|
رحمه الله وغفر الله له
|
|
|
|
الدولة : في دار الممر .. إذْ لا مقرّ !
|
|
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
عبد الرحمن السحيم
المنتدى :
منتـدى الحـوار العـام
بتاريخ : 01-06-2020 الساعة : 06:51 AM
ما أقصر الدنيا : نَعيمُها لا يَدوم ، وسُرُورها لا يَخلُو مِن هُموم
🔵 دخل أبو الْجَلْد التميمي على عبد الملك بن مروان وبَيْن يَدَيْه كَانُون مِن فِضّة يُوقَد فيه بِالعُود الألَنْجُوج ، فألَحّ النّظر إلى عبد الملك ، فقال : أعجبك ما تَرى يا أبا الْجَلْد ؟
قال : أي والله يا أمير المؤمنين ، فَتَمّم الله ذلك لك بِرِضْوانه والجنة .
قال : فلا يُعجِبك ، هذا ابنُ هِند [يعني : مُعاوية رضي الله عنه ] مَلَك الناس أربعين سَنَة : عِشرين أميرا ، وعِشرين خليفة . وها هو ذاك قَبْره . رواه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " .
وفي " رَبيع الأبْرار " للزمخشري : ثُم هو ذاك على قَبْره ثُمَامَة نَابِتَة .
💎 وحين فَتَح خالد بن الوليد رضي الله عنه عين التّمر ، سأل عن الْحُرَقَة بنت النعمان بن المنذر بن مَاء السماء ، فأتاها وسَألها عن حالِها ، فقالت : لقد طَلَعَت علينا الشمس وما مِن شيء يَدبّ حَول الْخَوَرْنَق إلاّ تَحت أيْدِينا ، ثم غَرَبت وقد رَحِمَنا كُلّ مَن يَدور بِه ، وما مِن بَيْت دَخَلَتْه حَبرة إلاّ دَخَلَته عَبرة ، وأنشأت تقول:
بينا نَسُوس الناس والأمر أمْرنا ... إذ نَحن مِنهم سُوقَه نَتَنَصّف
فأفٍّ لِدُنيا لا يَدُوم نَعِيمها ... تَقَلّب تَارات بِنَا وتَصَرّفُ
(رَبيع الأبْرار ، للزمخشري)
💎 ولََمّا قَدِم سعد بن أبي وقاص القادسية امِيرًا أتَتْه حُرَقَة بنت النعمان بن المنذر في جَوارٍ كُلّهن في مِثلِ زِيِّها تَطلب صِلَته ، فلما وَقَفْنَ بَيْن يَدَيْه قال : أيّتُكُنّ حُرَقة ؟ قلن : هذه ، فقال لها : أنت حُرَقة ؟
قالت : نعم ، فما تِكْرَارك استِفْهَامِي ؟! إن الدنيا دَار زوال ، وإنها لا تَدوم على حال ، تَنْتَقِل بِأهْلِها انْتِقَالاً ، وتُعقِبهم بعد حَال حالاً . أنا كُنّا مُلوك هذا الِمْصَر قَبْلك ، يُجْبَى إلينا خَرَاجه ، ويُطِيعنا أهْله مَدى الْمُدّة وزَمان الدّولة ، فلمّا أدْبَر الأمر وانْقَضى صَاح بِنَا صائح الدهر ، وصَدَع عَصَانا ، وشَتّت مَلأنا . وكذلك الدّهر يا سَعد ، إنه ليس مِن قَوم بِحَبَرَة إلاّ والدهر مُعْقِبهم عَبْرَه ...
فقال سعد رضي الله عنه : قاتَل الله عَدِيّ بن زيد كأنه كان يَنظر إليها حيث يقول :
إن للدهر صَرْعَةً فاحْذَرَنْهَا ... لا تَبِيتَنّ قد أمِنت الشّرُورا
قد يَبِيت الفَتَى مُعَافًى فَيَرْدَى ... ولقد كان آمِنًا مَسْرورا
فأكْرَمَها سَعدٌ وأحسَن جائِزتها ، فلمّا أرادتْ فِرَاقَه قالت له حتى أُحَيّيك بِتَحِيّة أمْلاكِنا بعضهم بعضا :
لا جَعل الله لك إلى لَئيم حَاجَة ، ولا زَالَت لِكَريم عِندك حَاجَة ، ولا نَزَع مِن عَبدٍ صَالِح نِعْمة إلاّ جَعَلك سَبَبًا لِرَدّها عليه .
فلمّا خَرَجَتْ مِن عنده تلقّاها نِسَاء الْمِصْر ، فَقُلْن لها : ما صَنع بِك الأمير ؟
قالت :
حاط لي ذِمّتِي وأكْرَم وَجْهي *** إنما يُكرِم الكريمُ الكريما . رواه المعافَى بن زكريا في " الجليس الصالح " وابن عساكر في " تاريخ دمشق " .
|
|
|
|
|