في مواضعَ كثيرة . اهـ .
وكُلَّما كَانَ توكّلُ الإنسانِ على اللهِ أقوى وأتمَّ نَفَعَه تَوَكّلُه ..
الْتَقَى سَلْمَانُ وَعَبْدُ اللهِ بْنُ سَلامٍ ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: إِنْ لَقِيتَ رَبَّكَ قَبْلِي، فَأَخْبِرْنِي مَاذَا لَقِيتَ مِنْهُ .. قَالَ: فَتُوِفِّيَ أَحَدُهُمَا قَبْلَ صَاحِبِهِ فَلَقِيَهُ الْحَيُّ فِي الْمَنَامِ فَكَأَنَّهُ سَأَلَهُ فَقَالَ الْمَيِّتُ: تَوَكَّلْ وَأَبْشِرْ فَلَمْ أَرَ مِثْلَ التَّوَكُّلِ قَطُّ . رَواهُ البيهقيُّ في شُعبِ الإيمانِ.

ولا يجوزُ أنْ يلْتَفِتَ القلبُ في تَوَكُّلِهِ إلى غيرِ اللهِ .. سواءً كَانَ ذَلِكَ بِجَلْبِ نَفْعٍ ، أو دَفْعِ ضرّ ..
ذَلِكَ لأنَّ التوكّلَ لا يَصلُحُ إلاّ على الحيِّ الذي لا يموتُ ، لا إلَهَ غَيرَه : (اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) .
ولَمّا الْتَفَتَ قَلْبُ يوسفَ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ إلى بَشَرٍ مثلِهِ لَبِثَ في السجنِ بِضْعَ سنينٍ.
قَالَ ابنُ عباسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُما : عَثَر يوسفُ عليه السلامُ حينَ قَالَ : ( اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ) ، فَلَبِثَ في السجنِ بِضعَ سِنينٍ ، وأنْسَاهُ الشيطانُ ذِكْرَ رَبِّهِ . رَواهُ ابنُ جريرٍ في تفسيرِهِ .
وقَالَ ابنُ عباسٍ أيضا : عُوقِبَ يوسفُ بِطُولِ الحبسِ بِضعَ سنينٍ لَمَّا قَالَ للذي نجا مِنْهُما " اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ" ، ولو ذَكَرَ يُوسفُ رَبَّهُ لَخَلَّصَه .
قَالَ شيخُ الإسلامِ : ما رَجَا أحَدٌ مخلوقا أو تَوكلَ عليه إلاَّ خابَ ظـنُّه فيه . اهـ .

فَكُلَّمَا كَانَ اعتمادُ القلْبِ على اللهِ أقوى ، كَانَ حُسْنُ ظنِّ العبدِ بِربّه أعظمَ ؛ وكُلّما كَانَ ذَلِكَ كذَلِكَ ، كَانَ أسْرعَ إلى نَيْلِ المطلوبِ وتحقيقِ المقصودِ .
وقد تكفّلَ اللهُ عَزّ وَجَلّ بِكفايةِ مَنْ توكَّلَ عليه ، فقَالَ : (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) .
قَالَ الفضيلُ : واللهِ لو يَئستَ مِنَ الْخَلْقِ حتَّى لا تُريدُ منهم شيئا ، لأعطاكَ مَولاكَ كُلَّ ما تُريدُ .

وقَالَ ابنُ رَجبٍ : ومِن لطائفِ أسْرارِ اقْترانِ الفَرَجِ بالكَربِ واليُسرِ بِالعُسرِ : أنَّ الكَرْبَ إذا اشْتدَّ وعَظُمَ وتَنَاهى ، وحَصلَ للعبدِ الإياسُ مِن كَشفِهِ مِنْ جِهةِ المخلوقين ، وتَعَلَّقَ قَلبُه باللهِ وحدَه - وهذا هو حقيقةُ التوكُّلِ على اللهِ - وهو مِنْ أعظمِ الأسبابِ التي تُطلَبُ بها الحوائجُ ، فإنَّ اللهَ يَكْفي مَنْ تَوَكَّلَ عليه . اهـ .

وأما أقسامُ الناسِ أمامَ الأسبابِ ؛ فمِنْهُم مَن يُلغي الأسبابَ ، ومِنهم مَن يلتفتُ إلى الأسبابِ ويعتمدُ عليها بِقلبِهِ ، ومنهم مَن يُعرِضُ عنِ الأسبابِ . وكُلُّ هذا خطأٌ وخَللٌ في التوكُّل .
قَالَ ابنُ أبي العِزِّ :
الالْتِفَاتُ إِلَى الأَسْبَابِ شِرْكٌ فِي التَّوْحِيدِ .
وَمَحْوُ الأَسْبَابِ أَنْ تَكُونَ أَسْبَابًا، نَقْصٌ فِي الْعَقْلِ .
وَالإِعْرَاضُ عَنِ الأَسْبَابِ بِالْكُلِّيَّةِ قَدْحٌ فِي الشَّرْعِ .
وقَالَ : الالْتِفَاتُ إِلَى السَّبَبِ هُوَ اعْتِمَادُ الْقَلْبِ عَلَيْهِ، وَرَجَاؤُهُ وَالاسْتِنَادُ إِلَيْهِ ، وَلَيْسَ فِي الْمَخْلُوقَاتِ مَا يَسْتَحِقُّ هَذَا . اهـ .

وقَالَ القرطبيُّ : المتوكلونَ على حَالَيْنِ:
الأَوَّلُ : حَالُ الْمُتَمَكِّنِ فِي التَّوَكُّلِ ، فَلا يلتفتُ إلى شيءٍ مِنْ تِلْكَ الأَسْبَابِ بِقَلْبِهِ ، وَلا يَتَعَاطَاهُ إِلاَّ بِحُكْمِ الأَمْرِ .
الثَّانِي : حَالُ غَيْرِ الْمُتَمَكِّنِ ، وَهُوَ الَّذِي يَقَعُ لَهُ الالْتِفَاتُ إِلَى تِلْكَ الأَسْبَابِ أَحْيَانًا غَيْرَ أَنَّهُ يَدْفَعُهَا عَنْ نَفْسِهِ بِالطُّرُقِ الْعِلْمِيَّةِ، وَالْبَرَاهِينِ الْقَطْعِيَّة ، فَلا يَزَالُ كَذَلِكَ إِلَى أَنْ يُرَقِّيَهُ اللَّهُ بِجُودِهِ إِلَى مقامِ المتوكلينَ الْمُتَمَكِّنِينَ، ويُلْحِقُه بِدَرَجاتِ العارفينُ . اهـ .

ولو كَانَ أحدٌ يُعذَرُ بِتَركِ الأسبابِ لَمَا قيل لامرأةٍ في نُفَاسِها : (وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا)
قَالَ القرطبيُّ : اسْتَدَلَّ بَعْضُ النَّاسِ مِنْ هَذِهِ الآيَةِ عَلَى أَنَّ الرِّزْقَ وَإِنْ كَانَ مَحْتُومًا ، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدْ وَكَلَ ابْنَ آدَمَ إِلَى سَعْيٍ مَا فِيهِ ، لأَنَّهُ أَمَرَ مَرْيَمَ بِهَزِّ النَّخْلَةِ ..
وقَالَ :
الأَمْرُ بِتَكْلِيفِ الْكَسْبِ فِي الرِّزْقِ سُنَّةُ اللَّهِ تَعَالَى فِي عِبَادِهِ ، وَأَنَّ ذَلِكَ لا يَقْدَحُ فِي التَّوَكُّلِ . اهـ .

وتحقيقُ التوكُّلِ يقتضي فِعْلَ الأسبابِ مع اعتمادِ القلبِ على اللهِ .
ولذا لَمّا أوصى يعقوبُ عليه السَّلامُ بَنِيه قَالَ : (يَا بَنِيَّ لا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ) .
ولَمّا تَرَكَ قومٌ التزوُّدَ في أسفارِهم أمَرَهم اللهُ بِفِعل الأسباب
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا : كَانَ أَهْلُ اليَمَنِ يَحُجُّونَ وَلاَ يَتَزَوَّدُونَ، وَيَقُولُونَ: نَحْنُ المُتَوَكِّلُونَ، فَإِذَا قَدِمُوا مَكَّةَ سَأَلُوا النَّاسَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: (وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى) . رَواهُ البخاريُّ .

أيها المؤمنون :
ما توكّلَ على اللهِ مَنْ جَعَلَ كَسْبَه مِنَ الحرامِ
نَقل القاسميُّ في تفسيرِهِ عنْ بعضِ أهلِ العِلمِ قولَهُ : آكلُ الرِّبا أسوأُ حالا مِن جميعِ مُرْتَكبي الكبائرِ . فإنَّ كُلَّ مُكْتَسِبٍ لَهُ تَوَكُّلٌ مَا في كسْبِه ، قليلا كَانَ أو كثيرا .
وأمَّا آكِلُ الرِّبا فقد عَيَّنَ على آخِذِهِ مَكْسَبَه ورِزْقَه . سواءً رَبِحَ الآخِذُ أوْ خَسِرَ . فَهُوَ [يعني الْمُرَابي] مَحجوبٌ عنْ ربِّهِ بنفْسِهِ، وعنْ رِزقِهِ بتعيينِهِ. لا تَوَكُّلَ له أصلا . فَوَكَلَهُ اللهُ تعالى إلى نفسِه وعَقْلِه . اهـ .

ولو توكَّلَ الإنسانُ على ربِّهِ تباركَ وتعالى لأتاهُ الرِّزقُ مِن حيثُ لا يحتسِبُ .
فإنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّمَ قَالَ : لَوْ أَنَّكُمْ تَوَكَّلْتُمْ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ، لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ، تَغْدُو خِمَاصًا، وَتَرُوحُ بِطَانًا . رَواهُ الإمامُ أحمدُ والترمذيُّ وابنُ ماجَه ، وصحَّحَه الألبانيُّ .
قال ابنُ رَجَبٍ رحمه الله : وَهَذَا الْحَدِيثُ أَصْلٌ فِي التَّوَكُّلِ ، وَأَنَّهُ مِنْ أَعْظَمِ الأَسْبَابِ الَّتِي يُسْتَجْلَبُ بِهَا الرِّزْقُ . اهـ .

فالطيورُ تَبْذُلُ ما في وُسْعِها ؛ وهو أنَّها غَدَتْ وراحَتْ وعَمِلَتْ ما بين طرفيِّ النهارِ ، فأتاها رِزقُها ، ورَجَعَتْ شبعانةً ممتلئةً .
وهذا خلافُ ما يفهَمُهُ بعضُ الناسِ مِنْ هذا الحديثِ .
قَالَ ابنُ أبي العِزِّ : وَقَدْ ظَنَّ بَعْضُ النَّاسِ أَنَّ التَّوَكُّلَ يُنَافِي الاكْتِسَابَ وَتَعَاطِيَ الأَسْبَابِ، وَأَنَّ الأُمُورَ إِذَا كَانَتْ مُقَدَّرَةً فَلا حَاجَةَ إِلَى الأَسْبَابِ! وَهَذَا فَاسِدٌ، فَإِنَّ الاكْتِسَابَ: مِنْهُ فَرْضٌ، وَمِنْهُ مُسْتَحَبٌّ، وَمِنْهُ مُبَاحٌ، وَمِنْهُ مَكْرُوهٌ، وَمِنْهُ حَرَامٌ . اهـ .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : فَالْعَبْدُ لا بُدَّ لَهُ مِنْ رِزْقٍ ، وَهُوَ مُحْتَاجٌ إلَى ذَلِكَ ، فَإِذَا طَلَبَ رِزْقَهُ مِنْ اللَّهِ ، صَارَ عَبْدًا لِلَّهِ فَقِيرًا إلَيْهِ ، وَإِنْ طَلَبَهُ مِنْ مَخْلُوقٍ صَارَ عَبْدًا لِذَلِكَ الْمَخْلُوقِ فَقِيرًا إلَيْهِ . اهـ .

عبادَ اللهِ :
يقولُ بعضُ الناسِ : من لا يخافُ اللهَ خِف مِنْه .
وهذا يُنافي التوكُّلَ ، أوْ يدلُّ على ضعفِ التوكلِّ .
قَالَ شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ : وَبَعْضُ النَّاسِ يَقُولُ: يَا رَبِّ إنِّي أَخَافُك وَأَخَافُ مَنْ لا يَخَافُك . فَهَذَا كَلامٌ سَاقِطٌ لا يَجُوزُ؛ بَلْ عَلَى الْعَبْدِ أَنْ يَخَافَ اللَّهَ وَحْدَهُ ، وَلا يَخَافَ أَحَدًا ، فَإِنَّ مَنْ لا يَخَافُ اللَّهَ أَذَلُّ مِنْ أَنْ يُخَافَ ، فَإِنَّهُ ظَالِمٌ ، وَهُوَ مِنْ أَوْلِيَاءِ الشَّيْطَانِ، فَالْخَوْفُ مِنْهُ قَدْ نَهَى اللَّهُ عَنْهُ ، وَإِذَا قِيلَ قَدْ يُؤْذِينِي ؟ قِيلَ: إنَّمَا يُؤْذِيك بِتَسْلِيطِ اللَّهِ لَهُ ، وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ دَفْعَ شَرِّهِ عَنْك دَفَعَهُ فَالأَمْرُ لِلَّهِ ؛ وَإِنَّمَا يُسَلَّطُ عَلَى الْعَبْدِ بِذُنُوبِهِ ، وَأَنْتَ إذَا خِفْتَ اللَّهَ فَاتَّقَيْتَهُ ، وَتَوَكَّلْتَ عَلَيْهِ كَفَاكَ شَرَّ كُلِّ شَرٍّ ، وَلَمْ يُسَلِّطْهُ عَلَيْكَ ، فَإِنَّهُ قَالَ: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} وَتَسْلِيطُهُ يَكُونُ بِسَبَبِ ذُنُوبِك وَخَوْفِك مِنْهُ . فَإِذَا خِفْتَ اللَّهَ وَتُبْتَ مِنْ ذُنُوبِك وَاسْتَغْفَرْتَهُ لَمْ يُسَلَّطْ عَلَيْكَ . اهـ .

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ، فاستغفروا ربكم إنه كان غفارا .


الخطبة الثانية :

الحمدُ للهِ الذي كفانا وآوانا ، فكم مِمَّنْ لا كَافِيَ لَهُ وَلا مُؤْوِيَ .
أوصيكم ونفسي بِتقوى الله .
ثم الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
أما بَعْدُ : فإنَّ مَنْ توكّلَ على اللهِ هداهُ وآواهُ وكفاهُ وأغناهُ ووقاهُ .

ومِنْ ثمراتِ التوكُّلِ :

أنَّ اللهَ مَدَحَ المتوكّلينَ ، ووَعَدَهَم بالكفايةِ مِنْ كلِّ شرٍّ وسوءٍ .
قَالَ تعالى : (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ)

والتوكّلُ زادُ المؤمنِ في النوائبِ .
قَالَ اللهُ تبارك وتعالى لِنبيِّه صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّمَ : (قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) .
قَالَ ابنُ عَبَّاسٍ : حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الوَكِيلُ، قَالَهَا إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ حِينَ أُلْقِيَ فِي النَّارِ، وَقَالَهَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّمَ حِينَ قَالَوا: (إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا، وَقَالَوا: حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الوَكِيلُ) . رَواهُ البخاريُّ .
فكانتِ الكفايةُ مِنَ اللهِ العزيزِ الحميدِ : (فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ) .

وما اعتصمَ الأنبياءُ بِمثْلِ التوكُّلِ .
قَالَ اللهُ حكايةً عنْ أنبيائهِ ورُسُلِهِ : (وَمَا لَنَا أَلاَّ نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آَذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ) .

وقد كَتَب الله : أنّ مَن توكَّل عليه كَفَاه وآواه ونَصَره .
فإن الله قال في ذِكْرِ آيات الجهاد :
(فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (159) إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ)
فَأخبَرَ تبارَك وتعالَى أنه يُحبّ الْمتوكِّلِين ، وأن المؤمنين على ربِّهم يتوكّلُون .

قال الربيع بن خيثم : إن الله تعالى قَضى على نفسه أن مَن توكّل عليه كفاه ، ومَن آمَن به هَداه ، ومَن أقرضه جَازاه ، ومَن وَثق به نَجّاه ، ومَن دعاه أجاب له . وتصديق ذلك في كتاب الله: (وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ) ، (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) ، (إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ) ، (وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) ، (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ) .


وما ذُكِرَت الشدائد إلاّ وقُرِنَت بالتوكّل ؛ فهو زِمام الفَرَج وأصله .

تأمّل ما جاء في قصةِ موسى عليه الصلاة والسلام مع بني إسرائيل : (قَالَ رَجُلانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ) .

بل تأمّل ذِكْر التوكّل في القرآن ؛ فإنه وَرَد اكثر ما وَرَد في السور التي ذُكِر فيها الجهاد والقِتال والشدائد ..

ومن ثمراتِ التوكُّلِ :
التخلُّصُ مِن سُلطانِ الشيطانِ وتَسْلِيطِه . قَالَ اللهُ عزَّ وَجَلّ : (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآَنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (98) إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (99) إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ) .
ولَمّا ذَكَرَ اللهُ عزَّ وَجَلّ حالَ المؤمنين مع الذين جَمَعوا لهُم ، وتوكّلَهُم على اللهِ قَالَ بعدَ ذَلِكَ : (إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) .

ومِنْ ذَلِكَ : أنَّ الإنسانَ إذا خَرَجَ مِن بيتِهِ مُتوكّلا على اللهِ ، لم يُسلَّطْ عليه الشيطانُ ، بل يَفِرُّ مِنه .
قَالَ صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّمَ: إِذَا خَرَجَ الرَّجُلُ مِنْ بَيْتِهِ فَقَالَ : بِسْمِ اللَّهِ ، تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ ، لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللَّهِ ، قَالَ : يُقَالَ حِينَئِذٍ : هُدِيتَ ، وَكُفِيتَ ، وَوُقِيتَ ، فَتَتَنَحَّى لَهُ الشَّيَاطِينُ ، فَيَقُولُ لَهُ شَيْطَانٌ آخَرُ : كَيْفَ لَكَ بِرَجُلٍ قَدْ هُدِيَ وَكُفِيَ وَوُقِيَ ؟ رَواهُ أبو داودَ والترمذي والنسائي في الكُبرى ، وحسَّنَهُ ابنُ القيِّمِ ، وصحَّحُه الألبانيُّ .

ولِذلِكَ يُسَنُّ أنْ يكونَ آخِرُ ما يتكلَّمُ به الإنسانُ قَبلَ نومِهِ : تفويضَ الأمرِ إلى اللهِ والالتجاءَ والتوكُّلَ عليهِ .
فقدْ علَّمَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّمَ البَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ دعاءَ النومِ ، فقَالَ: إِذَا أَتَيْتَ مَضْجَعَكَ، فَتَوَضَّأْ وُضُوءَكَ لِلصَّلاَةِ، ثُمَّ اضْطَجِعْ عَلَى شِقِّكَ الأَيْمَنِ، ثُمَّ قُلْ: اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ، وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ، وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ، رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِلَيْكَ، لاَ مَلْجَأَ وَلاَ مَنْجَا مِنْكَ إِلاَّ إِلَيْكَ، اللَّهُمَّ آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ، وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ، فَإِنْ مُتَّ مِنْ لَيْلَتِكَ ، فَأَنْتَ عَلَى الفِطْرَةِ ، وَاجْعَلْهُنَّ آخِرَ مَا تَتَكَلَّمُ بِهِ . رَواهُ البخاريُّ ومُسلمٌ .

وهنا :
خُطبة جمعة .. عن (أهمية التوحيد)
https://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=21866

إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
هل تكون عطية الأولاد في حال الحياة بالتساوي أو مثل قسمة المواريث ؟ نسمات الفجر قسم الأسرة المسلمة 0 16-12-2012 11:56 PM
أريد أن أسأل عن الزواج هل الزواج اختيار أم أنه قسمة ونصيب؟ نبض الدعوة إرشـاد المـرأة 0 07-10-2012 03:03 AM
الْتِفاتَة قَلْب راجية العفو قسـم المقـالات والـدروس والخُطب 0 17-09-2012 11:35 PM
مارأي فضيلتكم بمن اذا اتاة مال قسمة ثلاثة اثلاث فادخر ثلثا وانفق ثلثا وتصدق بثلث؟؟ ناصرة السنة إرشـاد الزكـاة والصدقـة 0 08-03-2010 07:02 PM
خالفت التوكل على الله أم أخذت بالأسباب ؟؟ راجية العفو قسـم العقـيدة والـتوحيد 0 01-03-2010 10:17 PM

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 01:13 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى