العودة   منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية فتاوى الإرشاد أقسام القـرآن والسنـة قسـم السنـة النبويـة
منوعات المجموعات مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع

راجية العفو
الصورة الرمزية راجية العفو

الهيئـة الإداريـة


رقم العضوية : 13
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : السعودية
المشاركات : 4,421
بمعدل : 0.85 يوميا

راجية العفو غير متواجد حالياً عرض البوم صور راجية العفو


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسـم السنـة النبويـة
افتراضي لماذا يُقرَن بين ( الإيمان بالله واليوم الآخِر ) في بعض الأحاديث النبوية ؟
قديم بتاريخ : 21-01-2015 الساعة : 03:28 PM


السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم

فضيلة الشيخ عبد الرحمن السحيم - وفقكم الله -
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في بعض الأحاديث يقول عليه الصلاة والسلام [ مَن كان يؤمِن بالله واليوم الآخِر .... ] ثمّ يذكر بعض الواجبات أو المنهيّات .
فلماذا هذا الاقتران بين الإيمان بالله واليوم الآخِر ؟

ووفقكم الله فضيلة الشيخ وأعلى الله مقامكم وأعانكم ووسّع الله عليكم بتوسيعكم على عباده المسلمين .




الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

لأن مَن آمَن بالله واليوم الآخر رجا الثواب وخاف مِن العِقاب ، كما جاء في التنزيل : (مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لآَتٍ) .
قال القرطبي في " المفهِم " : وقوله : " مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ، فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ ... " الحديثَ ، يعني : مَنْ كان يؤمنُ بالله الإيمانَ الكامل ، المُنْجِيَ مِنْ عذاب الله ، المُوصِلَ إلى رضوان الله ؛ لأنَّ مَنْ آمَنَ بالله تعالى حَقَّ إيمانه ، خاف وعيدَه رجاءَ ثوابَه ، ومَنْ آمنَ باليومِ الآخر ، استعدَّ له ، واجتهَدَ في فعل ما يدفَعُ به أهوالَهُ ومكارهه ، فيأتمرُ بما أُمِرَ به ، وينتهي عما نُهِيَ عنه ، ويتقرَّبُ إلى الله تعالى بِفِعْلِ ما يقرِّبُ إليه . اهـ .

ولأن تلك الخصال مِن خصال الإيمان .
قال ابن رجب : فقوله - صلى الله عليه وسلم - : " مَنْ كان يؤمِنُ باللهِ واليوم الآخر " فليفعل كذا وكذا ، يدلُّ على أنَّ هذه الخصال مِنْ خصال الإيمان ، وقد سبق أنَّ الأعمال تدخلُ في الإيمان ... وأعمال الإيمان تارة تتعلَّق بحقوق الله ، كأداءِ الواجبات وترك المحرَّمات ، ومِنْ ذلك قولُ الخير ، والصمتُ عن غيره .
وتارةً تتعلق بحقوق عبادِه ، كإكرامِ الضيف ، وإكرامِ الجارِ ، والكفِّ عن أذاه ، فهذه ثلاثة أشياء يؤمر بها المؤمن . اهـ .

ولأن مَن لا يرجو لقاء الله لا يفعل ما أُمِر به ، ولا ينتهي عما نُهي عنه ، فليس له رادِع ولا زاجِر ، كما قال الله عزّ وَجَلّ : (قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُوا يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ) .
وكما قال عزّ وَجَلّ : (وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ سَاعَةً مِنَ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ) .

ولأن مَن لا يرجو لقاء الله يُكذِّب رُسُل الله ، كما قال الله تبارك وتعالى : (وَقَالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلائِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَا لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيرًا) .

ولأن مَن لا يرجو لقاء الله يطمئن إلى الدنيا ويَرْكَن إليها ، ويغفل عما أُعِدّ له ، وعمّا ينتظره مِن جزاء وحساب ، فيظلِم الناس ، ويرتكب الفواحش والمنكرات ، كما قال الله جلّ جلاله : (إِنَّ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آَيَاتِنَا غَافِلُونَ (7) أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) .

وأما مَن كان يؤمِن بالله واليوم الآخِر فإنه يُراقِب الله عَزّ وَجَلّ في سِرّه وفي علانيته ، وفي التنزيل : (وَلا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِنْ كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآَخِرِ) .

ويأتَمِر بأمْر الله تبارك وتعالى ، وفي الطاعة والاحتكام : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً) .

وفي الحدود : (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآَخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) .
إلى غير ذلك مِن الآيات والأحاديث التي عُلِّق فيها العمل على الإيمان بالله واليوم الآخِر .

وليس معنى الأحاديث : مَن لا يؤمن بالله واليوم الآخر يفعل ما يشاء .

والله تعالى أعلم .


المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية



إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ما المقصود بالقلب في الأحاديث النبوية راجية العفو قسـم السنـة النبويـة 0 25-05-2016 11:35 PM
من الأحاديث النبوية أحاديث مصنفة على أنها من الأحاديث الضعيفة . ما معنى ذلك ؟ ناصرة السنة قسـم السنـة النبويـة 0 20-03-2010 07:47 PM
هل يصح هذا : لماذا خصص اللون الأخضر للقران الكريم ..!! *المتفائله* قسـم الأنترنـت 0 28-02-2010 11:17 AM
ما صحة ما جاء في موضوع ( لماذا المصحف باللون الأخضر) نسمات الفجر قسم القـرآن وعلـومه 0 24-02-2010 08:48 AM
كيف تُحسب الساعة في الأحاديث النبوية ؟ نسمات الفجر قسـم السنـة النبويـة 0 09-02-2010 09:07 AM


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 06:18 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى