[ناصرة السنة]

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد...,
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشيخ الفاضل بارك الله فيك
لو أن والدين لهم مجموعة من الأولاد الذكور وأنثى واحدة وهى أصغرهم ، وقد أنفق الوالدان على الابن الأكبر في التعليم من المال الكثير وساعداه في زواجه
ثم لما بلغ الأخوان الآخران سنة في التعليم لم يستطيعا أن ينفقا على الذكرين الآخرين مثله لأن الحال المالي تغير ، فيشعر الأبوان بالتقصير نحوهما مع العلم عدم قدرتهما على مساعدتهما وليس الامتناع ، ولكنهما يقولان أنهما رجلان ويستطيعان أن يعملا وينفقا على نفسيهما الآن ، ولكن يريد الأبوان أن يهبا جزء من المال أو العقار الذي لو مات الأب يصبح إرثا للإخوة جميعا لأختهم الصغيرة التي قرب سنها على الزواج ويخافا أن يموت الوالد قبل أن يساعدها في ذلك أن يضمن حقها في الميراث على اعتبار أنها ضعيفة ، بحيث تكون هذه الهبة في حياته حتى يضمنا أن يتركا لها من المال ما تستطيع أن يكون عونا لها في الزواج أو حفظا من أن نفوس إخوتها تتغير ويأكلوا حقها في الميراث ، وذلك بالطبع معناه أنها تأخذ أيضا نصيبها من الميراث إضافة إلى الهبة التي أخذتها في حياة الوالد أو الوالدة
فما حكم ذلك ؟ وما هو ضابط الهبة الذي لا يترتب عليه ظلم للأولاد ؟ ولم يكن جائزا كيف يضمن الوالدان حق ابنتهما دون أن يجور عليه أحد بعد مماتهما ؟
وجزاك الله خيرا


الجواب

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا ، وبارك الله فيك .

لا يجوز أن يُخصّ أحد من الأولاد - ذكرا كان أو أنثى - بِهبة أو عطية دون بقية الأولاد ، إلاّ برضاهم .

وسبق :
مسألة التفريق بين الإناث والذكور في الهِبات والنفقات
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=2179&

وليس له أن يُوصي بوصية لأحد من الورثة ، لقوله عليه الصلاة والسلام : لا وصية لِوراِث . رواه الإمام أحمد وأصحاب السنن إلاّ النسائي .

وإذا أراد الأب أن يُعطي أولاده شيئا في حياته ، فليعدل بينهم ، وذلك بأن يُعطي البنت نصف ما يُعطي الذَّكَر من إخوانها ، ولا يتضمّن ذلك جورًا على أحد .

والأفضل أن يترك المال يُسقم قسمة المواريث التي فرضها الله عزَّ وَجَلّ ، وإن خاف الجور على أحد من الورثة وَكَّل مَن يَثِق به مِن أجل قسمة المواريث قسمة شرعية .

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض