[راجية العفو]

قال الرسول صلي الله عليه وسلم " سألت ربي عزَّ وجلَّ ثلاث خصال، فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة، سألت ربي أن لا يهلكنا بما أهلك به الأمم فأعطانيها، فسألت ربي عزَّ وجلَّ أن لا يظهر علينا عدواً من غيرنا فأعطانيها، فسألت ربي أن لا يلبسنا شيعاً فمنعنيها" ... رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح، والنسائي واللفظ له، ورواه مسلم من حديث ثوبان رضي الله عنه ....

سيدي شيخنا الجليل بارك الله فيك وفي علمك ولكن أريد أن أعرف إن كان الله تعالى قد كتب على هذه الأمة أن تتفرق وتتشيع كما في الحديث الشريف وأن هذا أمرا مقدرا على أمة الإسلام فهل من الخطأ أن ندعو ونحن نصلي أن " يجمع الله شملنا وأن يقرب بيننا وأن يؤلف بين قلوبنا " طالما أن هذا الدعاء لن يكون له تأثير لسابق علمنا أن التفرق والتشيع مكتوب علينا ..
وجزاك الله تعالى خيرا ..




الجواب:

وجزاك الله خيرا ، وبارك الله فيك .

لا تنافي بين الأمرين ؛ فإن تَفَرُّق الأمة – وإن كان مُقَدَّرًا – فإنه يُشرع الدعاء باجتماعها ، وذلك لأنه لا يَرُدّ القَضاء إلاّ الدعاء ، كما قال عليه الصلاة والسلام .
والدعاء وإن لم يُذْهِب الشتات والفُرقة ، فعلى الأقل أن يُخفّف ، أو يكون الاجتماع في زمن دون آخر ، أو في مكان دون آخر .

وهذا مثل ما يكون مما يُصاب به الإنسان مِن مرض أو مُصاب ، فإنه يُشرع له الدعاء مِن أجل رفع البلاء ودفع المصائب ، ويُشرع له فِعْل ما يُزيل الداء ، وإن كان ما أُصيب به مُقدَّر مكتوب .

والله تعالى أعلم .




المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد