العودة   منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية فتاوى الإرشاد أقسـام الأدعيـة والأذكـار والألفاظ إرشـاد الأدعـيــة
منوعات المجموعات مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع

نبض الدعوة
الصورة الرمزية نبض الدعوة

مشرفة عامة


رقم العضوية : 67
الإنتساب : Feb 2010
المشاركات : 469
بمعدل : 0.09 يوميا

نبض الدعوة غير متواجد حالياً عرض البوم صور نبض الدعوة


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : إرشـاد الأدعـيــة
افتراضي ما صِحة موضوع [ الحكمة من دعاء (اللهم اغسل خطاياي بالماء والثلج والبَرَد) ] ؟
قديم بتاريخ : 26-12-2012 الساعة : 04:38 AM


السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خير يا شيخ نريد توضيح صحة هذا الموضوع
فيه حكمة ربانية ودليل قاطع على سعة علم النبي صلى الله عليه وسلم وذلك قبل1432سنة مضت
قال الله تعالى في كتابه الكريم " {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى }النجم4
من الأدعية المأثورة عن الرسول عليه الصلاة والسلام ‏عن ‏ ‏عائشة ‏ رضي الله عنها ‏قالت ‏‏كان النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ (‏يقول ‏ ‏اللهم اغسل خطاياي بماء الثلج والبرد ونق قلبي من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من ‏ ‏الدنس ) سنن ابن ماجة.
وفي رواية أخرى‏ ‏عن ‏ ‏عائشة ‏رضي الله عنها ‏ ‏قالت ‏كان النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يقول ‏ (‏اللهم إني أعوذ بك من فتنة النار وعذاب النار وفتنة القبر وعذاب القبر وشر فتنة الغنى وشر فتنة الفقر اللهم إني أعوذ بك من شر فتنة ‏ ‏المسيح الدجال ‏ ‏اللهم اغسل قلبي بماء الثلج والبرد ونق قلبي من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس وباعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب اللهم إني أعوذ بك من الكسل والمأثم والمغرم ‏) صحيح البخاري(5900)
هذا الدعاء نردده دائما و لكننا لا نعلم الحقيقة العلمية التي تكمن في كلماته.
فالماء الذي اختصه الله تعالى بقضية الخلق في قوله تعالى " و جعلنا من الماء كل شيء حي " سورة الأنبياء آية رقم (30) - له إعجازا آخر في قدرته على التنظيف و إذابة المواد و سأذكر بعض خواص الماء :-
فهو يتكون من ذرتين هيدروجين مرتبطة مع ذرة واحدة من الأكسجين برابطة تساهمية قطبية هذه القطبية ( الناتجة عن فرق السالبية الكهربائية بين ذرات الهيدروجين و الأكسجين ) تعمل على تجميع جزيئات الماء بواسطة روابط هيدروجينية ضعيفة تكسبه خصائص فريدة عن المركبات المشابهة له في التركيب و تسبب تغيرات في خواصه الفيزيائية فدرجة غليانه مرتفعة 100° س والتوتر السطحي له كبير و غيرها من الخواص.
فالماء الذي اختصه الله تعالى بقدرة كبيرة على إذابة المواد و الذي يسمى" بالمذيب العام " له قدرة كبيرة على إذابة كثير من المواد الأيونية حيث أن جزيئات الماء القطبية تهاجم بلورة المركب إذا كان أيونيا فيعزل أيوناته المتجاذبة داخل الشبيكة البلورية و تنشأ قوى تجاذب بين جزيئات الماء القطبية و الأيونات حيث تتغلب على قوى التجاذب بين الأيونات في البلورة فتنتشر المادة المذابة بين جزيئات الماء .
هذا الدعاء شبه الذنوب و الخطايا بالأوساخ التي ينظفها الماء، فكيف تحدث عملية التنظيف بالماء؟
عندما تعلق البقع و الأوساخ بالثوب تحدث قوى جذب بين القماش و الأوساخ تسمى علميا بقوى الالتصاق والماء الذي اختصه الله تعالى بقدرة كبيرة على إذابة المواد بسبب الخاصية القطبية وخاصية التوتر السطحي له والتي تساعده في التغلغل داخل خيوط القماش (بالخاصية الشعرية ) فيخترق البقعة و يبلل القماش و بالتالي يذيب الأوساخ بعزل ايوناتها عن بعضها فتضعف قوى التجاذب بينها إذا كانت من النوع الذي يذوب في الماء.
أما إذا كانت البقع دهنية ولا تذوب في الماء فإن الماء ينقطع على شكل كرات ولا يبلل سطح النسيج لأن قوى الالتصاق بين الماء و البقع أقل من قوى التماسك بين جزيئات الماء. لذلك يمكن غسلها بالماء و الصابون حيث إن محلول الصابون يقلل التوتر السطحي للماء فينتشر محلول الصابون على الدهون و يتفاعل معها مكونا مستحلباً دهنياً و تزداد قوى التجاذب بين الماء والبقع فتترك الأوساخ السطح العالقة به .
ولكن الدعاء أشار إلى طريقة أخرى للتنظيف وهي الثلج فكيف يكون الثلج وسيلة للتنظيف؟
كلنا نعلم أن الماء عندما يتجمد يصبح ثلجا عند درجة الصفر المئوي و تتغير طريقة ارتباط الجزيئات فتصبح مثل حلقة البنزين. فهناك بعض الأوساخ التي لا تزول بالماء أو بالماء و الصابون و ذلك لأن قوى الالتصاق بين هذه البقع و القماش تكون كبيرة مثل بقع الشمع أو العلك على القماش.
فعند وضع قطعة من الثلج عليها فإن البرودة تعمل على تقارب جزيئات هذه المادة ( تنكمش ) فتقل قوى الالتصاق بينها و بين القماش مما يؤدي إلى انفصالها ( و يمكن لكل منا تجربة ذلك في منزله ) .
أما البرد فهو يتكون عند درجة حرارة أقل من الصفر المئوي فإذا كانت هناك أوساخ مستعصية فإن البرد يعمل عل انكماش جزيئات هذه الأوساخ بدرجة أكبر من الثلج فتنفصل و تزول.
هذا الدعاء الذي شبه الخطايا بالأوساخ التي يجب غسلها بالماء و التي لا تزول بالماء يزيلها الثلج و التي لا تزول بالثلج يزيلها البرد، حتى لا يبقى شيء من خطايا الإنسان .
وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث آخر ( أرأيتم لو أن نهرا بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات هل يبقى من ‏ ‏درنه ‏ ‏شيء قالوا لا يبقى من درنه شيء قال فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا)( رواه البخاري )
وهذا دليل آخر على أن الماء وسيلة تنظيف من الأوساخ والذنوب .
وهنالك الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة التي تتحدث عن الوضوء وأهميته في غسل الخطايا والذنوب.
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال " ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع الدرجات , قالوا : بلى يا رسول الله , قال : إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذالكم الرباط " رواه مسلم .
هذا الحديث يبين أن الخطايا يمحوها الله بماء الوضوء .
وعن الرسول صلى الله عليه وسلم أيضا أنه قال: (إذا توضأ العبد المسلم أو المؤمن فغسل وجهه خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينيه مع الماء أو مع آخر قطرة ماء فإذا غسل يديه خرج من يداه كل خطيئة كان بطشها بيداه مع الماء أو آخر قطرة ماء فإذا غسل رجليه خرجت كل خطيئة مشتها رجلاه مع الماء أو مع آخر قطرة ماء حتى يخرج نقيا من الذنوب ) رواه مسلم
وفي حديث آخر (من توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه من جسده حتى تخرج من تحت أظافره) رواه مسلم
فسبحان من علم النبي عليه الصلاة والسلام هذه الحقيقة العلمية.
نستطيع القول إن الماء والثلج والبرد هي حالات فيزيائية للماء لها قدرة كبيرة على التنظيف ولكل منها ميكانيكية خاصة في التنظيف .
******
وجزاكم الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء



الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

أما سعة عِلْم النبي صلى الله عليه وسلم فلا أحد يُماري فيها ؛ لأن الله علّمَه وآتاه مِن العِلْم ما لم يُؤتِ أحدا مِن العالمين .

وأما القول بهذه النظريات ، ففيها نَفَس فلسفي ، وهو أبعد ما يكون عن طريقة الكتاب والسنة .
وربما غَفَل بعض الناس أمام ذلك عن المقصد الأعظَم وهو التقرّب إلى الله عَزّ وَجَلّ بالتطهّر .



ولا يصح القول به استنادا إلى ما جاء في السنة ، مِن نحو قوله عليه الصلاة والسلام في دعاء الاستفتاح : اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ، كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ المَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ، اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِنَ الخَطَايَا كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الأَبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْ خَطَايَايَ بِالْمَاءِ وَالثَّلْجِ وَالبَرَدِ . رواه البخاري ومسلم .

ويدلّ عليه أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا بنحو ذلك الدعاء للميت .
قال عوف بن مالك رضيَ اللّهُ عنه : صَلَّى رسول الله صلى الله عليه وسلم على جنازة ، فَحَفِظْتُ من دعائه وهو يقول : اللهم اغفر له وارحمه ، وعافه واعفُ عنه ، وأكرِم نُزَله ، ووسِّع مُدْخله ، واغسله بالماء والثلج والبرد ، ونَقِّه من الخطايا كما نَقّيت الثوب الأبيض من الدنس ، وأبْدِلْه دارا خيرا مِن داره ، وأهلا خيرا مِن أهله ، وزوجا خيرا مِن زوجه ، وأدخله الجنة ، وأعذه من عذاب القبر ، أو من عذاب النار . قال : حتى تمنيت أن أكون أنا ذلك الميت . رواه مسلم .


وقد يُهْمَل كلام أهل العِلم في سبب تخصيص تلك الأشياء دون غيرها .

قال ابن القيم رحمه الله :
سألت شيخ الإسلام عن معنى دعاء النبي صلى الله عليه وسلم : اللهم طهرني من خطاياي بالماء والثلج والبرد .
كيف يُطهر الخطايا بذلك ؟ وما فائدة التخصيص بذلك ؟ وقوله في لفظ آخر: " والماء البارد " والْحَارّ أبلغ في الإنقاء ؟
فقال : الخطايا توجب للقلب حرارة ونجاسة وضَعْفا ، فيرتخي القلب وتضطرم فيه نار الشهوة وتُنَجِّسه ، فإن الخطايا والذنوب له بِمَنْزِلة الحطب الذي يُمِد النار ويُوقِدها ، ولهذا كُلّما كثرت الخطايا اشتدت نار القلب وضَعفه ، والماء يغسل الخبث ويُطْفئ النار ، فإن كان باردا أوْرَث الجسم صلابة وقوة ، فإن كان معه ثلج وبَرَد كان أقوى في التبريد وصلابة الجسم وشدته ، فكان أذْهَب لأثر الخطايا .
هذا معنى كلامه ، وهو يحتاج إلى مزيد بيان وشرح .
فاعلم أن ههنا أربعة أمور : أمران حسيّان ، وأمران معنويان ؛ فالنجاسة التي تزول بالماء هي ومُزِيلها حِسِّيان ، وأثر الخطايا التي تزول بالتوبة والاستغفار هي ومُزِيلها مَعْنَويان . وصلاح القلب وحياته ونعيمه لا يتم إلاَّ بهذا وهذا . اهـ .

وقال ابن رجب رحمه الله :
لَمَّا كَانَتْ الذنوب تؤثر فِي القلب دنسا، وَهُوَ المذكور فِي قوله تعالى: (كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) ، وتوجب للقلب احتراقا ؛ طلب فِي هَذَا الدعاء المباعدة بينه وبينها عَلَى أقصى وُجُوه المباعدة، والمراد: المباعدة مِن تأثيراتها وعقوباتها الدنيوية والأخروية .
وربما دَخَلَ فِيهِ المباعدة بَيْن مَا قُدِّر مِنْها ولم يَعلمه بعد ، فطلب مباعدته مِنْهُ ، عَلَى نحو قوله : " أعوذ بك من شر مَا عملت وما لَمْ أعمل " .
وطلب - أَيْضا - أن يُنقّي قلبه مِن دنسها كما يُنقّى الثوب الأبيض مِن الدنس .
وطلب - أَيْضا - إطفاء حرارتها وحريقها للقلب بأعظم مَا يوجد فِي الدنيا إنقاء وتبريدا ، وَهو الماء والثلج والبرد . اهـ .


والله تعالى أعلم .


المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد



إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ما صحة موضوع يتحدث عن الحكمة من زواج النبي بتسع نساء؟ أم سارة قسـم الأنترنـت 0 21-12-2013 12:28 PM
ما صِحّة موضوع (ما هي الحكمة من دعاء النوم ) ؟ نسمات الفجر إرشـاد الأدعـيــة 0 02-03-2010 08:50 AM
ما صِحة دعاء "اللهم بحق كهيعص اكفنا شر العباد" ؟ عبق إرشـاد الأدعـيــة 0 25-02-2010 12:54 AM
ما صِحة دعاء (اللهم ملكني عقل وقلب من أحوجتني إليه) لتسخير الزَّوج ؟ رولينا إرشـاد الأدعـيــة 0 19-02-2010 07:14 PM
ما صِحة دعاء يوسف " اللهم يا شاهدا غير غائب ، ويا قريبا غير بعيد " ؟ نسمات الفجر إرشـاد الأدعـيــة 0 07-02-2010 10:17 PM


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 03:01 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى