العودة   منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية فتاوى الإرشاد أقسام القـرآن والسنـة قسم القـرآن وعلـومه
منوعات المجموعات مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع

راجية العفو
الصورة الرمزية راجية العفو

الهيئـة الإداريـة


رقم العضوية : 13
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : السعودية
المشاركات : 4,421
بمعدل : 0.85 يوميا

راجية العفو غير متواجد حالياً عرض البوم صور راجية العفو


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسم القـرآن وعلـومه
افتراضي ما حكم سماع القرآن الكريم أو الأناشيد بصوت الفنانين والفنانات ؟
قديم بتاريخ : 21-10-2012 الساعة : 04:43 PM


السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خير الجزاء و جزى شيخنا عبد الرحمن السحيم خير ما جزى به نبياً عن أمته
أخت تسأل هل يجوز الاستماع للقرآن الكريم من صوت الفنانين والفنانات بغض النظر عن توبة هذا الفنان وقد انتشرت بالآونة الأخيرة الأغاني الإسلامية والأناشيد الإسلامية للفنانين والفنانات وتستفتي السائلة أن نية الفنان أو الفنانة بقراءة القرآن الكريم أو الأناشيد الإسلامية إما عن هدايته من الله أو طلباً للشهرة ؟
وبارك الله بفضيلتكم وأعانكم على كل خير




الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

أمثال هؤلاء لا يأتي منهم خير !
واستماع قراءة القرآن مِن غيرهم مِن قُـرّاء القرآن أولى ؛ لأنه مِن قارئ يقرأ القرآن بِخَشْيَةٍ وتدبّر ، وليس لِمجرّد حُسن الصوت ، بالإضافة إلى أن قراءة القُـرّاء للقرآن تكون بالتجويد الذي لا يُتقنه غالبا أهل الفن والطرب .. وإن أتْقَنُوا المقامات !

وربما قرأ بعضهم قراءة على ألحان الأغاني – نسأل الله العافية – .
قال النووي : وأما القراءة بالألحان فقد قال الشافعي رحمه الله في موضع : أكرهها .
قال أصحابنا : ليست على قولين ، بل فيه تفصيل ؛ إن أفرط في التمطيط فجاوز الْحَدّ فهو الذي كرهه ، وإن لم يجاوز فهو الذي لم يكرهه .
وقال أقضى القضاة الماوردي في كتابه الحاوي : القراءة بالألحان الموضوعة إن أخْرَجَت لفظ القرآن عن صيغته بإدخال حركات فيه أو إخراج حركات منه أو قَصْر ممدود أو مَدّ مقصور أو تمطيط يُخْفِي به بعض اللفظ ويتلبس المعنى فهو حرام يُفَسَّق به القارئ ويأثم به المستمع ، لأنه عَدَل به عن نهجه القويم إلى الاعوجاج . اهـ .

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : نَدَب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى تَحْسِين الصَّوْت بِهِ وَقَالَ : زَينُوا الْقُرْآن بِأَصْوَاتِكُمْ . وَقَالَ لأبي مُوسَى : لقد مَرَرْت بك البارحة وَأَنت تقْرَأ ، فَجعلت أستمع لقراءتك ، فَقَالَ : لَو علمت أَنَّك تستمع لَحَبّرته لَك تحبيرا .
وَكَانَ عُمر يَقُول : يَا أَبَا مُوسَى ذَكّرنَا رَبنَا ، فَيقْرَأ أَبُو مُوسَى وهم يَسْتَمِعُون .
وَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم : مَا أذن الله لشيء كأذَنه لنَبِيّ حسن الصَّوْت يتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ ويجهر بِهِ .
وَقَالَ : لله أَشد أذنا إِلَى الرجل الْحسن الصَّوْت بِالْقُرْآنِ مِن صَاحب الْقَيْنَة إِلَى قَيْنَته .
وَمَعَ هَذَا ، فَلا يسوغ أَن يُقْرَأ الْقُرْآن بألحان الْغناء ، وَلا أَن يُقْرَن بِهِ مِن الألحان مَا يُقرن بِالْغنَاءِ مِن الآلات وَغَيرهَا لا عِنْد من يَقُول بِإِبَاحَة ذَلِك وَلا عِنْد مَن يُحَرِّمه ، بل الْمُسلمُونَ مُتَّفِقُون على الإِنْكَار لأَن يُقْرَن بتحسين الصَّوْت بِالْقُرْآنِ الآلات المطربة بالفَم كالمزامير ، وباليَد كالغرابيل . اهـ .

مع ما يُخشَى مِن تأثّـر السامِع لأصواتهم ، وأن ينساق وراء تلك الأصوات أو يُفتَن بها ، فيقوده ذلك إلى سماع الأغاني .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية : قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم : لأَن يمتلئ جَوف أحدكُم قَيْحا حَتَّى يَرِيه خير من أَن يمتلئ شعرًا . فَذَمّ الممتلئ بالشعر الَّذِي لم يسْتَعْمل بِمَا يُوجب الإِيمَان وَالْعَمَل الصَّالح وَذِكْر الله كثيرا ، وَلم يذم الشّعْر مُطلقًا ، بل قد يُبين معنى الحَدِيث مَا قَالَه الشَّافِعِي : الشّعْر كَلام ؛ فحسنه كحسن الْكَلام ، وقبيحه كقبيحه . هَذَا قَوْله فِي الشّعْر مَعَ قَوْله فِي التغبير .
ليبين أَن إِبَاحَة أَحدهمَا غير مستلزمة الآخر .
وَأما قَوْله : (فَإِذا جَازَ سماعهَا بِغَيْر الألحان الطّيبَة فَلا يتَغَيَّر الحكم بِأَن تسمع بالألحان الطّيبَة ) هَذَا ظَاهر مِن الأَمر ، فَإِن هَذِه حجَّة فَاسِدَة جدا ، وَالظَّاهِر إِنَّمَا هُوَ عكس ذَلِك ، فَإِن نفس سَماع الالحان مُجَردا عَن كَلام يحْتَاج إِلَى ان تكون مُبَاحَة مَعَ انفرادها ، وَهَذَا من أكبر مواقع الـنِّزاع فَإِن أَكثر الْمُسلمين على خلاف ذَلِك ، وَلَو كَانَ كل مِن الشّعْر أَو التلحين مُبَاحا على الانْفِرَاد لم يلْزم الإِبَاحَة عِنْد الاجْتِمَاع إِلاَّ بِدَلِيل خَاص ، فَإِن التَّرْكِيب لَهُ خَاصَّة يتَعَيَّن الحكم بهَا .
وَهَذِه الْحجَّة بِمَنْزِلَة حجَّة من قَالَ : إِن خبر الْوَاحِد إِذا لم يُفِد الْعلم عِنْد انْفِرَاده لم يُفِد الْعلم مَعَ نَظَائِره وَمَعَ الْقَرَائِن ، فَجَحَد الْعلم الْحَاصِل بالتواتر .
وبِمَنْزِلة مَا يُذكر عَن إِيَاس بن مُعَاوِيَة أَن رجلا قَالَ لَهُ : مَا تَقول فِي المَاء ؟ قَالَ : حَلال . قَالَ : وَالتَّمْر ؟ قَالَ : حَلال . قَالَ : فالنبيذ مَاء وتمر !
فَقَالَ لَهُ إِيَاس بن مُعَاوِيَة : أَرَأَيْت لَو ضربتك بِكَفٍّ مِن تُرَاب ، أَكنت أَقْتلك ؟ قَالَ : لا . قَالَ : فَإِن ضربتك بِكَفّ مِن تِبْن ، أَكنت أَقْتلك ؟ قَالَ : لا . قَالَ : فَإِن ضربتك بِمَاء ، أَكنت أَقْتلك ؟ قَالَ : لا . قَالَ : فَإِن أخذت المَاء والتبن وَالتُّرَاب فَجَعَلتهمَا طينا وَتركته حَتَّى جَفّ وضربتك بِهِ ، أَقْتلك ؟ قَالَ : نعم . فَقَالَ : كَذَلِك النَّبِيذ . يَقُول : إِن الْقَاتِل هُوَ الْقُوَّة الْحَاصِلَة بالتركيب ، والمفسد لِلْعَقْلِ هُوَ الْقُوَّة المسكرة الْحَاصِلَة بالتركيب .
وَكَذَلِكَ هُنَا : الَّذِي يسكر النُّفُوس ويلهيها ويَصدّها عَن ذِكر الله وَعَن الصَّلاة ، قد يكون فِي التَّرْكِيب وَلَيْسَت الأَصْوَات المجتمعة فِي استفزارها للنفوس وإزعاجها ، إِمَّا بنياحة وتحزين ، وَإِمَّا بإطراب وإسكار ، وَإِمَّا بإغضاب وحَمِيّة ، بِمَنْزِلَة الصَّوْت الْوَاحِد .
وَهَذَا الْقُرْآن الَّذِي هُوَ كَلام الله ، وَقد نَدَب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى تَحْسِين الصَّوْت بِهِ وَقَالَ زَينُوا الْقُرْآن بِأَصْوَاتِكُمْ . وَقَالَ لأبي مُوسَى : لقد مَرَرْت بك البارحة وَأَنت تقْرَأ ، فَجعلت أستمع لقراءتك ، فَقَالَ : لَو علمت أَنَّك تستمع لَحَبّرته لَك تحبيرا .
وَكَانَ عُمر يَقُول : يَا أَبَا مُوسَى ذَكّرنَا رَبنَا ، فَيقْرَأ أَبُو مُوسَى وهم يَسْتَمِعُون .
وَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم : مَا أذن الله لشئ كأذنه لنَبِيّ حسن الصَّوْت يتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ ويجهر بِهِ .
وَقَالَ : لله أَشد أذنا إِلَى الرجل الْحسن الصَّوْت بِالْقُرْآنِ من صَاحب الْقَيْنَة إِلَى قَيْنَته .
وَمَعَ هَذَا ، فَلا يسوغ أَن يُقْرَأ الْقُرْآن بألحان الْغناء ، وَلا أَن يُقْرَن بِهِ مِن الألحان مَا يُقرن بِالْغنَاءِ مِن الآلات وَغَيرهَا لا عِنْد من يَقُول بِإِبَاحَة ذَلِك وَلا عِنْد مَن يُحَرِّمه ، بل الْمُسلمُونَ مُتَّفِقُون على الإِنْكَار لأَن يُقْرَن بتحسين الصَّوْت بِالْقُرْآنِ الآلات المطربة بالفَم كالمزامير ، وباليد كالغرابيل .
فَلَو قَالَ قَائِل : النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قد قَرَأَ الْقُرْآن ، وَقد استقرأه من ابْن مَسْعُود ، وَقد اسْتمع لقِرَاءَة أبي مُوسَى ، وَقَالَ : لقد أُوتى مِزْمَارًا من مَزَامِير دَاوُد . فَإِذا قَالَ قَائِل إِذا جَازَ ذَلِك بِغَيْر هَذِه الألحان ، فَلا بِتَغَيُّر الحكم بِأَن يسمع بالألحان ؛ كَانَ هَذَا مُنْكرا من القَوْل وزورا باتِّفاق النَّاس . اهـ .

سبق :
ما حُكم إنشاد كلمات الأغاني ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=3077
هل ترديد كلمات الأغاني حرام ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=3075
ما قولك في التعاون الشِعري بين داعية ومطرِب ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=10160
والله تعالى أعلم .



المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض



إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
حكم سماع القرآن الكريم وأنا أعمل بالبيت او بالمكتب نسمات الفجر قسم القـرآن وعلـومه 0 20-11-2013 06:50 PM
ما صحة أن سماع القرآن الكريم يقلل من انتشار الخلايا السرطانية في جسم الإنسان راجية العفو قسـم الفتـاوى العامـة 0 02-11-2012 11:05 PM
هل يجوز سماع القرآن الكريم بصوت فتاة أجنبية ؟ ناصرة السنة قسـم الفتـاوى العامـة 0 20-09-2012 10:52 AM
انتشار صور الفنانين والفنانات في المنتديات وخاصة في تواقيعهم راجية العفو قسـم المحرمـات والمنهيات 0 26-02-2010 03:46 PM
انتشار صور الفنانين والفنانات في المنتديات وخاصة في تواقيع الأعضاء نسمات الفجر قسـم الأنترنـت 0 20-02-2010 04:09 AM


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 06:22 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى