ناصرة السنة

مشرفة عامة


رقم العضوية : 46
الإنتساب : Feb 2010
المشاركات : 3,214
بمعدل : 0.62 يوميا

ناصرة السنة غير متواجد حالياً عرض البوم صور ناصرة السنة


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسـم العقـيدة والـتوحيد
افتراضي إذا فعل شخص الشرك الأكبر وكان معذورا بجهل يعجز عن دفعه أو بتأويل فهل يسمى مشركًا؟
قديم بتاريخ : 17-09-2012 الساعة : 10:30 PM


السؤال
السلام عليكم
الشيخ الفاضل
إذا فعل شخص الشرك الأكبر وكان معذورا بجهل يعجز عن دفعه أو بتأويل مستساغ , فهل يسمى هذا مشركا ؟
يعني يمكن تسميته بمشرك ؟ أم نسميه مسلما ؟




الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .

لا يُسمّى مُشرِكا ؛ لأنه فَعَل ما فعله إما عن جَهل ، وإما عن تأويل .

فإن معاذًا رضي الله عنه لَمّا قَدِم مِن الشام سجد للنبي صلى الله عليه و سلم . فقال : ما هذا يا معاذ ؟ قال : أتيت الشام فوافقتهم يسجدون لأساقفتهم وبطارقتهم . فوددت في نفسي أن نفعل ذلك بك . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : فلا تفعلوا ، فإني لو كنت آمرا أحد أن يسجد لغير الله لأمَرت المرأة أن تَسْجُد لزوجها . رواه الإمام أحمد وابن ماجه ، وقال الهيثمي : رواه بتمامه البزار وأحمد باختصار ، ورجاله رجال الصحيح ، وكذلك طريق مِن طُرق أحمد ، وروى الطبراني بعضه أيضا . اهـ .
وصححه الألباني والأرنؤوط .

والعلماء يشترطون قيام الحجة قبل الْحُكم بتكفير الْمُعَيَّن .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية : تكفير الواحد الْمُعَيَّن مِنهم والْحُكْم بِتخليده في النار موقوف على ثبوت شروط التكفير وانتفاء موانعه . فإنا نطلق القول بنصوص الوعد والوعيد والتكفير والتفسيق ، ولا نَحْكم للمُعَيَّن بِدُخوله في ذلك العام حتى يقوم فيه المقتضى الذي لا مُعارِض له ..
ولهذا لم يَحْكم النبي صلى الله عليه وسلم بِكُفر الذي قال : " إذا أنا مِتّ فأحرقوني ثم ذُرّوني في اليمَ ، فو الله لأن قَدر الله عليّ ليعذبني عذابا لا يعذبه أحدا من العالمين " مع شَكِّه في قُدرة الله وإعادته ؛ ولهذا لا يُكَفِّر العلماء مَن استحلّ شيئا من المحرمات لِقُرْب عهده بالإسلام ، أو لنشأته ببادية بعيدة ؛ فإن حُكم الكُفر لا يكون إلاّ بعد بلوغ الرسالة .



وقال : إِذَا كَانَ الْمُسْلِمُ مُتَأَوِّلا فِي الْقِتَالِ أَوْ التَّكْفِيرِ ، لَمْ يُكَفَّرْ بِذَلِكَ . وقال : لا يُحْكَمُ بِكُفْرِ أَحَدٍ حَتَّى تَقُومَ عَلَيْهِ الْحُجَّةُ .

وقال : من أنكر ما ثبت بالتواتر والإجماع ، فهو كافر بعد قيام الحجة .
وقال عن الجهمية : كَفَّرَهم السلف والأئمة تكفيرا مُطْلَقا ؛ وإن كان الواحد المعين لا يَكفر إلاّ بعد قيام الحجة التي يكفر تاركها .


وقال أيضا : غَيبة العقل تكون عذرا في رَفع القَلم ، وكذلك الشُّبْهة التي تَرفع معها قيام الحجة ؛ قد تكون عُذرا في الظاهر .
وقال في مسألة قَتْل الْحَلاَّج : وغاية المسلم المؤمن إذا عَذَر الحلاَّج أن يَدّعي فيه الاصطلام والشُّبْهة . وأما أن يُوافِقه على ما قُتِل عليه ؛ فهذا حال أهل الزندقة والإلحاد ، وكذلك مَن لم يُجَوِّز قَتل مِثله فهو مَارِق مِن دِين الإسلام . اهـ .

وقال : ومِن السنن المتواترة التي مَن جَحدها كفر : صلاة المسلمين على الميت ودعاؤهم له في الصلاة . وكذلك شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة ، فإن السنن فيها متواترة ، بل لم يُنْكِر شفاعته لأهل الكبائر إلاّ أهل البدع ، بل قد ثبت أنه يشفع لأهل الكبائر ، وشفاعته دعاؤه وسؤاله الله تبارك وتعالى . فهذا وأمثاله مِن القرآن والسنن المتواترة وجاحد مثل ذلك كافر بعد قيام الحجة عليه . اهـ .

وفي " مجموعة الرسائل والمسائل النجدية " : إذا فَعل الإنسان الذي يُؤمِن بالله ورسوله ما يكون فعله كفرا ، أو قوله كفرا ، أو اعتقاده كفرا جهلاً منه بما بَعث الله به رسوله صلّى الله عليه وسلّم ؛ فهذا لا يكون عندنا كافرا ، ولا نَحْكم عليه بالكُفر حتى تقوم الحجة الرّسالية التي يَكفر مَن خالفها .

وبهذا يقول علماؤنا في اللجنة الدائمة ، فإنهم قالوا : كل مَن آمن برسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وسائر ما جاء به في الشريعة إذا سجد بعد ذلك لغير الله من ولي وصاحب قبر أو شيخ طريق يعتبر كافرا مرتدا عن الإسلام مشركا مع الله غيره في العبادة ، ولو نطق بالشهادتين وقت سجوده ؛ لإتيانه بما ينقض قوله مِن سجوده لغير الله ، لكنه قد يُعذر لجهله فلا تُنَزّل به العقوبة حتى يُعَلّم وتُقام عليه الحجة .

وسُئل علماؤنا في اللجنة الدائمة : هل يجوز لي أن أقول لشخص معين فعل ناقضا مِن نواقض الإيمان : ( يا كافر) ؟
فأجابوا : مَن صَدر منه ناقض مِن نواقض الإيمان والإسلام وأُقِيمت عليه الحجة فأصَرّ على عمله وكابر؛ فإنه يُطلق عليه الكُفر .

وبه يقول شيخنا الشيخ ابن باز رحمه الله .

قال رحمه الله : إذا دخل في الإسلام بالشهادتين حُكم له بالإسلام ، ثم يُنظر بعد ذلك في بقية الأمور ، فإن استقام على الحق تم إسلامه ، وإذا وُجد منه ما ينقض الإسلام؛ مِن سبّ الدِّين، أو مِن تكذيب الرسول صلى الله عليه وسلم ، أو مِن جَحْدٍ لِمَا أوْجَبه الله سبحانه وتعالى من صلاة وصوم ، أو جَحْدٍ لِمَا حَرّم الله كما لو قال : الزنا حلال، فإنه يرتد عن الإسلام بهذا ، ولو صلى وصام ، ولو قال أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله .
فلو قال : إن الزنا حلال ، وهو يعلم الأدلة ، وقد أُقِيمت عليه الحجة ، يكون كافرا بالله كفرا أكبر والعياذ بالله ، أو قال : الخمر حلال ، وقد بُيِّنَت له الأدلة ووُضِّحَتْ له الأدلة ثم أصرّ يقول : إن الخمر حلال، يكون ذلك كفرا أكبر، وردة عن الإسلام والعياذ بالله، أو قال مثلا: إن العقوق حلال ، يكون ردة عن الإسلام والعياذ بالله ، أو قال إن شهادة الزور حلال ، يكون هذا ردة عن الإسلام بعد أن تُبَيَّن له الأدلة الشرعية . اهـ .

وقال شيخنا العثيمين : دُعاء القبر شِرك ، لكن لا يمكن أن نقول لشخص مُعَيَّن فَعَله : هذا مُشْرِك ، حتى نعرف قيام الحجة عليه ، أو نقول : هذا مشرك باعتبار ظاهر حاله .

وسُئل رحمه الله : ما حكم الذين يدعون أمام القبور ويستغيثون بالأموات ويذبحون لهم، هل مثل هؤلاء قد قامت عليهم الحجة أم هم كفار ؟

فأجاب :
أما الذين يدعون الله عند القبور ، ولا يدعون صاحب القبر ؛ فهؤلاء ليسوا مشركين ؛ لأنهم يدعون الله ، لكنهم مُبْتَدِعُون ، حيث ظنوا أن الدعاء عند القبور له مَزِيّة ، لكن لا يَكْفُرون . وأما الذين يستغيثون بالأموات فيقولون : يا ولي الله! أو ما أشبه ذلك : أغثني ، أو ارزقني ، أو أعطني ؛ فهؤلاء المشركون ، وهم مُشركون شركا أكبر ...
وأما قول السائل: هل هؤلاء يَكْفُرون ، وقد قامت عليهم الحجة أو لا ؟ فهذه مسألة نِسْبِيَّة ؛ مِن الناس مَن تكون قد قامت عليه الحجة ، ومن الناس من لا تكون قامت عليه الحجة ، لكن مَن قامت عليه الحجة حَكَمْنَا بِشِرْكِه وكُفْرِه بِعَينِه ، ومَن لم تَقُم عليه الحجة حَكَمْنا بأن هذا الفِعْل شِرْك وكُفْر ، ولكن لا ينطبق على كل إنسان . اهـ .

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض

إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
إشكال حول مسألة العذر بالجهل لمن وقع في الشرك نسمات الفجر قسـم العقـيدة والـتوحيد 0 20-02-2016 10:39 PM
كنت أمسح على الخفين من أسفل الرجل بجهل منى فهل أعيد الصلوات التي صليتها ؟ ناصرة السنة إرشـاد الطـهــارة 0 14-10-2012 10:39 AM
مشكلتها أنها تريد نصح أخت زوجها و لكنها تجهل الأسلوب عبق قسم التوبـة والدعوة الى الله وتزكية النفس 0 05-03-2010 05:23 PM
الشرك الأكبر كعبادة غير الله من الأوثان والقبور والموتى رولينا قسـم العقـيدة والـتوحيد 0 20-02-2010 09:57 AM
اشعر فى أوقات متفرقه وكان جسم اكبر من جسمى يتلبسني هل اذهب لراقي؟ راجية العفو إرشـاد المـرأة 0 18-02-2010 05:07 PM

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 04:21 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى