قال ابن كثير : أي : ولو أنهم فعلوا ما ُيؤمَرون به ، وتَرَكوا ما يُنْهَون عنه ( لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ) أي : مِن مُخَالَفَة الأمْر وارتكاب النهي . اهـ .
وَكَانَ السَّلَفُ يُحذِّرُونَ مِنَ الاستماعِ إلى الشُّبُهاتِ ؛ وكانوا يَقولونَ : الشُّبَهُ خَطّافَةٌ أيْ : تُؤثِّرُ وتَخْطَفُ العقلَ .
قَالَ ميمونُ بِنُ مَهرانَ : ثلاثٌ لا تبلونَ نَفسَكَ بِهنَّ : لا تَدخُلْ على السُّلطانِ ، وإن قلتَ آمرُهُ بِطاعةِ اللهِ ، ولا تُصغينَّ بِسَمْعِكَ إلى هوىً ، فإنَّكَ لا تدري ما يَعْلَقُ بِقَلْبِكَ مِنه ، ولا تَدْخُلْ على امرأةٍ ، ولُو قُلتَ أُعَلِّمُها كتابَ اللهِ .
وهِذِهِ مِنْ أعظَمِ وأكْبَرِ وأخْطَرِ أسبابِ الانتكاسِ ؛ لِكثرةِ وسائلِ الاتصالِ والتواصلِ والانفتاحِ على الكفارِ ، والاستماعِ إلى الشبهاتِ التي قد تُؤثِّرُ في دِينِ الإنسانِ وسلامتِهِ
وكَمْ مِنَ النَّاسِ يظنُّ أنَّهُ عَلى يقينٍ لا تُزعزِعُهُ الأيامُ ، ولا تَهزُّهُ الرِّياحُ ، فَلمَّا تعرّضَ للفِتَنِ فُتِنَ وانتكَسَ . نسألُ اللهُ السلامةَ والعافيةَ .