العودة   منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية فتاوى الإرشاد أقـسام الفـقـه الإسـلامي قسـم الفقه العـام
منوعات المجموعات مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع

رولينا
الصورة الرمزية رولينا

رحمها الله


رقم العضوية : 45
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : Muslim world
المشاركات : 678
بمعدل : 0.13 يوميا

رولينا غير متواجد حالياً عرض البوم صور رولينا


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسـم الفقه العـام
افتراضي ما الرد على جماعة أهل القرآن التي تنكر صفات الله تعالى ؟
قديم بتاريخ : 01-03-2010 الساعة : 11:31 PM

فضيلة الشيخ عبد الرحمن السحيم حفظه الله ورعاه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد
فقد ظهر في القدس منذ مدة شخص أسس جماعة سماها أهل القرآن وهو يستمد كثيراً من أفكاره من القرآنيين وأخذ في نشر أباطيله بين العامة في المسجد الأقصى المبارك والتف حوله بعض الناس وزاد خطره، ورددت عليه في عدة قضايا منشورة على موقعي
www.yasaloonak.net
وكلما رددت عليه في قضية ما ، يقول للناس إن المسألة بيني وبينه شخصية !!
ومن آخر أباطيله إنكار صفات الله عز وجل
ونوجه لكم مجموعة من الأسئلة للإجابة عليها ومن ثم نشرها لتحذير الناس من أفكاره الهدامة:
- ما قولكم فيمن يزعم أن الصفات من أشد البلاء الذي ابتلي به المسلمون بعد نبيهم صلى الله عليه وسلم.
- ما قولكم فيمن يزعم أن الصفات من أشد البدع والإحداث في الدين.
- ما قولكم فيمن يزعم أن أسماء الله تعالى حق وأما الصفات فمن الباطل.
- ما قولكم فيمن يزعم أن إثبات الصفات يعتبر شتيمة لله تعالى فمجرد أن تعبد الله بالصفات فقد شتمته كما زعم.
- ما قولكم فيمن يزعم أن من يثبت الصفات لله تعالى من العلماء، فهو كلب أو حمار.
أخوكم من بيت المقدس
أ.د. حسام الدين عفانة
أستاذ الفقه والأصول جامعة القدس
وأستاذ سابق في جامعة الملك سعود
وخريج جامعتي أم القرى والإسلامية

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
وحياكم الله وبياكم ..

مسألة الكلام في الصفات الله عَزّ وَجلّ هي جزء من عقيدة كل مسلم ، ومن لا يُؤمن بها على خطر عظيم ، بل مِن لوازم نَفْي صِفات الله عَزّ وَجلّ إثبات ضِدّها ؛ فإن الله عَزّ وَجلّ أثبت لِنفسه صِفات الكمال ، مثل : الكَرَم والقوّة والغِنى والقُدرة ، والسمع والبصر ، واليد ، وغير ذلك مما هو معلوم مِن دِين الله بالضرورة .
ونَفَى الله عَزّ وَجلّ عن نفسه صِفات النقص ، مثل : البخل والعجز والنوم ، وغير ذلك .
وقد أثبت النبي صلى الله عليه وسلم صِفات الكمال لله عَزّ وَجلّ .
وأثبت الصحابة رضي الله عنهم لله عَزّ وَجلّ ما أثبته الله لِنفسه ، وما أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم ، مِن غير تأويل ولا تحريف ولا تمثيل ولا تعطيل .
وقد ألّف العلماء في ذلك الكُتُب في إثبات صِفات الله عَزّ وَجلّ .

وكلام العلماء والأئمة الأربعة على مَرّ العصور واضِح جَلِيّ في إثبات الصفات .

والكلام فيها ليس مِن البِدَع ، بل هو مِن أصل الدِّين ، وأساس الْمعتقد .


ولم تظهر مسألة إنكار الصفات إلاّ لَمّا ظَهرت المعتزلة ، الذين أضاعوا ربهم !
فإن نُفَاة الصِّفَات ينفون عن الله جميع الصفات ، بما في ذلك الجهة ، فيقولون : إن الله لا داخل العالم ولا خَارِجه ، وفوق ولا تحت ، ولا يمين ولا شمال .
بل ويَنفُون عنه كل صِفَة .
وهذا هو معتقد الجهمية ، وهو معتقد جماعة الأحباش المعاصرة !
ومن نَفَى صِفات الله عَزّ وَجلّ لَزِمه إثبات ضِدّها - عياذا بالله من الضلال - ، فلا خيار ثالث ؛ إما أن يُثبِت صِفات الكمال لله عَزّ وَجلّ ، وينفي غيرها ، وإما العكس ، ينفي صِفات الكمال ، فيلزمه إثبات صِفات النقص . وهذا كُفر وضلال .
وهذا الاعتقاد ليس من اعتقادات المسلمين .
ولذلك قال العلماء : الْمُعَطِّل يَعْبُد عَدَمًا ، والْمُمَثِّل يَعْبُد صَنَمًا ، والْمُوَحِّد يَعبد رَبًّـا ليس كمثله شيء ، له الأسماء الحسنى والصفات العُلَى ، وَسِع كل شيء رحمة وعلما .

بل إن نفي الصفات لم يكن مِن شأن أهل الجاهلية على ما كان منهم مِن جَهْل وضلال !
قال تعالى مُخبِرًا عنهم : (قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ) .

ولذلك ذَكَر ابن القيم رحمه الله أن خسمسائة عالِم مِن علماء المسلمين كفّروا الجهمية نُفاة الصفات ، فقال رحمه الله :
هم بذا جهمية أهل اعتزا = ل ثوبهم أضحى له عَلَمان
ولقد تقلّد كفرهم خمسون في = عشر مِن العلماء في البلدان
واللالكائي الإمام حكاه عنـ = ـهم ، بل حكاه قبله الطبراني

وعلماء المسلمين يُثبتون لله عَزّ وَجلّ صِفات الكمال التي أثبتها لِنفسه ، والتي أثبتها له رسوله صلى الله عليه وسلم .
وعلماء أهل السنة في زماننا هذا وما قبله من الأزمنة يُثبِتون لله عَزّ وَجلّ صِفات الكمال . فيُثبِتون لله عز وجل ما أثبته لِنفسه ، وما أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم . يُثبِتون لله عَزّ وَجلّ صِفات تليق بِجلال الله وكماله .

ومن ذلك :
إثبات اليد لله عَزّ وَجلّ تليق بِجلال الله عَزّ وَجلّ .
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ما تَصدق أحد بِصدقة مِن طيب - ولا يقبل الله إلاَّ الطيب - إلاَّ أخذها الرحمن بيمينه ، وإن كانت تمرة فتربو في كَـفّ الرحمن حتى تكون أعظم مِن الجبل ، كما يُربي أحدكم فُلُوّه أوْ فَصِيله . رواه البخاري ومسلم .

قال الإمام الترمذي ( ت 279 هـ ) : وقد قال غير واحد مِن أهل العِلم في هذا الحديث وما يُشبه هذا من الروايات مِن الصفات ونُزُول الرب تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا ، قالوا : قد تَثبت الروايات في هذا ويُؤمَن بها ، ولا يُتوهم ، ولا يُقال كيف ؟ هكذا رُوي عن مالك وسفيان بن عيينة وعبد الله بن المبارك أنهم قالوا في هذه الأحاديث : أمِرّوها بلا كيف . وهكذا قول أهل العلم مِن أهل السنة والجماعة . وأما الجهمية فأنكرت هذه الروايات ! وقالوا هذا تَشبيه ، وقد ذكر الله عز و جل في غير موضع من كتابه : اليد ، والسمع ، والبصر ؛ فتَأوَّلَت الجهمية هذه الآيات ، ففسروها على غير ما فَسَّر أهل العلم ، وقالوا : إنّ الله لم يخلق آدم بِيَدِه ! وقالوا : إن معنى اليد ههنا القوة ! وقال إسحق بن إبراهيم : إنما يكون التشبيه إذا قال يَدٌ كَيَد ، أوْ : مثل يَد ، أوْ : سَمْع كَسَمْع ، أو : مثل سَمْع . فإذا قال : سَمْع كَسَمْع ، أو : مثل سَمْع ، فهذا التشبيه ، وأما إذا قال كما قال الله تعالى : يَد ، وَسَمْع ، وبَصَر ، ولا يقول : كيف ، ولا يقول : مثل سَمْع ، ولا كَسَمْع ، فهذا لا يكون تَشْبِيهًا ، وهو كما قال الله تعالى في كتابه : (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) . اهـ .

إثبات الرؤية :
قال تعالى عن الكفار : (إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذ لَمَحْجُوبُونَ) قال ابن عباس : إنَّهم عن النَّظَر إلى رَبِّهِم يَومَئذ لَمَحْجُوبُون ، والْمُؤمِن لا يُحْجَب عن رُؤيَتِه .
وقال الإمام مَالك بن أنس : لَمَّا حَجَب أعْدَاءه فلم يَرَوه تَجَلَّى لأوْلِيائه حَتى رَأَوْه .
وقَال الإمام الشافعي : لَمَّا حَجَب قَومًا بالسُّخْط دَلّ على أنَّ قَومًا يَرَوْنَه بِالرِّضَا .

قال ابن جرير الطبري رحمه الله في تفسير قوله تعالى : (لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ) : والصَّوَاب مِن القَوْل في ذلك عِندنا مَا تَظَاهَرَتْ به الأخْبَار عن رَسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : إنكُم سَتَرَون رَبكُم يَوْم القِيَامَة كما تَرَون القَمَر لَيْلَة البَدْر ، وكَمَا تَرَون الشَّمْس لَيس دُونَها سَحَاب . فَالْمُؤمِنُون يَرونَه ، والكَافِرُون عنه يَومَئذ مَحْجُوبُون ، كَمَا قَال جَل ثَنَاؤه : (كَلاَّ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذ لَمَحْجُوبُونَ) .
ثم شَرَع ابن جرير في ردّ حُجج وأقْوَال نُفَاة الرُّؤيَة .
وَخَتَم الْمَبْحَث بِقَولِه : ولأهْل هَذه الْمَقَالَة مَسَائل فيها تَلْبِيس ، كَرِهْنا ذِكْرَها وإطَالة الكِتَاب بِها وبِالْجَوَاب عنها ، إذ لم يكُن قَصْدنا في كِتَابِنا هذا قَصْد الكَشْف عن تَمْوِيهَاتِهم ، بل قَصَدْنا فيه البَيَان عن تَأوِيل آي الفُرْقَان .
ولكنا ذَكَرْنا القَدْر الذي ذَكَرْنا لِيَعْلَم النَّاظِر في كِتَابِنا هذا أنَّهم لا يَرْجِعون مِن قَوْلِهم إلاَّ إلى مَا لَبَّسَ عليهم الشَّيْطَان مِمَّا يَسْهُل على أهْل الْحَقّ البَيَان عن فَسَادِه ، وأنَّهم لا يَرْجِعون في قَوْلِهم إلى آيَة مِن التَّنْزِيل مُحْكَمة ، ولا رِوَاية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم صَحِيحَة ولا سَقِيمَة ! فَهُم في الظُّلُمَات يَخْبِطُون ، وفي العَمْياء يَتَرَدَّدُون . نَعُوذ بالله مِن الْحَيْرَة والضَّلالة . اهـ .

ومن أراد الوقوف مع كلام أهل العِلْم بشيء مِن التفصيل في إثبات صِفات الله عَزّ وَجلّ ، فليقف مع هذه الكُتُب :
نقض الإمام عثمان بن سعيد الدارمي على بشر المريسي . توفّي الدارمي سنة 280 هـ .
كتاب السنة . تأليف : الإمام ابن أبي عاصم ، المتوفى سنة 287 هـ .
شرح السنة . تأليف : الإمام عبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل . المتوفَّى سنة 290 هـ.
صريح السنة . تأليف : الإمام ابن جرير الطبري ، المتوفى سنة 310 هـ .
وله كلام متين ، وبحث رصين في التفسير حول صِفات الله عَزّ وَجلّ ، وهو ممن يُثبت صِفات الله عَزّ وَجلّ .
كتاب السنة . تأليف : الإمام الخلاّل ، المتوفى سنة 311 هـ .
العقيدة الطحاوية . تأليف : الإمام الطحاوي ، المتوفي سنة 339 هـ . وشرحها للإمام : ابن أبي العز الحنفي . المتوفى سنة 792 هـ .
رؤية الله . تأليف : الإمام الدراقطني ، المتوفى سنة 385 هـ .
شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة . تأليف : الإمام هبة الله اللالكائي ، المتوفَّى سنة 418 هـ .
عقيدة السلف وأصحاب الحديث . تأليف : الإمام إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني ، المتوفّى سنة 449 هـ .
لمعة الاعتقاد . تأليف : الإمام ابن قدامة ، المتوفَّى سنة 620 هـ .
العلو للعلي العظيم . تأليف الإمام الذهبي ، المتوفَّى سنة 748 هـ .
كتاب الصفات . تأليف الشيخ محمد بن ناصر الحازمي . المتوفى سنة 1283 هـ .

فهل كل هؤلاء العلماء - وغيرهم ممن لم أذكرهم - وممن أوْرَد ذِكرهم أولئك العلماء في إثبات صِفات الله عَزّ وَجلّ - يدخلون تحت ذلك الصوف الظلم الجائر الآثم ؟ الذي يُطلِقه نُفاة الصِّفَات من الجهمية وغيرهم على أهل السنة .

ورَحِم الله الشيخ بكر أبو زيد ، فقد ألّف كتابا بعنوان : براءة أهل السنة مِن الوقيعة في علماء الأمة .

وليس مع نُفاة الصِّفات سوى النفي والتعلّق بِما هو أقلّ من القشّة !

وسبق في إثبات الصفات ، وما يتعلق بِمعاني الصفات :
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=6109

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض


إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
جماعة, سماها أهل القرآن

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الرد على مَن يقول إن الله تعالى خلق آدم في الأرض وليس الجنة نسمات الفجر قسـم العقـيدة والـتوحيد 0 08-10-2015 09:53 AM
استفسارات ونقاش حول صفات الله تعالى ومنهج السلف فيها وهل هي معلومة المعنى ؟ عبق قسـم العقـيدة والـتوحيد 0 07-03-2010 05:35 PM
ما حُـكم من قال : " أسجد لصفة من صفات الله تعالى " ؟ عبق قسـم العقـيدة والـتوحيد 0 26-02-2010 09:05 PM


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 06:11 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى