هل للشخص المساهِم في الوقف أجرٌ مثل أجر الميّت الذي بُني الوقف لأجله ؟
بتاريخ : 29-11-2015 الساعة : 08:25 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحسن الله إليكم فضيلة الشيخ
إحدى الأخوات تسأل تقول : إذا أقيم مشروع وقف لشخص ميّت ، وطُلِب مِن الناس المساهمة في الوقف ليكون أجره لهذا الشخص
فهل المتبّرع يكون له أجر الوقف كذلك ، أم هو خاص للميّت ، والمتبرّع له أجر الصدقة فقط ؟
شكر اله لكم فضيلة الشيخ ورضي الله عنكم ووسّع عليكم وأثابكم كل بِر وخيرٍ على ما تقدّم .
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
لدينا قاعدة عامة ، وضَعَها النبي صلى الله عليه وسلم ، وهي قوله عليه الصلاة والسلام : لِكُلّ امرئ مَا نَوى . رواه البخاري ومسلم . فَمَن نَوَى الصدقة ، فَلَه أجر الصدقة .
ومَن نوَى المساهَمة في الوَقف ، فيكون له أجر الوقف .
وفَضْل الله واسِع ، فلو اشترَك جماعة في عَمَل خير وسِعَهم الفَضل ، وشَمِلهم الأجر .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَن بَنَى مسجدا لله بَنَى الله له في الجنة مثله . رواه البخاري ومسلم .
وعند ابن ماجه من حديث جابر بن عبد الله , أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : مَن بَنى مسجدا لله كَمَفْحص قطاة أو أصغر ، بَنى الله له بيتا في الجنة . قال النووي : رواه ابن ماجه بإسناد صحيح .
قال ابن حجر : وحَمَل أكثر العلماء ذلك على المبالغة ؛ لأن المكان الذي تَفحص القطاة عنه لتضع فيه بيضها وترقد عليه لا يكفي مقداره للصلاة فيه ، ويؤيده رواية جابر هذه .
وقيل : بل هو على ظاهره ، والمعنى أن يَزيد في مسجد قَدْرا يُحتاج إليه تكون تلك الزيادة هذا القَدر ، أو يَشترك جماعة في بناء مسجد فَتَقَع حصة كل واحد منهم ذلك القَدر . اهـ .
ولأنه لولا توفيق الله لهؤلاء الذين اشتَرَكوا بالْمُسَاهَمَة ؛ لَمَا قام الوقف .