[راجية العفو]

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيراً وبارك الله فيكم يا شيخنآ الكريم
يا شيخ أحدى الأخوات تسأل وتقول:
أنـا لا أكـل كل انواع اللحوم كالدجـاج و اللحم و السمك .... إلخ.
ولا أستطيـع أكلها و لا استطيـع رؤيـة النـاس و هيا تأكلها ..
و إن احضروا مثل هذه الاشياء بالقرب مني أبدأ بالبكـاء ..!! لاني لا أستطيع رؤيتها..
عندمـا نتجمع لنأكل و هم يبدأون بأكل اللحم اذهب لغرفة اخرى و أكل وحدي لأني لا أستطيع البقاء ..
البعض يقول لي انه حرام ف إنـني افعل كما يفعل البوذا لأنهم لا يأكلون اللحوم ..
ولكـنني لا اقصد اني اعبدهم او احرم اكل مثل هذه الاشياء ولكنني لاأستطيع أكلها او رؤيتـها..
عندما بقصدون ان يمازحونني يحضرون لي دجاجه مثلجه و يروني اياها أبدأ بالبكـاء بشكل هستيري
وعندنا اظن بأن ماأفعله حرام أبدأ بالبكـاء ثانيـا.. لا اريد ان افعل شيئا حرام ولكـني لا استطيع تغير هذا الطبع..!
أردت ان اعرف ان كان ما افعله حرام؟، أما افلعه يعتبر تشبيه للبوذا و الديانات الاخرى؟؟، ام انه امر عادي وليس بحرام..؟؟
هذا وسدد الله خطآكم
في حفظ الرحمن ووداعته


الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

قد تكون تلك الأخت مريضة نفسيا ، أو يكون كُره أكل اللحوم بأنواعها نتيجة موقف في صِغرها ، أو غير ذلك .

ولا إثم عليها في ذلك ؛ لأنه شيء لا تملكه ولا تتصنّع ردّة الفِعل .
وليس فيه تشبّه بالكفار الذين لا يأكلون اللحوم ؛ لأن الأمور بِمقاصدها ، وهي لا تفعله طوعا واختيارا .

وهي لم تُحرِّم ما احلّ الله ، ولكن نفسها تعافه وتكرهه .
وقد قُدِّم الضبّ على مائدة النبي صلى الله عليه وسلم فَأَهْوَى إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ ، فَقَالَ بَعْضُ النِّسْوَةِ : أَخْبِرُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَا يُرِيدُ أَنْ يَأْكُلَ ، فَقَالُوا : هُوَ ضَبٌّ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَرَفَعَ يَدَهُ . قال ابن عباس : فَقُلْتُ أَحَرَامٌ هُوَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ فَقَالَ : لا ، وَلَكِنْ لَمْ يَكُنْ بِأَرْضِ قَوْمِي ، فَأَجِدُنِي أَعَافُهُ . قَالَ خَالِد بن الوليد : فَاجْتَرَرْتُهُ فَأَكَلْتُهُ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْظُرُ . رواه البخاري ومسلم .


والله تعالى أعلم .



المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد