[نسمات الفجر]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا أنسى كثيرا ولكن الآن صرت أنسى في صلاتي هل قرأت الفاتحة أحيانا وأحيانا أنسى كم ركعت وكم سجدت وهل قرأت التشهد أم لم أقرأه هل أسجد سجود السهو أم أبني على اليقين؟
جزاكم الله خيرا وغفر الله لكم



الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا ، وغفر لك .

في مثل هذه الحالة يُبنَى على اليقين ، لقوله عليه الصلاة والسلام : إذا شك أحدكم في صلاته فلم يَدرِ كم صلى ، ثلاثا أم أربعا ، فليطرح الشك ولْيَبْنِ على ما استيقن ، ثم يسجد سجدتين قبل أن يُسلم ، فإن كان صلّى خَمْسًا شَفَعْنَ له صلاته ، وإن كان صلى إتماما لأربع كانتا تَرْغِيمًا للشيطان . رواه مسلم .

وعلاج النسيان في : حضور القلب ، وحضور القلب يستلزِم : التفرّغ للصلاة قبلها ، وذل كبإحسان الوضوء ، ثم الصلاة قبلها صلاة نافلة ، ثم قراءة ما تيسّر مِن القرآن ، فيحضر القلب ، ويُصلِّي الْمُصَلِّي بخشوع ؛ لأنه في الغالب يكون بذلك انقطع عن مشاغله التي تشغله وتصرفه عما هو فيه .
وعلاج ذلك أيضا في الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم .
قال تعالى : (وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) .

وشكا عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه تلبيس الشيطان عليه صلاته ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ذاك شيطان يقال له خَنْزَب ، فإذا أحسسته فتعوّذ بالله منه واتْفُل على يَسَارِك ثلاثا . قال : فَفَعَلْتُ ذلك فأذْهَبه الله عَنِّي . رواه مسلم .

فمن ابتُلِي بشيء من ذلك فليُكثر من قراءة القرآن ، ومِن ذِكْر الله عزّ وجلّ .
قال ابن عباس رضي الله عنهما : الشيطان جَاثِم على قَلب ابن آدم فإذا سَهَا وغَفَل وَسْوَس ، وإذا ذَكَر الله خَنَس .
ومَن تأمّل وتدبّر فيما يقرأ ، وما يقول مِن أذكار ، أبعد ذلك عنه الشيطان .

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية