[مصابيح الدُّجى]

أمي توفت يرحمها الله بإذن الله من شهر بعد معاناةٍ مع مرض القلب وكانت آخر أيامها في غرفة العناية الفائقة وكان عليها جهاز التنفس موصل بفمها لا أعلم هل هي استطاعت أن تنطق الشهادة أم لا لأنها توفت ولم يكن بجانبها إلا الطاقم الطبي لكن رأيت وجهها وقت الغسل منور ومبتسمة وكانت رحمها الله امرأة صالحة أحسبها كذلك ولا أزكي على الله أحدا والكل يثني عليها وعلى أعمالها الخيرة وطيبتها وأخي وبعض الأهل يحلمون بها أحلام جميلة أنها تبتسم وتضحك وأنها بإذن الله في روضة من الجنة فهل هذا يا شيخ يعتبر من أحاديث النفس أم أن هذا بإذن الله من بشرى المؤمن؟؟ ماذا يجب علي من برها؟؟؟ وكنت وقت المراهقة والطيش أرفع صوتي عليها وأتطاول عليها ماذا يجب علي هل الصدقة والاستغفار يكفي مع أني سألتها فقالت بأنها راضية عني تماما وكنت آخر أيامي أعتني بها وأرعاها فماذا علي أكثر من ذلك؟؟
أمي توفت رحمها الله ولا أعلم هل عليها كفارات يمين أم لا فهل يجوز أن أصوم عنها عدة أيام بنية أن أكفر عن إيمانها أم لا يجوز ذلك؟
أمي توفت الله يرحمها وأرى الأهل عندما يصنعون أي أكل أو ما شابه يقولون جعله ثواب لها
نعطيه للفقراء أو عمال يشتغلون في البناء جنبنا أو نحن نأكل منه أو الأهل فهل هذا العمل له أصل؟؟وما حكم عملنا هذا؟؟؟ وهل يعتبر هذا ثوابه لأمي؟؟
جزاكم ربي خير الجزاء
أسأل الله أن يجعلنا وإياكم من أهل الجنة لا تنسونا من صالح دعاءكم



الجواب:
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
ورَحِم الله أمك ..
لم يَمُت مَن تَرَك مثل هذه العناية به بعد موته !

والرؤى بُشريات للمؤمن .
وقد ورد في تفسير قوله تعالى : ( لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) أنها الرؤيا الصالحة .
وقال عليه الصلاة والسلام : لم يبق من النبوة إلا المبشرات . قالوا : وما المبشرات قال : الرؤيا الصالحة . رواه البخاري .
وفي الحديث الآخر : قالوا : يا رسول الله وما المبشِّرات ؟ قال : الرؤيا الصالحة يراها الرجل أو تُرى له . رواه أحمد وغيره .
ولعل ما أصابها قبل وفاتها رِفعة في درجاتها وتكفيرًا لسيئاتها .

وإذا كنت أحسنت إلى والدتك في آحر عمرها وطلبت رضاها ، فالأعمال بالخواتيم .

وسبق :
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=11350

وصناعة الطعام وإطعام الفقراء والمحاويج مما يصِل ثوابه إلى الميت . *
وسبق :
الصدقة الجارية عن الميت
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=388

وأما الكفارات فلا يُصام عنها إلاّ ما تأكدتم أنه عليها ؛ لأن الأصل براءة الذمة وعدم لُزوم شيء .

وأما كفارة اليمين فلا يُصام إلاّ إذا عجزتم عن الكفارة ( العتق أو الإطعام أو الكسوة ) .

والله تعالى أعلم .


المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد