نسمات الفجر
الصورة الرمزية نسمات الفجر

الهيئـة الإداريـة


رقم العضوية : 19
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : السعودية
المشاركات : 3,356
بمعدل : 0.65 يوميا

نسمات الفجر غير متواجد حالياً عرض البوم صور نسمات الفجر


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسم الخُطب المنبرية
افتراضي خُطبة جُمعة عن .. (غرس محبة الله في النفوس)
قديم بتاريخ : 28-11-2015 الساعة : 05:32 PM

الْحَمدُ للهِ يُعْطِي ويَمْنَعُ ، يَخفِضُ ويَرْفَعُ ، يُعِزُّ ويُذِلُّ ، يَعْفو ويَغفِرُ ، يَصْفَحُ ويَتَجاوَزُ ، لا يهتِكُ السِّتْرَ ، ولا يُؤاخِذُ بالجريرةِ .
(وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ) .
عَظِيمُ الصفحِ ، كَرِيمُ الْمَنِّ ، حَسَنُ التجاوزِ ..
عطاؤهُ فَضْلٌ ، ومَنْعُهُ عَدْلٌ ..
يَغفِرُ الذنوبَ جَميعًا (إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ)
وَسِعَتْ رحمتُهُ كلَّ شيءٍ (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ)
ووَسِعَ سَمْعُهُ الأصواتَ (وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا)

" فَهُوَ أَحَقُّ مَنْ ذُكِرَ، وَأَحَقُّ مَنْ شُكِرَ، وَأَحَقُّ مَنْ عُبِدَ، وَأَحَقُّ مَنْ حُمِدَ، وَأَنْصَرُ مَنْ ابْتُغِيَ، وَأَرْأَفُ مَنْ مَلَكَ، وَأَجْوَدُ مَنْ سُئِلَ، وَأَوْسَعُ مَنْ أَعْطَى، وَأَرْحَمُ مَنْ اسْتُرْحِمَ، وَأَكْرَمُ مَنْ قُصِدَ، وَأَعَزُّ مَنِ الْتُجِئَ إِلَيْهِ ، وَأَكْفَى مَنْ تُوُكِّلَ عَلَيْهِ، أَرْحَمُ بِعَبْدِهِ مِنَ الْوَالِدَةِ بِوَلَدِهَا ...
وَهُوَ الْمَلِكُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَالْفَرْدُ فَلا نِدَّ لَهُ، كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ، لَنْ يُطَاعَ إِلاَّ بِإِذْنِهِ، وَلَنْ يُعْصَى إِلاَّ بِعِلْمِهِ، يُطَاعُ فَيَشْكُر، وَبِتَوْفِيقِهِ وَنِعْمَتِهِ أُطِيعَ، وَيُعْصَى فَيَغْفِرُ وَيَعْفُو، وَحَقُّهُ أُضِيعَ، فَهُوَ أَقْرَبُ شَهِيدٍ، وَأَجَلُّ حَفِيظٍ، وَأَوْفَى بِالْعَهْدِ، وَأَعْدَلُ قَائِمٍ بِالْقِسْطِ، حَالَ دُونَ النُّفُوسِ، وَأَخَذَ بِالنَّوَاصِي ، وَكَتَبَ الآثَارَ، وَنَسَخَ الآجَالَ ؛ فَالْقُلُوبُ لَهُ مُفْضِيَةٌ، وَالسِّرُّ عِنْدَهُ عَلانِيَةٌ، وَالْغَيْبُ لَدَيْهِ مَكْشُوفٌ، وَكُلُّ أَحَدٍ إِلَيْهِ مَلْهُوفٌ، وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِنُورِ وَجْهِهِ، وَعَجَزَتِ الْقُلُوبُ عَنْ إِدْرَاكِ كُنْهِهِ، وَدَلَّتِ الْفِطَرُ وَالْأَدِلَّةُ كُلُّهَا عَلَى امْتِنَاعِ مِثْلِهِ وَشِبْهِهِ، أَشْرَقَتْ لِنُورِ وَجْهِهِ الظُّلُمَاتُ، وَاسْتَنَارَتْ لَهُ الأَرْضُ وَالسَّمَاوَاتُ، وَصَلُحَتْ عَلَيْهِ جَمِيعُ الْمَخْلُوقَاتِ، لا يَنَامُ وَلا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَنَامَ، يَخْفِضُ الْقِسْطَ وَيَرْفَعُهُ، يُرْفَعُ إِلَيْهِ عَمَلُ اللَّيْلِ قَبْلَ عَمَلِ النَّهَارِ، وَعَمَلُ النَّهَارِ قَبْلَ عَمَلِ اللَّيْلِ، حِجَابُهُ النُّورُ، وَلَوْ كَشَفَهُ لأَحْرَقَتْ سُبُحَاتُ وَجْهِهِ مَا انْتَهَى إِلَيْهِ بَصَرُهُ مِنْ خَلْقِهِ .
حِلْمُهُ بَعْدَ عِلْمِهِ ، وعفْوُهُ بَعْدَ قُدْرَتِه، ومَغْفِرَتُهُ عَنْ عِزّتِهِ، وَمَنْعُهُ عَنْ حِكْمَتِهِ، وَمُوالاتُهُ عَنْ إحسانِهِ ورحْمَتِهِ .
ما لِلعبادِ عليهِ حَقٌ واجِبٌ = كَلاّ ولا سَعْيٌ لَديهِ ضائعُ
إنْ عُذِّبوا فَبِعَدْلِه ، أو نُعِّمُوا =فبِفَضْلِهِ ، وَهُوَ الكريمُ الواسعُ
وَهُوَ الْمَلِكُ لا شَريكَ لَهُ ، والفَردُ فلا نِدَّ لَهُ ، والغَنيُّ فَلا ظَهيرَ لَهُ ، والصَّمَدُ فلا وَلَدَ لَهُ ولا صَاحِبَةَ ، والعليُّ فَلا شَبِيهَ لَهُ ولا سَمِيَّ لَهُ ، كُلُّ شيءٍ هَالِكٌ إلا وَجْهَهُ ، وكُلُّ مُلْكٍ زائلٌ إلا مُلْكَهُ، وكُلُّ ظِلٍّ قالِصٌ إلا ظِلَّهُ ، وكُلُّ فَضْلِهِ مُنْقَطِعٌ إلا فَضْلَهُ.
لَنْ يُطاعَ إلا بِإذْنِهِ وَرَحْمَتِهِ، وَلَنْ يُعْصَى إلا بِعِلْمِهِ وَحِكْمَتِهِ.
كُلُّ نِقَمِهِ مِنْه عَدْلٌ، وَكُلُّ نِعْمَةٍ مِنْه فَضْلٌ .
أَقرَبُ شَهيدٍ، وَأَدْنى حَفيظٍ .
حَالَ دُونَ النُّفوسِ، وَأَخَذَ بِالنَّواصِي، وَسَجَّل الآثارَ، وَكَتَبَ الآجالَ، فَالقُلُوبُ لَهُ مُفْضِيَةٌ، والسِّرُّ عِندَهُ عَلانِيةٌ، والغيبُ عِنْدَهُ شَهادَةٌ . [ابنُ القيِّمِ]
حُكْمُهُ عَدْلٌ ، وقَولُهُ فَصْلٌ ..

كَانَ عَليٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَقولُ :
اللهمَّ تَمّ نُورُكَ فَهَدَيتَ فَلَكَ الْحَمْدُ ، وعَظُمَ حِلمُكَ فَعَفَوْتَ فَلَكَ الْحَمْدُ ، وَبَسَطْتَ يَدَكَ فأعطيتَ فَلَكَ الْحَمْدُ ، ربَّنا وَجْهُك أكْرمُ الوُجوهِ ، وجَاهُكَ خَيْرُ الجاهِ ، وَعَطيَّتُكَ أفضلُ العطيَّةِ وأهنأُها ، تُطاعُ رَبَّنا فتَشْكُرُ ، وتُعْصَى رَبَّنا فَتَغْفِرُ، تُجيبُ الْمُضْطَّرَ ، وتَكْشِفُ الضُّرَّ ، وتَشْفِي السَّقِيمَ ، وتُنَجّي مِنَ الكَرْبِ ، وَتَقْبَلُ التوبةَ ، وَتَغْفِرُ الذَّنْبَ لِمَنْ شِئْتَ ، لا يَجزي آلاءَكَ أَحَدٌ ، ولا يُحْصِي نَعْمَاءكَ قولُ قَائلٌ .
رَوَاهُ ابنُ أبي شيبةَ .

وكَانَ عَلِيُّ بِنُ الحُسَيْنِ بِمِنًى ، فَظَهَرَ مِنْ دُعَائِهِ أَنْ قَالَ : كَمْ مِنْ نِعْمَةٍ أَنْعَمْتَهَا عَلَيَّ قَلَّ لَكَ عِنْدَهَا شُكْرِي ، وَكَمْ مِنْ بَلِيَّةٍ ابْتَلَيْتَنِي بِهَا قَلَّ لَكَ عِنْدَهَا صَبْرِي ، فَيَا مَنْ قَلَّ شُكْرِي عِنْدَ نِعَمِهِ فَلَمْ يَحْرِمْنِي ، وَيَا مَنْ قَلَّ صَبْرِي عِنْدَ بَلائِهِ فَلَمْ يَخْذُلْنِي ، وَيَا مَنْ رَآنِي عَلَى الْمَعَاصِي وَالذَّنُوبِ الْعِظَامِ فَلَمْ يَهْتِكْ سِتْرِي ، وَيَا ذَا الْمَعْرُوفِ الَّذِي لا يَنْقَضِي ، وَيَا ذَا النِّعَمِ الَّتِي لا تَحُولُ وَلا تَزُولُ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ وَاغْفِرْ لنا وَارْحَمْنَا . رَوَاهُ البيهقيُّ في " شُعَبِ الإيمانِ".

وَرَوى عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : رَأَيْتُ وَهْبًا إِذَا قَامَ فِي الْوِتْرِ . قَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الْحَمْدُ الدَّائِمُ السَّرْمَدُ ، حَمْدًا لا يُحْصِيهِ الْعَدَدُ ، وَلا يَقْطَعُهُ الأَبَدُ ، وَكَمَا يَنْبَغِي لَكَ أَنْ تُحْمَدَ ، وَكَمَا أَنْتَ لَهُ أَهْلٌ ، وَكَمَا هُوَ لَكَ عَلَيْنَا حَقّ . رَوَاهُ البيهقيُّ في " شُعَبِ الإيمانِ " .

وكَانَ الْحَسَنُ البَصْريُّ يَقُولُ إِذَا ابْتَدَأَ حَدِيثَهُ : الْحَمْدُ لِلَّهِ ، اللهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ بِمَا خَلَقْتَنَا وَرَزَقْتَنَا وَهَدَيْتَنَا وَعَلَّمْتَنَا وَأَنْقَذْتَنَا وَفَرّجَتْ عَنَّا ، لَكَ الْحَمْدُ بِالإِسْلامِ وَالْقُرْآنِ، وَلَكَ الْحَمْدُ بِالأَهْلِ وَالْمَالِ وَالْمُعَافَاةِ ، كَبَتَّ عَدُوَّنَا ، وَبَسَطْتَ رِزْقَنَا ، وَأَظْهَرْتَ أَمنَنَا ، وَجَمَعْتَ فُرْقَتَنَا ، وَأَحْسَنْتَ مُعَافَاتَنَا، وَمِنْ كُلِّ مَا سَأَلْنَاكَ رَبَّنَا أَعْطَيْتَنَا ، فَلَكَ الْحَمْدُ عَلَى ذَلِكَ حَمْدًا كَثِيرًا ، لَكَ الْحَمْدُ بِكُلِّ نِعْمَةٍ أَنْعَمْتَ بِهَا عَلَيْنَا فِي قَدِيمٍ أَوْ حَدِيثٍ، أَوْ سِرٍّ أَوْ عَلانِيَةٍ ، أَوْ خَاصَّةٍ أَوْ عَامَّةٍ ، أَوْ حَيٍّ أَوْ مَيِّتٍ أَوْ شَاهِدٍ أَوْ غَائِبٍ ، لَكَ الْحَمْدُ حَتَّى تَرْضَى ، وَلَكَ الْحَمْدُ إِذَا رَضِيتَ . رَوَاهُ البيهقيُّ في " شُعَبِ الإيمانِ " .

فالْحَمْدُ للهِ الأحدِ الصَّمد ..
إنَّهُ الواحِدُ الذي لا يُضَاهَى = في مَعَانِي أسمائِهِ والصِّفَاتِ
غَافِرٌ رَاحِمٌ رَحِيمٌ تَجَلَّى = حِلْمُهُ في عَطَائهِ لِلجُنَاة ِ
صَمَدٌ تَصْمُدُ البَرايا إليهِ = وَأَنِيسُ الضَّمائرِ الْمُوحَشَاتِ
مَنْ يُسَلِّي النُّفوسَ بِالصَّبْرِ لَمّا = تُبْتَلَى بِالنَّوازِلِ القَاصِمَاتِ
مَنْ يُغِيثُ القُلُوبَ مِمَّا دَهَاهَا = مِنْ هُمومٍ بئيسةٍ جَاثِماتِ
إنَّه الواحِدُ الْذِي لا يُضَاهَى = فِي مَعَانِي أَسْمَائهِ والصِّفَاتِ

أيُّها المؤمِنونَ
مَحَامِدُ ذي الجلالِ لا تَفْنَى ولا تَبِيد ، وأعظمُ مَواطنِ الحمْدِ يومُ العَرْضِ الأكبرِ حِينما يَقومُ نبيُّنا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَنْطَرِحُ بينَ يديْ مَولاهُ ، وَيقومُ في المقامِ المحمودِ فَيَحمدُهُ بِمَحَامِدَ كَثيرَةٍ .
قَالَ عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ : فَأَنْطَلِقُ، فَأَسْتَأْذِنُ عَلَى رَبِّي، فَيُؤْذَنُ لِي عَلَيْهِ، فَإِذَا رَأَيْتُ رَبِّي وَقَعْتُ لَهُ سَاجِدًا، فَيَدَعُنِي مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَدَعَنِي، ثُمَّ يُقَالُ لِي: ارْفَعْ مُحَمَّدُ وَقُلْ يُسْمَعْ، وَسَلْ تُعْطَهْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَأَحْمَدُ رَبِّي بِمَحَامِدَ عَلَّمَنِيهَا . رَوَاهُ البُخاريُّ وَمُسلِم .
وإذا دَخَلَ آخِرُ أَهْلِ الجنةِ الْـجَنَّةَ ، تَدخُلُ على الرَّجُلِ زوجتاهُ مِنَ الحورِ العِينِ فتقولانِ : الحمدُ للهِ الذي أحْيَاكَ لَنَا وأحيانا لَكَ . رَوَاهُ مُسلِمٌ .

ولذا كان الْحَمْدُ أعْظَمَ مِنَّةٍ ، وأكْبَرَ مِنْحَة .
وفي الحديث : مَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَى عَبْدٍ نِعْمَةً فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ، إِلاَّ كَانَ الَّذِي أَعْطَى أَفْضَلَ مِمَّا أَخَذَ. رواه ابن ماجه ، وحسنه الألباني .
وفي رواية : ما أنْعَمَ اللهُ على عبدٍ نعمةً فَحَمِدَ اللهَ عليها إلاَّ كان ذلك الحمدُ أفضلَ مِن تَلكَ النِّعْمَة.

والْحَمْدُ مِن أجلِّ القُرُباتِ ، وأفضلِ الطاعات .
قال أَنَسٌ رضيَ اللّهُ عنه : جَاءَ رَجُلٌ فَدَخَلَ الصَّفَّ وَقَدْ حَفَزَهُ النَّفَسُ، فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ، فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلاتَهُ قَالَ: أَيُّكُمُ الْمُتَكَلِّمُ بِالْكَلِمَاتِ؟ فَأَرَمَّ الْقَوْمُ، فَقَالَ: أَيُّكُمُ الْمُتَكَلِّمُ بِهَا؟ فَإِنَّهُ لَمْ يَقُلْ بَأْسًا ، فَقَالَ رَجُلٌ: جِئْتُ وَقَدْ حَفَزَنِي النَّفَسُ فَقُلْتُهَا، فَقَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُ اثْنَيْ عَشَرَ مَلَكًا يَبْتَدِرُونَهَا، أَيُّهُمْ يَرْفَعُهَا . رواه البخاري .
وفي حديثِ سَلْمَانَ رضيَ اللّهُ عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَالَ رَجُلٌ: الْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا، فَأَعْظَمَهَا الْمَلَكُ أَنْ يَكْتُبَهَا، وَرَاجَعَ فِيهَا رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، فَقِيلَ لَهُ: اكْتُبْهَا كَمَا قَالَ عَبْدِي " كَثِيرًا ". رواه الطبراني في الأوسط .

والْحَمْدُ مِن أثقلِ ما يُوضَعُ في الميزان .
وفي الحديث : وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلأُ الْمِيزَانَ . رواه مسلم .

إذا عُلِمَ هذا ، وأنَّ اللهَ أعْظَمُ مُحْسِنٍ ، وأكْرَمُ مُعْطِيٍ ، تألَهُهُ النُّفوسُ ، وتُحبُّهُ القلوبُ ، كَانَ لِزاما على العَبْدِ تَذَكُّرُ الآلاءِ والنِّعَمِ ، وشُكْرُ ذي الْمِنَنِ ، وتْمَجيدُ ذي العِزِّ والْمَجْدِ .

وَمَحبةُ اللهِ تُغرَسُ بمشاهدةِ إحسانِهِ سُبحانَهُ لِعبادِهِ مِنْ وُجودِهِمْ إلى مَماتِهِمْ مُرُورًا بالنِّعَمِ المتتابِعَةِ التي لا تُعَدُّ وَلا تَحْصَى .

وَمُشاهدةِ لُطْفِهِ تعالى وَرَحْمتِهِ بعبادِهِ ، فهو أرْحَمُ بِهم مِن أمّهاتِهم .
إن اسْتَغْفَرُوه غَفَر لهم ، وإن أخطأوا تَجَاوَز عنهم وإن نَسُوا لم يُؤاخَذُوا .
إنْ حَبَسَهُم العُذْرُ أوِ الْمَرَضُ أُجْرَيَتْ عَليهم أجورُ أعمالِهِم التي كانوا يَعْمَلُونَها .
وإنْ أُصيبوا بِالمصائبِ كانتْ كَفَّارةً ورِفعةً لَهُم .

واللهُ يَتَحبَّبُ إلى عبادِهِ بأصْنافِ النِّعَمِ ، ويتودَّدُ إليهم بأنواعِ الإحسانِ .
أعْذَرَ إليهم ، بِأنْ أرْسَلَ الرُّسُلَ ، وأنْزَلَ الكُتُبَ ، وَأقامَ الْحُججَ ، وأمْهَلَ وأعْمَرَ، حتى انقطعتِ الْحُجَجُ ، حتى إذا اصْطَرَخ َأهْلُ النَّارِ في النَّارِ قِيلَ لَـهُم : (أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ) ؟

ويَتْبَعُ ذلِكَ ويَلْتَحِقُ به : مَحبَّةُ النَّبِيِّ ﷺ
وَمَحَبَّةُ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تغْرَسُ بِمُشَاهدةِ مَا أجرَاهُ اللهُ عَلى يديهِ مِنْ إنقاذِ النَّاسِ مِنْ ظُلماتِ الجهلِ والشِّركِ وَالوثنيَّةِ إلى أنوارِ التوحيدِ ؛ فَهُوَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طريقُ كُلِّ هِدايةٍ ، وَهُوَ أَرْحَمُ بالمؤمنينَ وَأحْرَصُ ، وَكُلُّ إنسانٍ يومَ القيامةِ يقولُ : نفْسي نفْسِي إلا رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقولُ : أُمّتي أمّتي .

وَبِضِدِّها تتبينُ الأشياءُ
قلِّبْ ناظريكَ في أُمَمِ الأرضِ وَمَاذا يَعبدون ؟ وَلأيِّ شيءٍ يَـخضعونَ ؟ وماذا يُقدِّسون ؟
ثُـمَّ انظرْ إلى أُمَّةِ الإسلامِ المستمسكةِ بِصَفَائهِ وَنَقَائهِ ، تَـجِدْ أَنَّهُم إنَّما تَعلَّقوا بِاللهِ وَخَضَعوا لِذي الجلالِ وَحْدَهُ .
وَكُلُّ هذا مِمَّا أجْراه اللهُ على يَدِ نبيِّهِ الكريمِ ﷺ


الثانية :
الْحَمْدُ لِلَّهِ ذِي الْعِزَّةِ وَالإِفْضَالِ وَالْجُودِ وَالنَّوَالِ ، أَحْمَدُهُ عَلَى مَا خَصَّ وَعَمَّ مِنْ نِعَمِهِ، وَأَسْتَعِينُهُ عَلَى أَدَاءِ فَرَائِضِهِ ، وَأَسْأَلُهُ الصَّلاةَ عَلَى خَاتَمِ رُسُلِهِ .
ربُّنا تَبَاركَ وتعالى قَالَ عَنْ نَفْسِهِ : (كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ)
قَالَ عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ : مِنْ شَأنِهِ أنْ يَغْفِرَ ذَنْبا ، ويُفَرِّجَ كَرْبا ، ويَرْفَعَ قوما ويَخْفِضَ آخَرِينَ . رَوَاهُ ابنُ مَاجَه . وَحَسَّنَهُ الألبانيُّ .
قَالَ عُبيدُ بنُ عُميرٍ : مِن شَأنِهِ أنْ يُجيبَ داعيا ، أو يُعْطِي سائلا ، أو يَفُكَّ عَانيا ، أو يَشْفِيَ سقيما

وقَالَ مُجاهِدٌ : كلُّ يومٍ هُوَ يُجِيبُ داعيا ، ويَكْشِفُ كَرْبا ، ويُجِيبُ مُضْطَرا ، ويَغْفِرُ ذنبا .

قَالَ ربُّ العِزّةِ عَنْ نَفْسِهِ : (وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ) .

(اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (12) وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)

يَزيدُ ويُبارِكُ ..
يَفْرَحُ بِإقبالِ عِبَادِهِ إليهِ ، وَهُوَ الغَنيُّ عَنْهُم
يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ في الحديثِ القدسيِّ : مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَأَزِيدُ ، وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَجَزَاؤُهُ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا أَوْ أَغْفِرُ ، وَمَنْ تَقَرَّبَ مِنِّي شِبْرًا تَقَرَّبْتُ مِنْهُ ذِرَاعًا ، وَمَنْ تَقَرَّبَ مِنِّي ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ مِنْهُ بَاعًا ، وَمَنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً ، وَمَنْ لَقِيَنِي بِقُرَابِ الأَرْضِ خَطِيئَةً لاَ يُشْرِكُ بِي شَيْئًا لَقِيتُهُ بِمِثْلِهَا مَغْفِرَةً . رَوَاهُ مُسلِمٌ .
(يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ) يُريد لِعبادِهِ السَّلامةَ والسَّلامَ (وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلامِ) .

وخطبةٍ سابقة حول محبة الله تبارك وتعالى
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=13548

..

إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
خُطبة جمعة .. بِم تُنال محبة الله ؟ نسمات الفجر قسم الخُطب المنبرية 0 09-06-2016 10:47 PM
خُطبة جُمعة عن .. (خشية الله بالغيب) نسمات الفجر قسم الخُطب المنبرية 0 23-01-2016 10:52 PM
خُطبة جُمعة عن .. (الرضا عن الله ) نسمات الفجر قسم الخُطب المنبرية 0 13-10-2015 10:29 AM
خُطبة جُمعة عن .. (محبة الله) نسمات الفجر قسم الخُطب المنبرية 0 25-08-2015 03:51 AM
خُطبة عن (آفاتٍ في النفوس) نسمات الفجر قسم الخُطب المنبرية 0 17-03-2015 05:15 AM

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 03:39 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى