هل يُستجاب دعاء الوالدين على أطفالهم حتى لو كانوا غير مدركين ولا قاصدين الأذيّة ؟
بتاريخ : 14-08-2015 الساعة : 08:04 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أحسن الله إليكم فضيلة الشيخ عبد الرحمن السحيم ورفَع الله قَـدركم ونفع بِكم
هل دُعاء الوالدين على أبنائهم يُستجاب مُطلقًا أم هنالك موانِع للإجابة ؟
خاصةً إذا كان الأبناء أطفالاً لا يتعمّدون ولا يقصدون أذىً لآبائهم ..
مثل أمّ كانت لها بنت وتطلب منها بعض العمل ولصغر سِنّها قد لا تتقنه
أو قد يحصل مناكفات بينها وبين أختها
فكانت الأم تدعو عليها وتقول : الله يمتحنك
وكذلك تدعو على أختها بنفس الدعوة
هذه البنت كبرت وصارت شابّة وتقول : إني ما أحببت شيئًا إلا واُمتحنت فيه واُبتليت
أحببت الدراسات العليا فابتلاني الله بهبوط المستوى في الجامعة
وأحببت أن أستقِر بالزواج فابتلاني الله بتأخره
وأختها ابتلاها الله بأطفال مرضى بِمرَض لم يجدوا له علاجًا ولا هو مَرَض معروف في العائلة
فهل يكون هذا مِن استجابة دعاء الأم على البنات ؟
وإذا كان ذلك مِن استجابة دعاء الأم فكيف يُدفع هذا البلاء ؟ وما هو العمل الذي يُمكِن أن يُعمَل بحيث ترتفِع دعوة الأم عن أولادها ويذهب أثرها
وهل ستبقى البنات في ابتلاء طوال الدهر ؟
شكر الله لكم فضيلة الشيخ ورفع الله قَـدركم وأكرمكم وأنعم عليكم بأنواع النِّعم بما يرضيه .
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
يُستجاب دعاء الوالدين – أو أحدهما – على أولاده في حال موافقة ساعة إجابة .
ولذا فقد نُهينا عن الدعاء على أنفسنا ولا على أولادنا ولا على ما نملك – حتى ما لا يَعقل- خشية أن نوافق ساعة إجابة فيُستجاب لنا .
قال عليه الصلاة والسلام : لا تدعوا على أنفسكم ، ولا تدعوا على أولادكم ، ولا تدعوا على أموالكم ، لا تُوافِقُوا مِن الله ساعة يُسأل فيها عَطاء فيَستجيب لكم . رواه مسلم .
فإذا وافقَتْ ساعة إجابة استُجيب دعاء الإنسان على نفسه ، وعلى ولَده ، وعلى مالِه ، ويكون ما أصاب المدعو عليه وافَق قَدَرا ، وربما تكون نتيجة الدعوة على الوالد وولده ، فإذا أُصيب الابن بِمرض – مثلا – شَقي معه الأب وتعب .
وما يُصيب الأولاد بسبب دعوة أحدِ والديهم - دون جناية منهم - يَكون كفارة لهم ، ورِفعة في درجاتهم إذا صَبَروا واحتسبوا الأجر .
أما إذا أكثروا الكلام والوقيعة في وَالِدَيهم والشكوى والتَّشكّي ؛ فقد يذهب الأجر ويبقى النَّصَب والتَّعَب .
قال بعض الحكماء : العاقل يفعل في أول يوم من المصيبة ما يفعله الجاهل بعد أيام ، ومَن لم يصبر صبر الكرام سَلا سُلُو البهائم .. وقال الأشعث بن قيس : إنك إن صَبَرْتَ إيمانا واحتسابا وإلاَّ سَلَوْتَ سُلُوّ البهائم . ذَكَره ابن القيم .
وعلى الأم أن تُكثر من الدعاء لأولادها ، والاستغفار ، والصدقة عنهم ، لعل الله يُفرِّج ما بِهم .
هل يُستجاب دعاء الوالدين على أطفالهم حتى لو كانوا غير مدركين ولا قاصدين الأذيّة ؟
العرض العادي
