عبد الرحمن السحيم

رحمه الله وغفر الله له


رقم العضوية : 5
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : في دار الممر .. إذْ لا مقرّ !
المشاركات : 3,574
بمعدل : 0.69 يوميا

عبد الرحمن السحيم غير متواجد حالياً عرض البوم صور عبد الرحمن السحيم


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسـم الفقه العـام
افتراضي إذا دخل أحدنا المسجد فهل يُسلّم على مَن بالمسجد أم يؤخّر السلام بعد أداء تحية المسجد ؟
قديم بتاريخ : 15-10-2016 الساعة : 02:59 PM

السلام عليكم شيخنا
السلام صفه حميدة عندنا باليمن ويكثرون السلام في البيوت والطرقات والمصافَحة
وأنا هنا والشباب نسلم اذا دخلنا المسجد أو غيره
الليله أحد المشايخ عرض مسالة في الدرس ألا وهي : أن الرجل يدخل يصلي السنة تحية المسجد ثم يسلم فتحية المسجد مقدّمه على السلام
قلنا له بنسأل أحد المشايخ
الأستاذ ... أيّد ذلك وأن هذا إزعاج كما يقول .
قلت أنا : ما هو الاشكال ؟ يسلم ويصلي وإذا رد واحد يكفي
قال علينا أن نتمسك بالسنة أي نترك السلام ونصلي تحية المسجد
فالأستاذ والشيخ لا يسلمون اذا دخلوا المسجد خاصة وغيره بعض الأوقات
أنا عذرتهم قلت : يمكن عادة عندهم ..
لكن اليوم زعلت قلت لازم أعرف ما هو الصحيح مع أنه السلام في وقت الصلاة وأثنا الخطبة ما فيه سلام وهذا معروف إلا من كان جاهل
فالسؤال : هل في شي في السلام اذا دخل أحد المسجد وسلّم على مَن بالمسجد أم يترك السلام ويدخل يُصلي تحية المسجد ثم يُسلِّم ؟
افيدونا جزاكم الله خير .



الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .

جاء الحثّ على السلام عند الالتقاء وعند الانصراف ، وهذا عام في كل التقاء وانصراف .
ففي حديث أبي هريرة أن رجلا مَرّ على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في مجلس ، فقال : السلام عليكم . فقال : عشر حسنات . فَمَرّ رجل آخر فقال : السلام عليكم ورحمة الله . فقال : عشرون حسنة . فَمَرّ رجل آخر فقال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . فقال : ثلاثون حسنة . فقام رجل من المجلس ولم يُسَلِّم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما أوشك ما نَسِي صاحبكم ! إذا جاء أحدكم المجلس فليُسَلِّم ، فإن بَدَا له أن يجلس فليجلس ، وإذا قام فليسلم ، ما الأولى بأحقّ مِن الآخرة . روى البخاري في " الأدب المفرد " . وصححه الألباني .
ورواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي في الكبرى بِلَفْظ : إذا انتهى أحدكم إلى المجلس فَلْيُسَلِّم ، فإذا أراد أن يقوم فَلْيُسَلِّم ، فليست الأولى بأحق مِن الآخرة .

ومِن مواضع السلام :
عند دُخول المسجد
وعند الالتقاء ، وعند تجدَّد اللقاء
وعند المرور على المسلمين
وعند الدخول على القوم
وعند الخروج من المجلس
وعند دُخول البيت

ففي حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال : خَرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قباء يُصلي فيه . قال : فجاءته الأنصار ، فَسَلَّمُوا عليه وهو يُصَلِّي . قال : فقلت لبلال : كيف رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يَرُدّ عليهم حين كانوا يُسَلِّمُون عليه وهو يُصلي ؟ قال : يقول هكذا ، وبَسَط كَفَّه . رواه أبو داود والترمذي ، وصححه الألباني والأرنؤوط .
وفي رواية لأبي داود مِن طريق جعفر بن عَون قال : حدثنا هشامُ بن سعدٍ قال : حدثنا نافع قال : سمعت عبد الله بن عمر يقول : خرج رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إلى قُباءٍ يُصلّي فيه ، قال : فجاءته الأنصارُ ، فسلَّموا عليه وهو يُصلي ، قال : فقلتُ لبلال : كيف رأيتَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يردُّ عليهم حين كانوا يُسلّمون عليه وهو يُصلّي ؟ قال : يقول هكذا . وبسطَ جعفرُ بن عون كفَّه وجَعلَ بطنَه أسفَلَ ، وظهرَه إلى فوق .
يعني صِفَة وضْع كفِّه وهو يردّ عليه السلام .

وفي حديث صهيب رضي الله عنه أنه قال : مَرَرْتُ بِرَسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يُصلي فَسَلَّمْتُ عليه ، فَرَدّ إشارة . رواه أبو داود والترمذي والنسائي ، وصححه الألباني والأرنؤوط .

فالْمُصلِّي يردّ بالإشارة ، ولا يتكلِّم لأن في الصلاة شُغلا .
ففي الصحيحين مِن طريق إبراهيم عن علقمة عن عبد الله رضي الله عنه قال : كُنّا نُسلِّم على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ، فيَردّ علينا ، فلما رجعنا من عند النجاشي سَلّمنا عليه فلم يَردّ علينا ، فقلنا : يا رسول الله إنا كُنّا نُسلِّم عليك فتَردّ علينا ؟ قال : إن في الصلاة شغلا
فقلت لإبراهيم : كيف تصنع أنت ؟ قال : أرُدّ في نفسي .

والمقصود : أنه لا يَردّ بالقَول ، وإنما يردّ بالإشارة ، كما تقدّم في الأحاديث ، ولذا بوّب الإمام البخاري على حديث ابن مسعود : باب ما ينهى عنه من الكلام في الصلاة .

وفي صحيح مسلم مِن حديث جَابِر رضي الله عنه أَنَّهُ قَال : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَنِي لِحَاجَة ، ثُمَّ أَدْرَكْتُهُ وَهُوَ يَسِيرُ . فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ ، فَأَشَارَ إِلَيَّ ، فَلَمَّا فَرَغَ دَعَانِي فَقَالَ : إِنَّكَ سَلَّمْتَ آنِفًا وَأَنَا أُصَلِّي . وَهُوَ مُوَجِّهٌ حِينَئِذ قِبَلَ الْمَشْرِقِ .

قال الباجي : السَّلامُ عَلَى الْمُصَلِّي جَائِزٌ ، وَالأَصْلُ فِي ذَلِكَ مَا رُوِيَ عَنْ جَابِر قَالَ : بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِحَاجَتِهِ ، ثُمَّ أَدْرَكْته وَهُوَ يُصَلِّي فَسَلَّمْت عَلَيْهِ ، فَأَشَارَ إلَيَّ ، فَلَمَّا فَرَغَ دَعَانِي فَقَالَ : إنَّك سَلَّمْت عَلَيَّ آنِفًا وَأَنَا أُصَلِّي . فَوَجْهُ الدَّلِيلِ مِنْهُ أَنَّهُ سَلَّمَ عَلَيْهِ فِي الصَّلاةِ فَلَمْ يُنْكِرْ عَلَيْهِ ، وَإِنَّمَا أَظْهَرَ الْمَانِعَ لَهُ مِنْ رَدِّ السَّلامِ عَلَيْهِ نُطْقًا . اهـ .

وروى الإمام مالك عَنْ نَافِع أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ مَـرَّ عَلَى رَجُل وَهُوَ يُصَلِّي فَسَلَّمَ عَلَيْهِ فَرَدَّ الرَّجُلُ كَلامًا ، فَرَجَعَ إِلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ فَقَالَ لَهُ : إِذَا سُلِّمَ عَلَى أَحَدِكُمْ وَهُوَ يُصَلِّي فَلا يَتَكَلَّمْ وَلْيُشِرْ بِيَدِهِ .

قال الباجي : وَلا يَرُدُّ بِالْكَلامِ ؛ لأَنَّ الْكَلامَ مَمْنُوعٌ مِنْهُ فِي الصَّلاةِ . اهـ .

ولو ردّ السلام نُطقا عالِمًا عامِدا ، فقد أفسد صلاته .
قال ابن عبد البر : ولم يَختلف الفقهاء أن مَن ردّ السلام وهو يصلي كلاما مَفهوما مَسمُوعا أنه قد أفسَد صلاته . وهذا قول مالك وأبي حنيفة والشافعي وأصحابهم وأحمد وإسحاق وجمهور أهل العلم ..
فَمَن تكلَّم فقد أفسَد على نفسه صلاته . اهـ .

ويُشْرَع للإنسان أن يُسلِّم على نفسه وعلى عِباد الله الصالحين حتى ولو دَخل المسجد أو بَيتًا ليس فيه أحد .
قال تعالى : (فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً) .
قال ابن عباس رضي الله عنهما : (فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ) : هي المساجد ، يقول : السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين .
وروى عبد الرزاق مِن طريق عمرو بن دينار أن ابن عباس كان إذا دخل المسجد قال : السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين .
وقال مجاهد : إذا دَخَلْتَ المسجد فَقُل : السلام على رسول الله . وإذا دَخَلْتَ على أهلك فسلِّمْ عليهم ، وإذا دَخَلْتَ بيتًا ليس فيه أحد فقل : السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين .

وكان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما إذا دخل بيتا ليس فيه أحد ، قال : السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين .

وفي قوله تعالى : (فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ) أقوال أخرى ذَكَرها ابن جرير الطبري رحمه الله في تفسيره .

ولو سلَّم بعد أداء تحية المسجد ، فلا بأس ، خاصة إذا كان المسجد كبيرا ، أو صلّى تحية المسجد قبل أن يَصِل إلى الناس .
ففي حديث المسيء صلاته : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ الْمَسْجِدَ ، فَدَخَلَ رَجُلٌ فَصَلَّى ، ثُمَّ جَاءَ فَسَلَّمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَرَدَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السَّلامَ . رواه البخاري ومسلم .

ويُشرَع السلام عند كل الْتِقاء ولو بعد افتراق يسير !
ففي حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : إذا لَقِي أحدكم أخاه فَلْيُسَلِّم عليه ، فإن حَالت بينهما شجرة أو جِدار أو حَجَر ثم لَقِيه فَلْيُسَلِّم عليه أيضا . رواه أبو داود . وصححه الألباني .
وعند البخاري في " الأدب المفرد " من طريق ثابت البناني عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يكونون مجتمعين فتستقبلهم الشجرة ، فتنطلق طائفة منهم عن يَمينها وطائفة عن شِمالها ، فإذا الْتَقَوا سَلَّم بعضهم على بعض .

ويُشرَع السلام عند دخول البيت :
قال عليه الصلاة والسلام لأنس بن مالك : يا بُنيّ إذا دَخَلْتَ على أهلك فَسَلِّم يكون بركة عليك وعلى أهل بيتك . رواه الترمذي ، وقال : هذا حديث حسن غريب .
ويشهد له ما بعده :
قال جابر بن عبد الله رضي الله عنهما : إذا دخلتَ على أهلك فسَلِّمْ عليهم تحية من عند الله مباركة طيبة . رواه البخاري في " الأدب الْمُفْرَد " ، وصححه الألباني .

ويُشرَع السلام عند المرور على المسلمين ، أو على مجلس فيه خليط مِن المسلمين وغير المسلمين .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يُسَلِّم الصغير على الكبير ، والْمَارّ على القاعد ، والقليل على الكثير . رواه البخاري .
وقال : يُسَلِّم الراكب على الماشي ، والماشي على القاعد ، والقليل على الكثير . رواه البخاري .

قال الإمام البخاري : باب التسليم في مجلس فيه أخلاط مِن المسلمين والمشركين
ثم رَوى بإسناده إلى أسامة بن زيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم رَكِب حمارا عليه إكَاف تحته قطيفة فَدَكِيّة وأردف وراءه أسامة بن زيد ، وهو يَعُود سعد بن عبادة في بني الحارث بن الخزرج ، وذلك قبل وقعة بدر حتى مَرّ في مجلس فيه أخلاط مِن المسلمين والمشركين عَبَدة الأوثان واليهود ، وفيهم عبد الله بن أبي ابن سلول ، وفي المجلس عبد الله بن رواحة ، فلما غَشِيَت المجلس عجَاجَة الدابة خَمّر عبد الله بن أبي أنفه بِرِدائه ، ثم قال : لا تُغَبِّرُوا علينا ! فَسَلَّم عليهم النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم وَقَف فَنَزَل فَدَعاهم إلى الله ، وقرأ عليهم القرآن .
والحديث رواه مسلم أيضا .

ويجوز أن يُسلِّم الماشي على الراكب .
روى البخاري في " الأدب الْمُفرَد " مِن طريق حصين عن الشعبي ، أنه لَقِي فارِسًا فبدأه بالسلام ، فقلت : تبدأُه بالسلام ؟ قال : رأيت شُريحا ماشِيًا يَبدأ بالسلام . وصححه الألباني .

ومِن أدب السلام : أن لا يُرفَع به الصوت في حال وُجود مَن يتأذّى بِرَفع الصوت .
قال المقداد رضي الله عنه عن مَجيء النبي صلى الله عليه وسلم ليلا إلى أصحابه : فيجيء من الليل فيسلم تسليما لا يُوقظ نائما ويُسمع اليقظان . رواه مسلم .

* لفتة :
المصافَحة أصلها يمانية !
في حديث أنس رضي الله عنه قال : لَمّا أقبل أهل اليمن ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قد جاءكم أهل اليمن هُم أرقّ منكم قلوبا " قال أنس : وهُم أول مَن جاء بالمصافحة . رواه الإمام أحمد والبخاري في " الأدب الْمُفْرَد " وأبو داود ، وصححه الألباني والأرنؤوط .

وسبق الجواب عن :
ما حكم الإشارة والنحنحة في الصلاة ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=7032

ما حُكم مصافحة المرأة للرجال الأجانب ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=4817

والله تعالى أعلم .

إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الحديث الـ 114 في تحية المسجد راجية العفو شرح أحاديث عمدة الأحكام 0 23-03-2010 01:25 AM
هل ورد نص خاص بتسمية (تحية المسجد ؟) محب السلف إرشــاد الـصــلاة 0 13-03-2010 09:31 PM
حول تحية المسجد عبق إرشــاد الـصــلاة 0 09-03-2010 06:26 PM
تحية المسجد في وقت النهي محب السلف إرشــاد الـصــلاة 0 06-03-2010 09:41 PM
لشدة الزحام لم يتمكن من أداء تحية المسجد فماذا عليه؟ راجية العفو إرشــاد الـصــلاة 0 18-02-2010 05:18 PM

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 03:12 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى