|
رحمه الله وغفر الله له
|
|
|
|
الدولة : في دار الممر .. إذْ لا مقرّ !
|
|
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
نسمات الفجر
المنتدى :
قسم القـرآن وعلـومه
بتاريخ : 04-10-2015 الساعة : 12:44 AM
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
الأصل قراءة القرآن بِخشوع وسَكينة ؛ لقوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا (107) وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً (108) وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا) .
قال عبد الأعلى التيمي : مَن أُوتى مِن العِلم ما لا يُبكيه ، فليس بِخَلِيق أن يكون أُوتى عِلْما يَنفعه ؛ لأن الله تعالى نَعَت العلماء فقال : (إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا) .
وقال الله تعالى عن أنبيائه : (إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا) .
قال ابن كثير : أي : إذا سَمِعوا كلام الله المتضمن حُجَجه ودلائله وبراهينه ، سجدوا لربهم خضوعا واستكانة وحمدا وشكرا على ما هُم فيه مِن النعم العظيمة . اهـ .
وهَدْي السَّلَف أكمل هَدْي ، وطريقتهم أحسن طريقة .
سئلت عائشة عمّن يُصْعَق عند قراءة القرآن ؟ فقالت : القرآن أكرم من أن تَنْزف عنه عقول الرجال ، ولكنه كما قال الله : (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ) .
وفي رواية : القرآن أكرم مِن أن يُزيل عقول الرّجال .
أمّا الصُّراخ والتمطيط في القراءة ، فهو مِن بِدَع القُرّاء .
قال النووي : ويُستحبّ تحسين الصوت بالقراءة وتَزيينها ما لم يَخرج عن حدّ القراءة بالتمطيط ، فإن أفرط حتى زاد حرفا ، أو أخفى حرفا ؛ فهو حرام . اهـ .
وقال ابن القيم : ومَن تأمّل هدي رسول الله صلى الله تعالى وآله وسلم ، وإقراره أهل كل لسان على قراءتهم ؛ تَبَيَّن له أن التنطّع والتشدّق والوسوسة في إخراج الحروف ليس من سنته . اهـ .
وأما الْمُستمِع إذا كان يَستمع إلى القرآن ؛ فيجب عليه أن يُنصت للقرآن ؛ لقوله تعالى : (وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآَنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) .
واللغو أثناء قراءة القرآن مِن أفعال الكافرين ، الذين قالوا : (لا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآَنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ) .
ومَن كان يَستمع إلى القرآن ، فرَفَع القارئ صوته بِما يُشبه الصراخ ؛ فيُمكنه خفض الصوت حتى يَنتهي القارئ مِن الآية التي يقرؤها ؛ فإن العلماء كَرِهوا أن يقطع القارئ الآية ، وكذلك الْمُسْتَمِع .
والله تعالى أعلم .
|
|
|
|
|