محب السلف

الهيئـة الإداريـة


رقم العضوية : 2
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : سلطنة عمان
المشاركات : 2,125
بمعدل : 0.41 يوميا

محب السلف غير متواجد حالياً عرض البوم صور محب السلف


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسـم السنـة النبويـة
افتراضي كيف التوفيق بين حديثين : الأول في أن إبراهيم حرّم مكة ، والثاني أن الله هو الذي حرّم مكة ؟
قديم بتاريخ : 16-03-2010 الساعة : 09:15 PM

السؤال :

كيف التوفيق بين هذين الحديثين ؟ الحديث الأول : يتكلم أن إبراهيم عليه السلام هو الذي حرّم مكة . وبين الأحاديث التي تدل على أن الله هو الذي حرم مكة ؟




الـجـواب :

أولاً : مِن الأحاديث الدّالة على أن إبراهيم عليه الصلاة والسلام حرّم مكة : حديث عبد الله بن زيد رضي الله عنه ، والحدث رواه البخاري ومسلم .

ثانياً : ومِن الأحاديث التي تدلّ على أن الله حرّم مكة : حديث أبي شريح العدوي رضي الله عنه ، وهو مُخرّج في الصحيحين .

والجمع بين هذه الأحاديث ، والتوفيق بينها أن يُقال : إن الله هو الذي حرّم مكة ، وجَعَلها حراماً إلى يوم القيامة . وإبراهيم عليه الصلاة والسلام أول من بنى البيت ، كما هو معلوم ، فتكون من هذا الباب نسبة التحريم إليه ، وإلا فمن المعلوم أن الأنبياء لا يُحرِّمون مِن قِبَل أنفسهم .

ويكون إبراهيم عليه السلام هو أول من أُوحِي إليه تحريم البيت ، أي بعد بنائه للبيت . فتكون نسبة التحريم إلى إبراهيم عليه الصلاة والسلام .

وأصل التحريم من الله تبارك وتعالى . فإن من المعلوم بداهة أن التحليل والتحريم تشريع ، وهو من الله ابتداءً . ويُقال مثل ذلك في اللعن . فإن في بعض الأحاديث لعن الله ، وفي بعضها لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم .

وقد يكون في الشيء الواحد ، كما في حديث ابن مسعود _ المتّفقِ عليه _ ، وفي أوله قال : لَعَنَ الله الواشمات ، والموتشمات ، والمتنمصات ، والمتفلِّجات للحُسن ، المغيرات خلق الله . فبلغ ذلك امرأة من بني أسد يقال لها أم يعقوب ، فجاءت فقالت : إنه بلغني أنك لعنت كيت وكيت ؟ فقال : ومالي لا ألعن من لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ الحديث .

فالشاهد من ذلك أن ابن مسعود رضي الله عنه نَسَب اللعن ابتداء إلى الله ، ثم لما رُوجِع قال : ومالي لا ألعن من لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟

فابتداء التشريع من الله ، وقد يُنسب إلى من جاء به . أو يُنسب إلى أول من عمِل به . كما يُقال : فعل الأمير كذا . وقد لا يكون للأمير إلا إصدار الأمر . وهذا جائز في اللغة ، ولذا جاءت اللغة العربية بالتوكيد والمؤكِّدات .

فإذا قلت : جاء الأمير فيُحتمل أنك تريد رسوله أو أمره أو بعض حاشيته ، ونحو ذلك . لكنك عندما تقول : جاء ألأمير بنفسه ، فقد أكّدت قولك بأنك لا تعني سواه .

فعلى هذا لا يكون هناك إشكال في إضافة تحريم مكة إلى إبراهيم عليه الصلاة والسلام لأنه أول من جاء به وعمِل به . ولا إشكال في إضافته لله لأن الله تبارك وتعالى هو الذي أمَرَ به وشَرَعه .

كما تقول : ناقة الله ، وتقول : ناقة قوم صالح .

وسبق :
شرح الحديث الـ 235 في حُرمة مكة
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=6878

والله أعلم .

المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم

إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
زاد الداعية إلى الله – الزاد الأول ( العلم ) محب العلم منتـدى الحـوار العـام 1 14-10-2015 06:31 PM
لماذا قال الله تعالى بعد قِصّة إبراهيم (كذلك نجزي المحسنين) ولم يقُل ( إنّا كذلك) ؟ راجية العفو قسم القـرآن وعلـومه 0 31-12-2014 10:28 PM
ما حُكم دعاء (الحمد لله دائماً بدوام الله وبقائه هو الأول بلا ابتداء ) ؟ نسمات الفجر إرشـاد الأدعـيــة 0 20-11-2013 06:44 AM
تقدم لخطبتي اثنان واحد كان في عيد الفطر والثاني في محرم رولينا قسـم الفقه العـام 0 26-02-2010 07:15 PM
عند جلوس التشهد الأول أسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فقط عبق إرشــاد الـصــلاة 0 10-02-2010 01:31 AM

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 02:33 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى