[*المتفائله*]

هذه الأخت أرسلت لي بحاجة إلى توجهيكم بارك الله فيكم..
بسم الله الرحمن الرحيم
عندي أخت زوجي ماخذة مني موقف صعب جدا وأنا مالي ذنب أبدا والسبب ...
ولدها طلب يتزوج أختي وجو إلى أهلي وتكلموا معهم وافقوا مبدئيا ولكن طولت الخطوبة لمدة سنة ونصف وخلال هذه السنة كانت أخت زوجي تكلمني علشان أكلم أهلي إنه تصير الملكة وكل ما أكلم أهلي يقولون لازم تكون البيت جاهزة ويكون شغله خاص فيه .. ورديت خبر لأخت زوجي المهم كان الموقف في ذيك اللحظة عادي .. بعدها أنا سافرت برا المملكة وأول ما وصلت . وصلت عند أهلي وفاجأتني أختي بردها بأنها ما تريد الزواج وحاولت مرة وثانية ولكن هي تقول غير راضية وقالت إن السبب " شافت العريس وما أعجبها " والله أعلم .. لأنه الوالد ما فكر بهذا الشيء اللي هو النظرة الشرعية ..
المهم طلعت عند أخت زوجي وحكيت لهم الموضوع وتفاجئوا مثلي وأكثر المهم أخت زوجي ما قصرت مع الوالدة معصبة عليها ومو مقدرة وحدة كبيرة في السن ورافعة صوتها حتى زوجي خاصمني .. وشهرين ما اتصل على أهلي وسنة كاملة ما أروح لهم .. هم طبعا في مدينة أخرى .. بعد فترة كان عيد الفطر وقلت خلاص تغيرت الأحوال مع أخت زوجي ونسيت الموضوع لكن أول ما جيت كان تطنيش لين ما مشينا وأنا والله بموت قهر ليه طلعت عندهم ..
بعدها جاء عيد الأضحى وقال زوجي خلاص الدنيا لله قلت خلاص وطلعت والله أول ما دخلت استقبلتنا بنت أخت زوجي وبعدها بعشر دقائق جاءت أخت زوجي وسلمت علي ومالها نفس وغضبانة جدا مني طبعا ..
المهم اتصلت على زوجي أني أريد أمشي طبعا مشينا .. وحلفت بعدها إني ما أجيهم أبدا لأنه إحراج لي ولأني ما تحملت الموقف . وهي كل ما اتصلت تكلم أخوها ما تسأل عني أبدا ولها على هذا الوضع سنة وأنا ساكتة وصابرة ..
ولدها طبعا خطب عند ناس واتصلت وباركت لهم وبعدها سووا الملكة واتصلت وباركت المهم قرب الزواج وأنا قلت ما بحضر إذا كان طنشوني وأنا في بيتهم كيف لو حضرت الزواج وطبعا ما حضرت وخلص الزواج على خير ..
الحين والدتها موجودة عندنا أول ما جت أخت زوجي جلست وأعطتني ظهرها وأنا ساكتة ما قلت شيء ولين اليوم الثاني وهي مطنشة .. والحين طلعت عندهم ونفس الشيء مطنشة وما كأنها تريد تكلمني ولا يدي تلمس يدها وأنا والله قاعدة أفكر في الموضوع اللي حيرني كثير .
أرجو أن تنصحوني وإذا كان أنا غلطانة في شيء و جزاكم الله خير ..





الجواب :

وجزاك الله خيرا ، وبارك الله فيك .

إن صحّ هذا ففيه جِناية وتَجَـنِّي ، وأخْذ الإنسان بِذَنْب غيره ، وقد نَهى الله عن مثل هذا ، فقال عَزّ وَجَلّ : (وَلا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى) .

ثم إن مِن سوء الأدب أن يقَع التدابر ، مع أنه مَنهي عنه بقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم : لاََ تَبَاغَضُوا ، وَلاَ تَحَاسَدُوا ، وَلاَ تَدَابَرُوا وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا ، وَلاَ يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ . رواه البخاري ومسلم .
قال الخطابي : قوله : " لا تدابروا " معناه : الـتَّهَاجر والـتَّصَارم ، مأخوذ مِن تَوْلِية الرجل دُبُرَه أخاه إذا رآه ، وإعْرَاضه عنه . اهـ .

ومَن أطاع نَفْسَه وهَوَاه وشَيْطَانه في الْهَجْر والـتَّهَاجُر فوق ثلاثة أيام فهو آثِم ، إلاّ إذا كان الْهَجْر لِسبب شرعي .
أما الْهَجْر لِحظوظ النفس فلا يجوز أكثر مِن ثلاثة أيام لقوله عليه الصلاة والسلام : وَلاَ يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ . رواه البخاري ومسلم .

وكثيرا ما يقع بعض الأزواج في مثل ذلك الخطأ ، وهو أن تُؤخَذ الزوجة بِذَنْب لا يَدَ لها فيه ، سواء كان الخطأ مِن أحد والديها أو مِن أحَد إخوانها أو أخواتها .
وكلٌّ مِنَّا يَسُرّه أن تُلَْتَمَس له الأعذار ، وأن لا يُؤخَذ ِذَنْب غيره .
فإذا كان الأمر كذلك فعلينا بِتقوى الله ، والأخذ بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال : مَن أحب أن يُزَحْزَح عن النار ويَدْخُل الجنة فَلْتَأتِه مَنِيّته وهو يُؤمِن بالله واليوم الآخر ، وليأتِ إلى الناس الذي يُحِبّ أن يُؤتَى إليه . رواه مسلم .

والله تعالى أعلم .



المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد