العودة   منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية فتاوى الإرشاد قسـم المقـالات والـدروس والخُطب
منوعات المجموعات مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع

راجية العفو
الصورة الرمزية راجية العفو

الهيئـة الإداريـة


رقم العضوية : 13
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : السعودية
المشاركات : 4,421
بمعدل : 0.85 يوميا

راجية العفو غير متواجد حالياً عرض البوم صور راجية العفو


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسـم المقـالات والـدروس والخُطب
افتراضي دعوا الناس في غفلاتهم
قديم بتاريخ : 09-03-2010 الساعة : 01:00 AM

دعوا الناس في غفلاتهم
.

يحرص الإسلام على تأليف القلوب ، وعلى إضفاء طابَع المحبة ، وعلى التآخي والاجتماع ، وعلى إصلاح ذات البين .
كما حرص على حماية صَرح الأخوّة .

وفي المقابل حرص الإسلام على نَبْذ كل ما يَخدش الأخوّة ، وعلى إقصاء كل ما مِن شأنه إحداث الخلل والنِّـزاع والشقاق والشحناء والعداوة والبغضاء .
ولذا قال عليه الصلاة والسلام : دعُوا الناس فليُصب بعضهم من بعض ، فإذا استنصح رجل أخاه فلينصح له . رواه الإمام أحمد ، وعَلّقَه البخاري .
وفي رواية مُرْسَلة : دعوا الناس في غفلاتهم يرزق الله بعضهم من بعض ، وإذا استنصحك أخوك فانصح له .
ويشهد لها الحديث السابق وما في معناه .
ومما يشهد لعموم معناه قوله عليه الصلاة والسلام : دَعُوا الناس يَرزق الله بعضهم مِن بعض . رواه مسلم .

وجاء النهي عن أسباب ضعف هذه الأخوة ، وعن كلّ ما مِن شأنه إحداث النِّزاع والشقاق
، والشحناء والعداوة والبغضاء ، فَجَاء النهي عن كل ما مِن شأنه إحداث العداوة والبغضاء .

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)
أمّـا لِماذا ؟
فلأن هذه المذكورات تُسبب العداوات (إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ) .
وفي المقابل : الاجتماع على الطاعة تآلُف وتكاتف واجتماع (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا)
قال القرطبي : تأكيد للتحريم ، وتشديد في الوعيد ، وامتثال للأمر ، وكَفّ عن الْمَنْهِيّ عنه ، وحُسن عطف . اهـ .

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ، ولا يبع بعضكم على بيع بعض ، وكونوا عباد الله إخوانا ، المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره ، التقوى ههنا - ويشير إلى صدره ثلاث مرات - بِحَسب امرئ من الشر أن يَحقر أخاه المسلم ،كل المسلم على المسلم حرام : دَمه ومَاله وعِرضه . رواه مسلم .

وقال صلى الله عليه وسلم : لا تباغضوا ، ولا تقاطعوا ، ولا تدابروا ، ولا تحاسدوا ، وكونوا عباد الله إخوانا كما أمَرَكم الله ، ولا يَحلّ لمسلم أن يَهجر أخاه فوق ثلاثة أيام . رواه البخاري ومسلم .

لأن هذه الأشياء
الْمَنْهِيّ عنها مما يتنافى مع أخوة المؤمنين ، ومما يُولّد العداوة والبغضاء ، ويثير الأحقاد والإحَن ، ويكون سببا في الشحناء .
فهذه الأمور مِن شأنها أن تُضعف بنيان الأخوة القائم على الإيمان .
فجاء النهي عن التحاسد والتناجش والتباغض والتدابر والتقاطع والبيع على بيع بعض
وجاء النهي عن خِطبة الرجل على خِطبة أخيه
كل ذلك لمراعاة هذه الأخوة القائمة على الإيمان
( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ )

وجاء النهي عن التقاطع وعن فساد ذات البين
قال عليه الصلاة والسلام :دَبّ إليكم داء الأمم الحسد ، والبغضاء هي الحالقة لا أقول تَحلق الشعر ولكن تَحلق الدِّين ، والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ، ولا تؤمنوا حتى تحابوا ، أفلا أنبئكم بما يُثبت ذاكم لكم ؟ أفشوا السلام بينكم . رواه الإمام أحمد والترمذي
، وصححه الألباني والأرنؤوط .

وعند الترمذي مِن حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا : إياكم وسُوء ذات البين فإنها الحالِقة . قال الألباني : حسَن .

بل إن دخول الجنة مَرهون بالمحبة ، ففي حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تُسْلِموا ، ولا تُسْلِموا حتى تَحابّوا ، وأفشوا السلام تَحابّوا ، وإياكم والبُغْضَة ، فإنها هي الحالقة ، لا أقول لكم تحلق الشعر ، ولكن تَحْلِق الدِّين . رواه الإمام أحمد والبخاري في " الأدب المفْرَد " ، وقال الألباني : حسن لغيره ،
وصححهالأرنؤوط .

واحتُمِل في سبيل الْتِئام القلوب وإصلاح ذات البين ما لم يُحتمل في غيرها
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ليس الكَذّاب الذي يصلح بين الناس فينمي خيرا أو يقول خيرا . رواه البخاري ومسلم .
زاد مسلم : قال ابن شهاب : ولم أسمع يُرخَّص في شيء مما يقول الناس كذب إلا في ثلاث : الحرب ، والإصلاح بين الناس ، وحديث الرجل امرأته وحديث المرأة زوجها .

وإنما جاز الكذب في إصلاح ذات البين لما فيه من جمع الكلمة ووحدة الصف ، وائتلاف القلوب .

قال ابن عبد البر : وقد احتج بن عيينة في إباحة الكذب فيما ليس فيه مَضرّة على أحد إذا قُصِد به الخير .
وقال النووي في شرح الحديث السابق : معناه : ليس الكذاب المذموم الذي يُصلح بين الناس ، بل هذا مُحْسن .
وقال الشيخ السعدي : والصدق مصلحته خالصة ، والكذب بِضدّه ، ولهذا إذا ترتّب على أنواع الكذب مصلحة كبرى تزيد على مفسدته كالكذب في الحرب وفي الإصلاح بين الناس ، فقد رخّص النبي صلى الله عليه وسلم لرجحان مصلحته . اهـ .

بل إن جَمْع القلوب أفضل من نوافل الصلاة والصدقة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ألاّ أُخبركم بأفضل مِن درجة الصيام والصلاة والصدقة ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : إصلاح ذات البين ، وفساد ذات البين الحالقة . رواه أبو داود .

ولذا كان النبي صلى الله عليه وسلم أحرص الناس على جمع القلوب ، وعلى إصلاح ذات البين .
فعن سهل بن سعد رضي الله عنه أن أهل قباء اقتتلوا حتى تَرَاموا بالحجارة ، فأُخْبِر رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك ، فقال : اذهبوا بنا نُصْلِح بينهم . رواه البخاري .


بل إنه عليه الصلاة والسلام تأخّر عن صلاة الجماعة من أجل الإصلاح بين المتخاصِمِين .
روى البخاري ومسلم من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذهب إلى بني عمرو بن عوف ليُصلح بينهم ، فحانت الصلاة ، فجاء المؤذن إلى أبي بكر ، فقال : أتصلي للناس ، فأقيم ؟ قال : نعم ، فصلى أبو بكر ، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس في الصلاة ، فتخلّص حتى وقف في الصف ، فصفق الناس - وكان أبو بكر لا يلتفت في صلاته - فلما أكثر الناس التصفيق الْتَفَت فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأشار إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن امْكث مكانك ، فَرفع أبو بكر رضي الله عنه يديه ، فحمد الله على ما أمَره به رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك ، ثم استأخر أبو بكر حتى استوى في الصف ، وتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلّى . الحديث .

ولَمَّا تمّ نعيم أهل الجنة نَزَع الله ما في صدورهم من أسباب العداوة والبغضاء ثم أثبت لهم الأخوة فقال :
( وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ )

قال ابن القيم رحمه الله – وهو يَذكر أسباب انشراح الصدر - :
ومنها - بل من أعظمها - : إخراج دَغَل القلب مِن الصفات المذمومة التي تُوجِب ضِيقه وعذابه ، وتَحول بينه وبين حصول البُرء ، فإن الإنسان إذا أتى الأسباب التي تشرح صدره ، ولم يُخْرِج تلك الأوصاف المذمومة مِن قلبه لم يَحْـظَ مِن انشراح صدره بِطائل ، وغايته أن يكون له مادّتان تَعْتَوِرَان على قلبه ، وهو للمادة الغالبة عليه منهما . انتهى .

وهذا مع كونه يُريح صاحبه ويشرح صدره إلا أنه مما يُقيم صرح الأخوّة بين المؤمنين ..

جعلنا الله ممن قيل فيهم :

( وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ ) ..


وهنا :
هل يحاسب الله المرء على الحقد الذي يحمله في قلبه مُرْغَمًا تجاه مَن أسـاء إليه ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=9399

هل الكُرْه مَذموم شرعا ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=13016

هل المؤمن يكره أخاه المؤمن ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=4088


كتبه
عبد الرحمن بن عبد الله السحيم


إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كيف نطبق حديث "يا عائشة إن مِن شر الناس مَن تَركه الناس، أو وَدَعَه الناس، اتقاء فحشه" ؟ نسمات الفجر قسـم السنـة النبويـة 0 19-12-2014 02:11 AM
ما صحة حديث: "ألا أدلّكم على أكسل الناس ، وأسرق الناس ، وأبخل الناس ، وأجفى الناس" ؟ نسمات الفجر قسـم السنـة النبويـة 0 20-11-2013 06:57 PM
ما الفرق بين ( لايعلمهن كثير من الناس) وَ (لا يعلمهن أكثر الناس) ؟ راجية العفو قسـم السنـة النبويـة 0 24-12-2012 07:41 PM
ما حكم القسم برب الناس؟ راجية العفو قسـم العقـيدة والـتوحيد 0 16-02-2010 03:40 PM
حديث(من خالط الناس وصبر على أذاهم خير ممن لا يخالط الناس ......) ناصرة السنة قسـم السنـة النبويـة 0 16-02-2010 01:49 AM


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 09:18 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى