|
|
المنتدى :
قسـم السنـة النبويـة
ما معنى إنكار المنكر بالقلب ؟
بتاريخ : 15-11-2014 الساعة : 10:48 AM
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
سؤالي هو
أنه في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ
سؤالي مامعنى فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ ؟؟
وجزاك الله جنته بلا حساب
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
معنى " فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ " أي : يُنكِر الْمُنكَر بِقَلْبِه ، فيُبغِض الْمُنكَر ، ويَلْزَم منه مُفارَقَة مكان المنكَر ، ما استطاع إلى ذلك سبيلا .
وأما قوله : " وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإِيمَان " فقد قال النووي : مَعْنَاهُ وَاَللَّه أَعْلَم : أَقَلُّـهُ ثَمَرَة . اهـ .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : وَفِي الْحَدِيثِ الآخَرِ الَّذِي فِي الصَّحِيحِ أَيْضًا - " صَحِيحِ مُسْلِمٍ " - : فَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِيَدِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ ، وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِلِسَانِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ ، وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِقَلْبِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ ، وَلَيْسَ وَرَاءَ ذَلِكَ مِنْ الإِيمَانِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ . فَعُلِمَ أَنَّ الْقَلْبَ إذَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ كَرَاهَةُ مَا يَكْرَهُهُ اللَّهُ ؛ لَمْ يَكُنْ فِيهِ مِنْ الإِيمَانِ الَّذِي يَسْتَحِقُّ بِهِ الثَّوَابَ . وَقَوْلُهُ : " مِنْ الإِيمَانِ " أَيْ : مِنْ هَذَا الإِيمَانِ وَهُوَ الإِيمَانُ الْمُطْلَقُ . أَيْ : لَيْسَ وَرَاءَ هَذِهِ الثَّلاثِ مَا هُوَ مِنْ الإِيمَانِ وَلا قَدْرُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ . وَالْمَعْنَى : هَذَا آخِرُ حُدُودِ الإِيمَانِ ، مَا بَقِيَ بَعْدَ هَذَا مِنْ الإِيمَانِ شَيْءٌ ؛ لَيْسَ مُرَادُهُ أَنَّهُ مَنْ لَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ لَمْ يَبْقَ مَعَهُ مِنْ الإِيمَانِ شَيْءٌ ؛ بَلْ لَفْظُ الْحَدِيثِ إنَّمَا يَدُلُّ عَلَى الْمَعْنَى الأَوَّلِ .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية
|
|
|
|
|