العودة   منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية فتاوى الإرشاد أقسـام الأسرة والمجتـمع قسم الأسرة المسلمة
منوعات المجموعات مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع

نسمات الفجر
الصورة الرمزية نسمات الفجر

الهيئـة الإداريـة


رقم العضوية : 19
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : السعودية
المشاركات : 3,356
بمعدل : 0.65 يوميا

نسمات الفجر غير متواجد حالياً عرض البوم صور نسمات الفجر


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسم الأسرة المسلمة
افتراضي ما حكم غيبة المرأة لزوجها وذِكر عيوبه ؟
قديم بتاريخ : 25-09-2020 الساعة : 09:48 AM

الفتوى مسموعة
https://f.top4top.io/m_1729yr1k71.mp3

مرئية
https://www.youtube.com/watch?v=9jg6ZIVJNl8

=====================

السؤال عن حُكم غِيبة الزّوجة لِزَوجها وذِكْر عُيوبه
_____________________________________


الجواب :

غِيبة الزّوجة لِزَوجها وذِكْر عُيوبه إثْمٌ مُضاعَف : فقد جَمَعت بيْن غِيبة وكُفران عشير ، وكِلاهُما مِن كبائر الذنوب .
وكُفران العشير مِن أعظم أسباب دُخول النار ؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم لَمّا قال للنساء : تَصَدّقن ، فإني رأيتُكُنّ أكثر أهل النار . قُلْنَ : وبِمَ ذلك يا رسول الله ؟ قال : تُكثِرن اللعْن ، وتَكفُرن العَشِير . رواه البخاري ومسلم .
والعَشِير هو الزّوج .

وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما : أُريت النار ، فإذا أكثرُ أهلِها النساء ، يَكفُرن . قيل : أيَكفُرن بِالله ؟ قال : يَكفُرن العَشير ، ويَكفُرن الإحسان ؛ لو أحسَنْتَ إلى إحدَاهُنّ الدّهر ، ثم رأت مِنك شيئا ، قالت : ما رأيتُ مِنك خَيرا قطّ . رواه البخاري ومسلم .

وقد قَرّر العلماء أن ما قيل فيه : " كُفران " أنه أكبر مِن الكبائر أو مِن أكبر الكبائر .

حتى وإن كان في الزوج ما تقول زوجَته ، فهو غِيبة مُحرّمة ، والنبي صلى الله عليه وسلم عَرّف الغِيبَة بأنها ذِكرُك أخاك بِمَا يَكرَه ، قيل : أفَرَأيت إن كان في أخي ما أقول ؟ قال : إن كان فيه ما تقول ؛ فقد اغْتَبْتَه ، وإن لم يكُن فيه ؛ فقد بَهَتّه . رواه مسلم .
وهذا مُحرّم في حقّ آحاد الناس ، ولو لم يَكن لهم علينا فضْل ومَعروف ، فكيف بالزّوج ، وهو الْمُنفِق ، وهو الكاسِي ، وهو الذي يُوفّر الْمَسكَن ؛ ثم تَتَنَكّر له الزوجة وتَغتْاَبه وتذكُر عُيوبه !

حتى البهائم ما تفعل ذلك ! بل تَحفَظ المعروف !
فالكلاب والحمير – وهي أخسّ الحيوانات – إذا أحسن إليها الإنسان وأطعَمها حَفِظَت له ذلك ، وعَرَفته وشكرت له !
بل حتى السّبَاع إذا أُطْعِمَت ورُوّضَت حَفِظَت المعروف !

وبعض النساء يُوفّر لها زوجُها الهاتف الثابت والجوّال ثم تَغتَابه بِمَالِه !! هو الذي يُسدِّد الفاتورة ، وهي تَغتَابه وتُخرِج عُيُوبه !

والزوج أعظَم الناس حقّا على الزوجة ، حتى إن حقّه عليها أعظَم مِن حقّ والِدَيْها .
وقد نصّ العلماء على أن للزوج مَنع زوجته مِن الخروج حتى لو كان لِزيارة والِدَيْها ، أو لاتّبَاع جنازة والِدها .
جاء في " الشرح الكبير " ، وفي " المغني " :
وله [أي : الزّوْج] مَنْعها مِن الخروج مِن مَنْزِله إلى ما لَها بُدٌّ مِنه ، سواء أرادت زيارة والِدَيْها ، أو عيادَتَهما ، أو حُضورَ جنازِة أحدِهِما . قال الإمام أحمد في امرأة لها زَوْج وأمّ مَرِيضة : طاعة زَوجها أوْجَب عليها مِن أمّها ، إلاَّ أن يأذَن لها . اهـ .

وَسُئِل شيخ الإسلام ابن تيمية : عَن امْرَأة تَزَوّجَتْ وَخَرَجَتْ عَن حُكْم وَالِدَيْها . فَأيّهُما أفْضَل : بِرُّهَا لِوَالِدَيْها أو مُطَاوَعَةُ زَوْجِها ؟
فَأَجَاب :
الْمَرْأة إذا تَزَوّجَتْ كَان زَوْجُها أمْلَك بِهَا مِن أبَوَيْهَا ، وَطَاعَةُ زَوْجِها عَلَيْها أوْجَب . اهـ .

وقال رحمه الله : المرأة الصالحة هي التي تكون " قانتة " أي : مُداومة على طاعة زوجها ...
وليس على المرأة بعد حقّ الله ورسوله أوْجَب مِن حق الزوج ؛ حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم : " لو كنت آمِرا أحدا أن يَسجد لأحدٍ لأمَرْت المرأة تسجد لزوجها " لِعِظم حَقّه عليها . وعنه صلى الله عليه وسلم أن النساء قُلْن له : إن الرجال يُجاهدون ويتصدّقون ويَفعلون ونحن لا نفعل ذلك . فقال : حُسْن تبعّل إحداكن يعدل ذلك . أي : أن المرأة إذا أحسنت مُعاشرة بَعْلِها كان ذلك مُوجِبا لِرِضا الله وإكرامه لها ، مِن غير أن تعمل ما يَختصّ بِالرِّجال . اهـ .

وقال ابن مُفْلِح في " الفروع " :
وله [أي : الزّوْج] مَنْعها مِن الخروج مِن مَنْزِله ، ويَحرُم بلا إذنه . اهـ .

وتَنكّر المرأة لِزوجها وذِكر عُيُوبه ، وإخراج أسرارِه وأسرار بَيْتِه : مِن سُوء الْخَلَق الذي استعاذ مِنه النبي صلى الله عليه وسلم .
ففي دُعائه عليه الصلاة والسلام : اللّهُمّ إنّي أَعُوذُ بِك مِن مُنْكَرَات الأَخْلاَق وَالأَعْمَال وَالأَهْوَاء . رواه الترمذي ، وصححه الألباني .

وقد تكون عُيوب الزوجة أكثر مِن عُيوب زوجها ، لكنها لا تَرى إلاّ عُيوب غيرِها
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يُبْصِرُ أحَدُكُم الْقَذَاةَ في عَيْن أخِيه ، وَيَنْسَى الْجَذْعَ ، أو الْجَذْلَ فِي عَيْنِه مُعْتَرِضًا . رواه أبو نعيم في " حلية الأولياء " وصححه الألباني .

وعادةً .. لا ينشغل بِعيوب الناس إلاّ مَن كثُرت عيوبه !!
قال بَكْر بن عَبْد اللّه الْمُزَنِيّ : إذا أرَدْت أن تَنْظُرَ الْعُيُوبَ جَمَّةً ؛ فَتَأَمَّلْ عَيَّابًا ؛ فَإنّه إنّمَا يَعِيبُ النّاسَ بِفَضْل مَا فِيه مِن الْعَيْب .
قال القرطبي : وَقِيل : مِن سَعَادَةِ الْمَرْء : أن يَشْتَغِل بِعُيُوب نَفْسِه عَن عُيُوب غَيْره .
(الجامع لأحكام القرآن : تفسير القرطبي)

ولا يفتح عينيه على عيوب الناس إلاّ مَن تَعَامَى عن عُيوب نفسِه .
قَبِيْحٌ مِنَ الإِنْسَانِ أَنْ يَنْسَى عُيْوبَهُ *** وَيَذْكُرُ عَيْبا في أخيه قد اخْتَفى
ولو كانَ ذا عقلٍ لَمَا عَابَ غَيْرَهُ *** وفيه عيوبٌ لو رآها بها اكتفى

قال ابن القيم :
طُوبَى لِمَن شَغَلَه عَيبه عَن عُيُوب النَّاس ، ووَيل لِمَن نَسِي عَيبه وتفرّغ لِعُيوب النّاس ؛ فالأوّل علامَة السعادة ، والثاني علامَة الشقاوة .
(طريق الهِجرتين)

وهذه الغِيبة بيْن الزّوجين : نتيجة بغضاء وكَرَاهية !
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا يَفْرَك مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَة ، إنْ كَرِه مِنْها خُلُقًا رَضِيَ مِنْها آخَر . رواه مسلم .

والزّوجيّة لِباس وسِتر ، والزّوج بِمَنْزِلة النّفْس .
قال الله عَزّ وَجَلّ : (وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ)
قال القرطبي :
وَفِي قَوْلِه : (أَنْفُسَكُمْ) تَنْبِيهٌ عَلى أنّ الْعَاقِلَ لا يَعِيبُ نَفْسَه ، فَلا يَنْبَغِي أنْ يَعِيبَ غَيْرَه لأنّه كَنَفْسِه .
(الجامع لأحكام القرآن : تفسير القرطبي)

ومَن أظْهَر عيوب غيره ظَهَرت عيوبه ؛ جزاء وِفاقا .

ومِن أخلاق الكِرام : عدم إفشاء أسرار البيوت
أراد ابن عمر رضي الله عنهما أن يُطلّق زوجته ، فسُئل عن سبب ذلك ، فقال : لا أُفشي سِرّا لِزوجتي !
فلمّا طلّقها سُئل عن ذلك ، فقال : ما لِي ولامْرَأة غَرِيبة ؟!

وجاءت زوجة ثابت بن قيس رضي الله عنها وعنه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهي تطلب الطلاق ، فقالت بِعَدل وإنصاف : يا رسول الله ، ثابت ، لا أَعيب عليه في خُلُق ولا دِين ، ولكن أكْرَه الكُفر في الإسلام . رواه البخاري .

ثم إن البيوت تُبنَى على الإسلام والسِّتْر .
قال الإمام البغوي : ورُوي أن رجلاً في عهد عُمر قال لامْرأته : نَشَدتك بِالله هل تُحبّيني ؟ فقالت : أما إذا نَشَدتَنِي بِالله ، فلا !! فخَرَج حتى أتَى عُمر ، فأرسل إليها ، فقال : أنتِ التي تقولين لزوجك : لا أُحِبّك ؟ فقالت : يا أمير المؤمنين ، نَشَدَنِي بِالله ، أفأكْذِب ؟! قال : نعم ، فَاكْذِبيه ، ليس كل البيوت تُبْنَى على الْحُبّ ، ولكن الناس يَتَعَاشَرُون بالإسلام والأحسَاب . (شرح السنة)
وقوله رضي الله عنه : " نعم ، فَاكْذِبيه " بناء على قوله عليه الصلاة والسلام


يُضاف إلى ذلك : أن المرأة إذا آذَت زوجها المسلم دَعَتْ عليها مَن لَم تَعصِ الله طَرْفَة عَيْن .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تُؤذي امرأة زوجها في الدنيا إلاّ قالتْ زَوْجَته مِن الْحُور العِين : لا تُؤذِيه قَاتَلَك الله ؛ فإنما هو عندك دَخِيل يُوشِك أن يُفَارِقَك إلَيْنَا . رواه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه ، وصححه الألباني وحسّنه الأرنؤوط .

وسبق :
لماذا عظُم حقّ الزوج إلى هذا الْحَدّ ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=3040

هل أقدّم طاعة والدتي أم طاعة زوجي ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=8739

كلمة حول كُفران العشير وأنه مِن كبائر الذُّنوب
https://youtu.be/gzNXbuWaEdg*

غضيضالطّرف عن هفواتي
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=7843

كُـلُّـك عــورات..
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=6162

ما حُكم الكذب بين الزوجين ؟ وهل توجد حدود للكذب بينهما ؟
https://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=15910


المجيب فضيلة الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم

إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
هل يجوز أن ترقص المرأة لزوجها سواءً على الأناشيد أو الأغاني ؟ راجية العفو قسـم الفتـاوى العامـة 0 19-09-2015 03:35 PM
إذا طلبت المرأة الطلاق هل يحقّ لزوجها أن يطالبها بالمهر ? راجية العفو قسم الأسرة المسلمة 0 25-02-2015 11:00 PM
هل يجوز أن تدعوَ المرأة أن تكون الزوجة الوحيدة لزوجها ؟ نسمات الفجر قسم الأسرة المسلمة 0 20-11-2013 07:27 PM
حديث: سجود المرأة لزوجها، وحديث: ضرب الأولاد على الصلاة وهم أبناء عشر، هل هما ضعيفان؟ ناصرة السنة قسـم السنـة النبويـة 0 18-03-2010 03:28 PM
حكم قول المرأة لزوجها قول يا حسافة على اللي خسرتهم بسببك غلطتي هذي وأن راجية العفو قسـم المحرمـات والمنهيات 0 28-02-2010 02:29 PM


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 10:19 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى