قلت حلق اللحية تغيير لخلق الله فقال وحلق شعر الراس تغيير لخلق الله
بتاريخ : 23-02-2010 الساعة : 03:22 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاتــــه
حيا الله شيخنا و بارك الله فيك
شيخي ناقشت أحدهم بموضوع حلق اللحية و أنها (قد) تعتبر من الكبائر لما فيها من تشبه بالنساء
و تغير خلق الله و إلى آخره من المفاسد
فقال لي إذا حلق شعر الرأس من تغير لخلق الله تعالى
فلم أعرف بم أرد عليه ؟ هل هناك قاعدة توقف عليها العلماء للحكم على الأمر أنه تغير لخلق الله ؟
و جزاكم الله خيرا و نفع بكم
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا ، ولك بمثل ما دعوت .
رحم الله الإمام أحمد إذ كان يقول : أكثر ما يُخطئ الناس في التأويل والقياس .
وكان يقول : إياك أن تتكلّم في مسالة ليس لك فيها إمام .
فأين هذا من هذا ؟
أين حَلْق الرأس من حَلق اللحية ؟
اللحية جاءت النصوص بالأمر بإعفائها
قال الإمام النووي : فَحَصَل خمس روايات : " أعْفُوا " و " أوْفُوا " و " أرْخُوا " و" ارْجُوا " و"وَفِّرُوا " ومعناها كلها تركها على حالها ، هذا هو الظاهر من الحديث الذي تقتضيه ألفاظه ، وهو الذي قاله جماعة من أصحابنا وغيرهم من العلماء . اهـ .
والرأس لم يَرِد الأمر بإعفاء شعرِه ، وجاء الحث على حَلْق شعر الرأس في النُّسُك " اللهم ارحم الْمُحلِّقِين " رواه البخاري ومسلم .
وفي غير الـنُّسُك باق على الإباحة في حَلْقه وتَرْكه ، إلاّ أن يدخل في باب التشبُّه ، فيُنهى عن ذلك .
وليس حَلْق شعر الرأس من تغيير خَلْق الله ، ولا قال أحد من أهل العِلْم بذلك .
بينما حَلْق اللحية هو من تغيير خَلْق الله وهو من طاعة الشيطان ، وهو من معصية الله ورسوله صلى الله عليه وسلم .
وحَلْق اللحية من التشبّه بالنساء .
وهو من التشبّه بالكُفّار .
وهذا القياس باطل ؛ لأنه قياس مع النص ، والقاعدة : لا قياس مع النص ، وقد نصّ العلماء على أن القياس لا يكون في موضع النصّ ، وأنه إذا جاءت النصوص بَطلت الأقيسة .