[ناصرة السنة]

السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤالي يا شيخ الله يحفظك
أنا فتاة من عائلة معروفه جدًا، طوال عمري ملتزمة وخلوقة بشهادة الجميع ، تعرفت على شاب على أساس الزواج فقط. يعني أساس المعرفة كان زواج وليس حب ولعب وتسلية ومعصية رب العالمين والعياذ بالله .
طبعاً هذا الرجل كان مطلق وعنده ولد ويوم عرفته كان مطلق له قرابة 6 أو 7 شهور منفصل عن زوجته ومطلقها طلاق نهائي لا رجعة فيه حتى مصكك لها بالطلاق .
اللي صار أن خطيبي فاتح أمه برغبته بالزواج وعلمها بأنني لست من نفس المنطقة اعترضت شوي بحكم إنها ما تعرفني وبحكم إني من منطقة ثانية بس في الآخر وافقت وفرحت ويوم قررت تجي معه عندنا قام أخوه الكبير وزعل وقال لأمه لا تروحي. أنا كلمت أبو طليقة فلان وقال موافقين يرجعوها له ، وبدأت من هنا المشاكل ، علماً بأن خطيبي ما يبغى يرجع طليقته وما يبغاها من قبل زواجه بها ، تزوجها بس عشان يرضي أمه ، لأن أمه في يوم من الأيام قالت له تحلمت أن أبوك جاني في المنام وقال زوجي ولدي فلان على بنت فلان لأن أبوه متوفى ، فأقنعت الأم ولدها إنه يتزوجها فتزوجها عشان يرضي أمه وعشان حلمها
وأخوه الكبير يبغى يقهر خطيبي ويمسكه من اليد اللي تعوره لأنه أخوه من أبوه وبينهم مشاكل على الورث اللي تركه الوالد رحمة الله عليه لهم والأم هذي تصير أم خطيبي الحقيقية ، بس مربية الأخ الكبير لأن الأخ الكبير أمه توفت وهو صغير .
قامت الأم اقتنعت بكلام الأخ الكبير وما صدقت إن طليقته بترجع علماً بأن طليقته عندها 3 طلقات وأجاز بعض الشيوخ رجعتها بحكم إن الطلقة الأخيرة كانت في وقت غضب ، لكن خطيبي مصمم ما يرجعها وإلى الآن ما راح يرجعها مهما صار .
بعدها اشتد الخصام بين الأخوين عشان هذا الموضوع خطيبي متمسك برأيه ويبغاني أنا ، وأخوه مصمم يرجعه لطليقته بالقوة ويوم شاف الأخ الكبير أن أخوه متمسك فيني راح للأم وصار يحرضها على خطيبي ويعبي راسها وهي مسكينة حرمة كبيرة في السن وتقتنع بكلام الكبير ، رغم إن خطيبي كبير ما هو صغير ولا مراهق عشان يحسون إنه سيئ الاختيار مثلاً
عمره الحين 39 سنة الله يطول في عمره إن شاء الله ،اللي صار إن خطيبي سافر وجا لوحده عندنا وتقدم لخطبتي من أبويا وعلم أبويا بالسالفة كلها ، قال له أبويا طيب روح وحاول مع أهلك وإن شاء الله يصير خير ، وحتى لو ماجوا أهله أبويا أرتاح للرجال وحبه وكان بيملك لنا ، بس خطيبي جلس يحاول يحاول يحاول مع أمه عشان تجي وتوافق .
بعدها الأم تعبت وفي أيامها الأخيرة كانت توصي خطيبي يرجع طليقته بس خطيبي رافض لأنه ما يبغاها ، وما يبغى يظلمها ولا يظلم نفسه ، والمصيبة اللي صارت إن الأم كان آخر كلامها مع خطيبي رجع طليقتك ولو تزوجت فلانة ( تقصدني أنا ) ترى أنا مو راضية عنك في باطن الأرض وظاهرها ، يعني ربطت زواجي من ولدها برضاها ومنها توفت الأم .
الحين أنا متعلقة بهذا الرجال وأحبه بجنون ولاني قادرة أتركه علماً بأن بيننا مكالمات في الجوال ووالله العظيم ما في شي بيني وبينه يغضب رب العالمين لا مقابلات ولا من هذا الكلام كله ، كل اللي بيني وبينه اتفاق على الزواج ومكالمات في الجوال عادية
ودائما خطيبي في مشاكل مع أهله ودائما تعبان ويعاني من أشياء كثيرة في حياته وما عنده من يسأل فيه أخواته كلهم متزوجات وكل وحدة في بيتها وملتهية في حياتها ، وأنا دائما أخفف عنه وأنا دائما أوقف جنبه وأنا دائما أهون عليه كل شي يضايقه .
وهو نفس الكلام لا تضايقت لا زعلت لا صار فيني شيء يوقف جنبي ما كان ناقصنا شيء غير ربي يسهل أمرنا ونتزوج .
وولده عايش معاه ، والله لا هو قادر يعيش من غيري ولا أنا قادرة أعيش من غيره علماً بأن علاقتنا الحين لها سنة كاملة . ووالله إنه حلف لي بالله أيمان غليظة إنه ما راح يرتاح إلا معايا وإنه ما يبغى من هذي الدنيا إلا إن ربي يوفقه بزواجه مني وإني الإنسانة القريبة منه وما يبغى زوجة له ولا أم لعياله إلا أنا .
السؤال / أيش الحل يا شيخ الله يطول في عمرك ويحفظك
هو مو قادر يتمم الزواج خائف من إن أمه تكون غضبانة عليه وما ندري هل أمر الزواج داخل في طاعتها وإلا لا ؟ خصوصاً إنه قد جرب وتزوج البنت اللي أمه تبغاها وهو ما يبغاها تزوجها عشان يرضي أمه وفشلت حياته الزوجية ؟
هذي قصتنا بيدك وعندي أمل يكون فيه حل يرضينا ويفرحنا وفي نفس الوقت يرضي أمه رحمة الله عليها .
أنا أدري إن الأم والأب طاعتهم واجبة ، ولا طاعة لهما في معصية الخالق ، لكن في هاذي الحالة أيش نسوي؟ معقولة في الشرع ما لنا حل ، أدعي ربي وأرجيه أني ألقى عندك إجابة شافية تهون علينا مصيبتنا أنا وإياه وتجمعنا تحت سقف واحد على سنة الله ورسوله ، والله يا شيخ مابغينا الحرام ولا قد فكرنا فيه أنا وإياه كبار وعارفين الصح من الغلط ومؤمنين بالله ، يا ليت يا شيخ تعجل لنا بالإجابة لأننا بجد متوترين من هذا الموضوع وحالتنا النفسية يعلم بها رب العالمين.
ووالله العظيم لو أمه رحمة الله عليها تعرفني وتدري إني بحط ولدها في عيوني وبيعيش معايا في سعادة ما كان تأخرت لحظة في إتمام زواجنا، ورغم معارضتها لزواجنا بسبب أخوه الكبير ورغم مشاكله مع أهله ما عمري من عرفته حرضته عليهم ولا عمري حرضته على أمه الله يرحمها ولا عمري دفعته للشر ، ويعلم الله إني أحبه بجنون وحبي له يخليني دائما أخاف عليه من عقاب الله سبحانه وتعالى ، عشان كذا حبيت أطرح قصتي لك وأنت تعلمنا أيش الحل ؟
آسفة على الإطالة والله يجزاك الجنة والسعادة في الدارين .



الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

لا يُلتفت إلى غضب الأم في مثل هذه الحالة ، ولا تُعْتَبَر معصيتها ومُخَالفتها عقوقا ؛ لأن طاعتها في مثل ذلك لا مصلحة لها فيه ، خاصة وأنها قد ماتت .
ومثله : لو طَلب أحد الوالدين طلاق زوجته مِن غير مُسوِّغ شرعي ، فلا تجِب طاعتهما في ذلك.

وليس لكما مثل الزواج ، على أن يتم تعجيله بعد الاستخارة .
قال عليه الصلاة والسلام : لم يُرَ للمتحابَّين مثل النكاح " رواه ابن ماجه والحاكم .

وسبق :
ما حكم قول جدي لوالدي لن أسامحك ليوم الدين إذا سكنت خارج منزل العائلة ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=6532

و
هل يجب طاعة الأمّ إذا أمَرَت الابن بتطليق زوجته ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=13278

والله تعالى أعلم

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض