راجية العفو
الصورة الرمزية راجية العفو

الهيئـة الإداريـة


رقم العضوية : 13
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : السعودية
المشاركات : 4,421
بمعدل : 0.86 يوميا

راجية العفو غير متواجد حالياً عرض البوم صور راجية العفو


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسم أراشيف الفتاوى المكررة
افتراضي ما معنى الله يلعن جدفك ؟
قديم بتاريخ : 14-02-2015 الساعة : 09:25 PM


السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته


دآيمـآ مانســمع هذي الكـلمة.



((.. الله يلعن جدفك.)) والعيـآذ بالله

قيل إن معنى الجدف هو القبر


وقيل الوالدين

فما المعنى الصحيح لها ؟


بارك الله فيك

وجزاك الله خيرا .



الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا ، وبارك الله فيك .

يُقال للقبر : جدث ، وجدَف .
قال ابن منظور : الْجَدَثُ القَبْر ... وقد قالوا : جَدَف ، فالفاء بَدَل مِن الثاء . اهـ .

وعلى الإنسان أن لا يُعوِّد نفسه على اللعن ، فقد روى الإمام مسلم عن زيد بن أسلم أن عبد الملك بن مروان بعث إلى أم الدرداء بأنجاد من عنده ، فلما أن كان ذات ليلة قام عبد الملك من الليل فدعا خادمه فكأنه أبطأ عليه فَلَعَنَه ، فلما أصبح قالت له أم الدرداء : سمعتك الليلة لَعَنْتَ خادمك حين دعوته سمعت أبا الدرداء يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا يكون اللعانون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة .
والأنجاد : هو متاعُ البيت الذي يزيّنُه .

فاللعَّانون لا يكونون شفعاء يوم القيامة ، فلا يشفعون لِقريب لهم ، ولا لِبعيد من المؤمنين .

ولا يكونون شهداء ، فلا يُستشهدون في مواقف الآخرة حينما يشهد المؤمنون لأنبيائهم بالبلاغ ، كما قال الله عزَّ وَجَلّ : (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ) ، وقال تعالى : (لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ) .
فهذه الأمة تَشْهَد على الأمم ، واللعان لا يُستشْهَد في ذلك الموقف العظيم .
فإن قال قائل : وما ذا يضيره أن لا يكون شهيدا ؟
فالجواب عنه : أن الشهادة على الأمم موطن تكريم لهذه الأمة ، ومَن تُردّ شهادته لا يكون مِن أهل التكريم .

قال النووي : قوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّهُمْ لا يَكُونُونَ شُفَعَاءَ وَلا شُهَدَاءَ " مَعْنَاهُ : لا يَشْفَعُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِينَ يُشَفَّعُ الْمُؤْمِنُونَ فِي إِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ اسْتَوْجَبُوا النَّارَ .
" ولا شُهَدَاءَ " فِيهِ ثَلاثَةُ أَقْوَالٍ أَصَحُّهَا وَأَشْهَرُهَا : لا يَكُونُونَ شُهَدَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى الأُمَمِ بِتَبْلِيغِ رُسُلِهِمْ إِلَيْهِمُ الرِّسَالاتِ . وَالثَّانِي : لا يَكُونُونَ شُهَدَاءَ فِي الدُّنْيَا ، أَيْ : لا تُقْبَلُ شَهَادَتُهِمْ لِفِسْقِهِمْ . وَالثَّالِثُ : لا يُرْزَقُونَ الشَّهَادَةَ وَهِيَ الْقَتْلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ . اهـ .

وقال صلى الله عليه وسلم : لا يَنْبَغِي لِصِدِّيقٍ أَنْ يَكُونَ لَعَّانًا ، وَلا يَكُونَ اللَّعَّانُونَ شُهَدَاءَ وَلا شُفَعَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ . رواه مسلم .
قال النووي : فِيهِ الزَّجْرِ عَنِ اللَّعْنِ وَأَنَّ مَنْ تَخَلَّقَ بِهِ لا يَكُونُ فِيهِ هَذِهِ الصِّفَاتِ الْجَمِيلَةِ ؛ لأَنَّ اللَّعْنَةَ فِي الدُّعَاءِ يُرَادُ بِهَا الإِبْعَادُ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ تَعَالَى ، وَلَيْسَ الدُّعَاءُ بِهَذَا مِنْ أَخْلاقِ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ وَصَفَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى بِالرَّحْمَةِ بَيْنَهُمْ وَالتَّعَاوُنِ عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى ، وَجَعَلَهُمْ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا وَكَالْجَسَدِ الْوَاحِدِ ، وَأَنَّ الْمُؤْمِنَ يُحِبُّ لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ ؛ فَمَنْ دَعَا عَلَى أَخِيهِ الْمُسْلِمِ بِاللَّعْنَةِ - وَهِيَ الإِبْعَادُ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ تَعَالَى - فَهُوَ مِنْ نِهَايَةِ الْمُقَاطَعَةِ وَالتَّدَابُرِ . اهـ .
وقال ابن القيم : قول النبي صلى الله عليه وسلم : " لا يكون اللعانون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة " ؛ لأن اللعن إساءة بل مِن أبلغ الإساءة ، والشفاعة إحسان ، فالمسيء في هذه الدار باللعن سَلَبَه الله الإحسان في الأخرى بالشفاعة ، فإنّ الإنسان إنما يَحصد ما يَزرع ، والإساءة مانِعة مِن الشفاعة التي هي إحسان .
وأما منع اللعن مِن الشهادة ، فإن اللعن عداوة ، وهي مُنافية للشهادة ، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم سيد الشفعاء ، وشفيع الخلائق ، لكمال إحسانه ورأفته ورحمته بهم . اهـ .


وروى الإمام مسلم عن أبي هريرة قال : قيل يا رسول الله ادْعُ على المشركين . قال : إني لم أُبْعَث لَعّانًا ، وإنما بُعِثْت رَحْمَة .

وأراد ابن عمر رضي الله عنهما أن يَلعنَ خادما ، فقال : اللهم الع ، فلم يُتِمّها ، وقال : إنها كلمةٌ ما أُحّب أن أقولها .

وما ذلك إلاّ لأن اللعنة ترجِع على صاحبها إذا لم يكن مَن لُعِن مُستَحِقًّا لها .
ففي حديث أبي الدرداء رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إن العبد إذا لَعن شيئا صعدت اللعنة إلى السماء ، فتُغلق أبواب السماء دونها ، ثم تهبط إلى الأرض فتغلق أبوابها دونها ، ثم تأخذ يمينا وشمالا ، فإذا لم تجد مَساغًا رَجَعت إلى الذي لُعن ، فإن كان لذلك أهلاً وإلاَّ رَجَعت إلى قائلها . رواه أبو داود ، وحسّنه الألباني .

ولعن المؤمن عظيم ، ولذلك قال عليه الصلاة والسلام : مَنْ لَعَنَ مُؤْمِنًا فَهُوَ كَقَتْلِهِ ، وَمَنْ قَذَفَ مُؤْمِنًا بِكُفْرٍ فَهُوَ كَقَتْلِهِ . رواه البخاري ومسلم .
قال النووي : قِيل: مَعْنَى لَعْنَ الْمُؤْمِنِ كَقَتْلِهِ فِي الإِثْمِ ، وَهَذَا أَظْهَرُ . اهـ .



ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن سبّ الريح .
ففي حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن رجلا لعن الريح عند النبي صلى الله عليه و سلم ، فقال : لا تلعن الريح ، فإنها مأمورة ، وإنه مَن لعن شيئا ليس له بأهل رَجَعَت اللعنة عليه . رواه أبو داود والترمذي ، وصححه الألباني .

بل نَهى النبي صلى الله عليه وسلم عن لعن الدواب .
ففي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم سَمِع رجلاً لَعَن بعيره ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من هذا اللاعن بعيره ؟ قال : أنا يا رسول الله . قال : انْزِل عنه ، فلا تصحبنا بملعون ، لا تدعوا على أنفسكم ، ولا تدعوا على أولادكم ، ولا تدعوا على أموالكم ، لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيَستجيب لكم .

وفي حديث زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه قال : لعن رُجل دِيكًا صاح عند النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لا تلعنه فإنه يدعو إلى الصلاة . رواه الإمام أحمد . وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : رجاله ثقات رجال الشيخين ، وقد اخْتُلف في وَصْله وإرساله ، فصحح أبو حاتم والبزار وأبو نعيم وَصْله ، وقال الدارقطني : المرسل أشبه بالصواب . اهـ .

والسبّ والشتم راجِع إلى صاحبه !

ففي الصحيحين من حديث أبي ذرّ رضي الله عنه أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : مَنْ دَعَا رَجُلاً بِالْكُفْرِ، أَوْ قَالَ: عَدُوُّ اللهِ وَلَيْسَ كَذَلِكَ إِلاَّ حَارَ عَلَيْهِ .

فربما كان شقاء الإنسان بسبب لسانه ، وما يصدر عنه مِن اقوال وسبّ وشتم ولعن .

والله تعالى أعلم .


المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية



إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ما معنى قولهم : لا يجوز التحكم على الله راجية العفو قسم القـرآن وعلـومه 0 04-04-2015 08:14 PM
ما معنى عبارة (الله يلعن جدفك) ؟ نسمات الفجر قسـم المحرمـات والمنهيات 0 21-11-2012 04:58 PM
ما معنى حسبي الله ونعم الوكيل ؟ *المتفائله* إرشـاد الأذكـار 0 02-03-2010 10:21 PM
ما معنى : إن الله خلق أدم على صورته ؟ محب السلف قسـم العقـيدة والـتوحيد 0 19-02-2010 09:51 PM
قال الله يلعن والديني لو فعلت كذا ، فهل يلزمه كفّارة يمين ؟ عبق قسم الأسرة المسلمة 0 15-02-2010 04:40 PM

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 02:26 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى