العودة   منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية فتاوى الإرشاد أقسام القـرآن والسنـة قسـم السنـة النبويـة
منوعات المجموعات مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع

محب السلف

الهيئـة الإداريـة


رقم العضوية : 2
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : سلطنة عمان
المشاركات : 2,125
بمعدل : 0.41 يوميا

محب السلف غير متواجد حالياً عرض البوم صور محب السلف


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسـم السنـة النبويـة
افتراضي أفصحيح أن يسهو النبي في إبلاغ الدين
قديم بتاريخ : 22-02-2010 الساعة : 10:57 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

أرسل الله تعالى رسوله (ص) ليبلغ رسالاته وهو يحفظه من شر الشياطين حتى يبلغ وحيه سالما كاملا . أفصحيح أن يسهو النبي (ص) في إبلاغ الدين ؟ وإنْ لا فلماذا غلب السهو عليه في صلاته ؟

أهذا يدل علي عدم عصمته أم غلب الله تعالى هذه الحالة عليه وهو مجبور في هذا الأمر ؟ هل هذا السهو منه يدل على أن النبي (ص) ليس عند صلاته وحضور القلب بين يدي الله ؟

جزاكم الله خيرا في الدارين .




الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

وجزاك الله خيراً

قد عَصَم الله نبيه عن أن يسهو في تبليغ رسالته ، أي أنه لا يَكون هناك خطأ في تبليغ ما أوحاه الله إليه . وهذا يختلف عن السهو في الصلاة . فالخطأ لا يُقَـرّ عليه ، والسهو لا يَدوم .

كما أن السهو يَدل على أمرين :

الأول : أن الله أجراه ليكون تشريعا للأمة . وهو لا يُخالِف العصمة في التبليغ ، إذ هو من تمام التبليغ ، لقوله صلى الله عليه وسلم : إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون ، فإذا نسيت فذكروني . رواه البخاري ومسلم .

فالذي عَصَمه هو الذي أنساه لأجل أن يكون هذا التشريع للأمة .

الثاني : يَدل على بشرية الأنبياء ، فهم بشر يَجري عليهم ما يَجري على البشر من سهو وغضب وغير ذلك ، ولذا قال الله عز وجلّ لِنبيِّـه صلى الله عليه وسلم : (قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلاَّ بَشَرًا رَسُولاً) .

وقال عن الأنبياء والرُّسُل : (وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلاَّ إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الأَسْوَاقِ) وفيه إشارة إلى أن طبيعة البشر تقتضي ذلك ، وان من أكل الطعام والشَّرَاب احتاج لما يحتاجه البشر ، من قضاء الحاجة ونحو ذلك .

ولذا فإن من الأنبياء مَن غضِب على قومه ، ومنهم من دعا عليهم ، إلى غير ذلك مما يَدل على أنهم لا يَخرجون عن الطبيعة البشرية ، إلا في العصة في التبليغ . وسهو النبي صلى الله عليه وسلم من تمام التبليغ .

كيف ؟

لو لم يقع له السهو ثم وقع لأمته من بعده فكيف يُجبر النقص ، وكيف تكون أحكام السهو في الصلاة ، لأن الناس يَجري عليهم السهو والخطأ ، فكيف يتصرّف الأئمة في حال السهو والنقص والزيادة ونحو ذلك ، لو لم يَكن فيه تشريع بهذا الخصوص ؟

وهنا إشارة إلى مسألة كثُـر فيها الكلام ، وهي مسألة عصمة الأنبياء من الخطأ ومن الصغائر . وهي مسألة خلافية ، والصحيح أنه يَجوز عليهم الخطأ في الاجتهاد إلا أنهم لا يُقرُّون عليه .

والأصوليون يُقرِّرون أنه عليه الصلاة والسلام يكون تارة بمنْزِلة الإمام الأعظم ، وتارة بمنْزِلة القاضي حينما يقضي بين الناس ، وتارة بمنْزلة الْمُفتِي ، وتارة بمنْزِلة الْمعلّم ، وتارة بمنْزِلة الإمام في الصلاة ، وتارة بمنْزِلة أصحابه ، فربما تكلّم في الأمر من أمور الدنيا ، وهذا لا يَدخله الوحي ولا تكون له فيه عِصمة ، كما قال للأنصار – أصحاب المزارع – فقد مَترّ بقوم يُلَقِّحُون فقال : لو لم تفعلوا لصلح . قال : فخرج شِيصاً ، فَمَرّ بهم فقال : ما لنخلكم ؟ قالوا : قلت : كذا وكذا . قال : أنتم أعلم بأمر دنياكم . رواه مسلم .

وفي رواية لمسلم من طريق موسى بن طلحة عن أبيه قال : مررت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوم على رؤوس النخل فقال : ما يصنع هؤلاء ؟ فقالوا : يُلقِّحونه ، يجعلون الذَّكَر في الأنثى فيلقح ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما أظن يغني ذلك شيئا . قال : فأخْبِرُوا بذلك ، فتركوه ، فأُخْبِر رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك فقال : إن كان ينفعهم ذلك فليصنعوه ، فإني إنما ظننت ظنا ، فلا تؤاخذوني بالظن ، ولكن إذا حدثتكم عن الله شيئا فخذوا به ، فإني لن اكذب على الله عز وجل .

وفي رواية ثالثة لمسلم عن رافع بن خديج : فقال : إنما أنا بشر ، إذا أمرتكم بشيء من دينكم فخذوا به ، وإذا أمرتكم بشيء من رأي فإنما أنا بشر . فالكلام في هذا لا يَدخله الوحي ، ولا مدخل للعصمة فيه .

قال الإمام النووي :
قال العلماء : قوله صلى الله عليه وسلم من رأيي أي في أمر الدنيا ومعايشها لا على التشريع ، فأما ما قاله باجتهاده صلى الله عليه وسلم ورآه شرعا يجب العمل به ، وليس أبار النخل من هذا النوع بل من النوع المذكور قبله .

وقال : قال العلماء : ولم يكن هذا القول خبرا وإنما كان ظنا كما بينه في هذه الروايات . قالوا : ورأيه صلى الله عليه وسلم في أمور المعايش وظنه كغيره ، فلا يمتنع وقوع مثل هذا ولا نقص في ذلك ، وسببه تعلق هممهم بالآخرة ومعارفها . اهـ .

كما أن السهو لا يَدل على عدم حضور القلب ، وإنما يدلّ على أن القلب قد ينشغل بما هو أهمّ ، كما قال عمر رضي الله عنه : إني لأجهز جيشي وأنا في الصلاة . رواه ابن أبي شيبة .

وقال الإمام البخاري : باب يفكر الرجل الشيء في الصلاة . وقال عمر رضي الله عنه : إني لأجهز جيشي وأنا في الصلاة . ثم ساق بإسناده : عن عقبة بن الحارث رضي الله عنه قال : صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم العصر فلما سلّم قام سريعا دخل على بعض نسائه ، ثم خرج ورأى ما في وجوه القوم من تعجّبهم لسرعته ، فقال : ذكرت وأنا في الصلاة تِبْراً عندنا فكرهت أن يمسي أو يبيت عندنا ، فأمَرْتُ بقسمته .

تنبيه :
كره أهل العلم الاقتصار على قول ( عليه السلام ) عند ذِكر اسم الرسول صلى الله عليه وسلم ، فكيف بالاقتصار على حرف ( ص ) ؟!

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد


إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ما حُـكم سبّ الدين ؟ راجية العفو قسـم العقـيدة والـتوحيد 0 21-05-2015 02:09 PM
ما صحة قصة الذي كان يُكثر من الصلاة على النبي ﷺ فرأى أن النبي ﷺ يقبّله ؟ نسمات الفجر إرشـاد القـصــص 0 24-12-2014 01:46 AM
سؤال عن طريقة لمن يسهو في عدد ركعات الصلاة بأن يثني أصابعه على حسب عدد الركعات راجية العفو إرشــاد الـصــلاة 0 10-11-2013 11:47 PM
ما حكم قول الأطفال عند اللعب:عمي علاء الدين جاء بكتاب الدين من فلسطين، تدوم أيامك،منور/ـه؟ ناصرة السنة قسـم الفتـاوى العامـة 0 06-10-2012 01:40 AM
هل يجب إبلاغ المسروق بالسارِق بعد أن أُعيد المال إليه ؟ راجية العفو قسـم الفتـاوى العامـة 0 02-10-2012 11:21 PM


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 12:30 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى