حكم قول (شاءت الأقدار - أطال الله بقاءك - الله ما يضرب بعضا ) و(الإقسام على الله)
بتاريخ : 01-03-2010 الساعة : 05:46 PM
سؤالي
1- ما حكم قول ( وشاءت الأقدار ) و ( شاء القدر) ؟ .
2-هل يجوز على الإنسان أن يقسم على الله ؟
3-ما حكم قول (أطال الله بقاءك ) ( أطال عمرك ) ؟
4-بعض الناس إذا انتقم الله من الظالم ( الله ما يضرب بعصا ) ؟
وجزاك الله عنا كل خير ...
الجواب/
وجزاك الله خيرا .
1 - لا تجوز نسبة الأفعال والمشيئة إلى الأقدار . فلا يجوز قول : " شاء القَدَر " ولا " شاءت الأقدار " .
قال شيخنا العثيمين رحمه الله : هذه ألفاظ مُنْكَرَة ، فالقَدَر لا مشيئة له ، وإنما الذي يشاء هو الله . اهـ .
ومما قيدته في دروس شيخنا الشيخ د . ناصر العقل - حفظه الله - أنه قال في حُكم قول " شاءت الأقدار " : نِسْبة هذا القول أو إطلاقه ابتداء لا يجوز .
2 - قال شيخنا الشيخ د . ناصر العقل - حفظه الله - : الإقسام على الله لا يجوز ؛ لِمَا فيه من الـتّـألِّي على الله ، والحديث الوارد " لو أقسم على الله لأبرّه " إنما هو من باب الخبر ، ولكن مَنْ هُـم ؟ لا أحد يعلمهم إلا الله . اهـ .
يعني في واقع الناس ، والذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم : ألا أخبركم بأهل الجنة ؟ كل ضعيف متضعف ، لو أقسم على الله لأبره . رواه البخاري ومسلم .
وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً : رب أشعث مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبَرّه . رواه البخاري ومسلم .
ويُفرِّق بعض العلماء بين أن يُقسِم على الله ثقَة بالله ، وبين أن يُقسِم على الله عُجْبا أو إدلالاً بِعملِه .
3 - سُئل رسول الله : أي الناس خير ؟ قال : مَن طال عمره ، وحَسُن عمله . قيل : فأي الناس شر ؟ قال : مَن طال عمره ، وساء عمله . رواه الإمام أحمد .
قالت أم حبيبة رضي الله عنها : اللهم أمتعني بزوجي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وبأبي أبي سُفيان ، وبأخي معاوية . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : قد سألتِ الله لآجال مضروبة ، وأيام معدودة ، وأرزاق مقسومة ، لن يُعَجِّل شيئا قبل حِلّه ، أو يُؤخِّر شيئا عن حِلّه ، ولو كنتِ سألتِ الله أن يُعيذك من عذاب في النار، أو عذاب في القبر ؛ كان خيرا وأفضل . رواه مسلم .
وقد ذَكَر ابن القيم رحمه الله من الألفاظ المكروهة أن يقول : " أطال الله بقاءك " و " وأدام أيامك " و " عِشت ألف سنة " ونحو ذلك .
وسئل شيخنا العثيمين رحمه الله : عن عبارة " أدام الله أيامك" ؟
فأجاب بقوله : قول : " أدام الله أيامك " من الاعتداء في الدعاء ؛ لأن دوام الأيام مُحَال مُنَاف لقوله تعالى : (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَان (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ) ، وقوله تعالى : (وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَر مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ ) .
وسئل الشيخ رحمه الله : ما حكم قول: " أطال الله بقاءك " و " طال عمرك " ؟
فأجاب رحمه الله : لا ينبغي أن يطلق القول بطول البقاء ؛ لأن طول البقاء قد يكون خيرا ، وقد يكون شرا ، فإن شر الناس مَن طال عمره وساء عمله ، وعلى هذا فلو قال : أطال الله بقاءك على طاعته ونحوه ، فلا بأس بذلك . اهـ .
وفي مُعجم المناهي للشيخ بكر أبو زيد رحمه الله :
قال السفاريني : قال الخلاّل في الآداب : كراهية قوله في السلام : أبقاك الله . أخبرنا عبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل قال : رأيت أبي إذا دُعي له بالبقاء يكرهه . يقول : هذا شيء قد فُرِغ منه .
وذكر شيخ الإسلام - قدَّس الله روحه - : أنه يُكْره ذلك ، وأنه نص عليه أحمد وغيره من الأئمة . اهـ .
4 - سُئل شيخنا العثيمين رحمه الله عن قول بعض الناس إذا انتقم الله مِن الظالم :" الله ما يضرب بعصا " ؟
فأجاب رحمه الله بقوله : لا يجوز أن يقول الإنسان مثل هذا التعبير بالنسبة لله عز وجل ، ولكن له أن يقول : إن الله سبحانه وتعالى حَكَم لا يظلم أحدا ، وإنه ينتقم مِن الظالم ، وما أشبه هذه الكلمات التي جاءت بها النصوص الشرعية ، أما الكلمة التي أشار إليها السائل فلا أرى أنها جائزة . اهـ .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد