العودة   منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية فتاوى الإرشاد قسـم المقـالات والـدروس والخُطب قسم الخُطب المنبرية
منوعات المجموعات مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع

نسمات الفجر
الصورة الرمزية نسمات الفجر

الهيئـة الإداريـة


رقم العضوية : 19
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : السعودية
المشاركات : 3,356
بمعدل : 0.65 يوميا

نسمات الفجر غير متواجد حالياً عرض البوم صور نسمات الفجر


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسم الخُطب المنبرية
افتراضي خُطبة جُمعة عن .. (إخراج المرأة)
قديم بتاريخ : 01-01-2016 الساعة : 12:44 AM

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ الزَّوْجَينِ الذَّكَرَ والأنْثَى مِنْ نُطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى ، خَلَقَ الْخَلَقَ لِحكمَةٍ عُظْمَى ، لَمْ يَخْلُقْهُمْ عَبَثا ، ولا تَرَكَهُمْ سُدًى جَلَّ عنِ الشَّبِيهِ وعنِ الْمَثِيلِ والنَّظِير ، لا كُفءَ لَهُ وَلاَ نِدَّ لَهُ ولا شَبيه .
لا يَشغلُهُ شأنٌ عَنْ شأنٍ . أحاطَ بِكُلِّ شيءٍ عِلمًا ، وَقَهَر كُلَّ مَخلوقٍ عِزَّةً وحُكمًا ، ووَسِعَ كُلَّ شَيءٍ رَحْمَةً وعِلمًا .

أَمَّا بَعْدُ :
فِإنَّهُ مِمَّا لا رَيْبَ : أنَّ تمكينَ النِّساءِ مِن الاختلاطِ بالرِّجالِ أصْلُ كُلِّ بَلِيةٍ وشَرٍّ ، وهُوَ مِنْ أعظمِ أسبابِ نُزولِ العقوباتِ العامةِ ، كَمَا أنَّه مِنْ أسبابِ فَسادِ أمورِ العامةِ والخاصةِ
وهذا مما يتَّفَقُ عَلَيْهِ العُقَلاءُ ..

ولِذَا تَنَادَى عُقلاءُ الغَربِ إلى نَبذِ الاختلاطِ وَإلى الفَصْلِ بَيْنَ الجنسينِ .

وَقَدَ نَصَّ العُلماءُ عَلَى أَنَّهُ يَجِبُ عَلَى وَليِّ الأمرِ أنْ يَمْنَعَ اختلاطَ الرِّجالِ بالنساءِ في الأسواقِ ، والفُرَجِ ، ومَجَامِعِ الرِّجالِ .
قَالَ الإمامُ مالكٌ رَحِمَهُ اللهُ: أرى للإمامِ أنْ يَتقدّمَ إلى الصّيّاغِ في قعودِ النساءِ إليهم ، وأرى ألاَّ يَتركَ المرأةَ الشابةَ تَجْلسُ إلى الصُّيَّاغِ .

وَقَدْ جَاءَ الإسلامُ بِالفَصْلِ بَيْنَ الرِّجالِ والنِّسَاءِ حتى في الصَّلاةِ وَفَي الطوافِ .
قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا سَلَّمَ قَامَ النِّسَاءُ حِينَ يَقْضِي تَسْلِيمَهُ وَمَكَثَ يَسِيرًا قَبْلَ أَنْ يَقُومَ .
قَالَ ابْنُ شِهَابٍ : فَأُرَى - وَاللَّهُ أَعْلَمُ - أَنَّ مُكْثَهُ لِكَيْ يَنْفُذَ النِّسَاءُ قَبْلَ أَنْ يُدْرِكَهُنَّ مَنْ انْصَرَفَ مِنْ الْقَوْمِ . رَوَاهُ البخاريُّ .
وَلَمَّا دَخَلَتْ مَولاةٌ لِعَائشَةَ عَلَيْهَا فَقَالَتْ لَهَا : يَا أمَّ المؤمنينَ طُفْتُ بِالبيتِ سَبْعًا ، واستلمتُ الرُّكنَ مَرَّتينِ أَوْ ثلاثا ، فَقَالَتْ لها عَائشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا : لا آجَرَكِ اللهُ . لا آجَرَكِ اللهُ تُدَافِعينَ الرِّجَالَ ؟ ألاَ كبَّرْتِ ومَرَرْتِ . رَوَاهُ الشافعيُّ ومِنْ طَريقِه : البيهقيُّ .

ومَنَعَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ النِّسَاءَ مِنْ الْمَشْيِ فِي طَرِيقِ الرِّجَالِ ، وَالاخْتِلاطِ بِهِمْ فِي الطَّرِيقِ .
وَدَعَا السَّلَفُ إلى الفَصْلِ بَيْنَ الْجِنسينِ

قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا : خُلِقَ الرَّجُلُ مِنَ الأَرْضِ، فَجُعِلَتْ نَهْمَتُهُ الأَرْضَ، وَخُلِقَتِ الْمَرْأَةُ مِنَ الرَّجُلِ فَجُعِلَتْ نَهْمَتُهَا فِي الرَّجُلِ ، فَاحْبِسُوا نِسَاءَكُمْ . رَوَاهُ البيهقيُّ فِي الشُّعَبِ.
والْمُرادُ بِالْحَبْسِ هُنَا : الحجْبُ ، فَإذَا تحجّبَتْ وغَضَّتْ بَصَرَهَا ، عَفّتْ نَفْسَهَا ، وَهَذَا هُوَ الْمَقْصِدُ الأَسنى ، وَالْمَطْلَبُ الأعْلَى ، لحياةٍ أَفْضَلُ وَأْعْلَى .

وَأَصْلُ الفِتْنَةِ والافتتانِ اختلاطُ الرِّجالِ بِالنِّسَاءِ .
أَخْرَجَ ابنُ جَريرٍ عَنِ ابنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ : كانتِ الجاهليةُ الأولى فِيمَا بَيْنَ نُوحٍ وإدريسَ عَلَيهُمَا السَّلامُ ، وكانتْ ألفَ سنةٍ ، وإنّ بَطْنَيْنِ مِنْ ولدِ آدمَ كان أحدُهما يَسْكُنُ السَّهْلَ ، والآخرُ يَسْكُنُ الجبَلَ ، فَكَانَ رجالُ الجبلِ صِبَاحا ، وفي النِّسَاءِ دَمَامَةٌ ، وَكَانَ نساءُ السَّهْلِ صِبَاحا ، وفي الرِّجَالِ دَمَامَةٌ ، وإنَّ إبليسَ أَتَى رَجُلاً مِن أهلِ السَّهْلِ في صُورةِ غُلامٍ فَأَجَّرَ نَفْسَه ، فَكَانَ يَخْدُمُهُ ، واتَّخَذَ إبليسُ شَبَّابَةً مثل الذي يزْمُرُ فيهِ الرِّعَاءُ ، فجاءَ بَصَوتٍ لم يَسْمَعِ الناسُ بِمِثْلِهِ ، فَبَلَغَ ذلك مَن حَولَهُ ، فَانْتَابُوهُم يَسْمَعُون إليه ، واتَّخَذُوا عِيدا يَجْتَمِعُونَ إليه في السَّنَةِ ، فَتَبَرَّجَ النساءُ للرِّجَالِ ، وتَزَيَّنَ الرِّجَالُ لَهُنَّ ، وإنَّ رَجُلاً مِنْ أهلِ الجبلِ هَجَمَ عَليهِم في عِيدِهم ذلك فَرَأى النساءَ وَصَبَاحَتِهِنَّ ، فَأَتَى أصحابَهُ فأخْبَرَهُمْ بِذَلِكَ ، فَتَحَوّلُوا إليهِنّ ، فَنَزَلُوا مَعَهُنَّ ، وَظَهَرَتِ الفاحشةُ فِيهِنَّ ، فَهُوَ قولُ اللهِ : (وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى)

فَانظروا بمَ استعانَ إبليسُ عَلَى الفَسَادِ والإفْسَادِ ؟
بِأيِّ وسيلةٍ ؟ أمْ بأيِّ طريقةٍ ؟
استعانَ عَلَى إفسادِ النَّاسِ بِغِنَاءٍ وأعيادٍ مُحْدَثَةٍ وخُروجِ نِساءٍ ؟!
وَهَذِهِ الثلاثُ : ( الغِناءُ والطَّرَبُ ، والأعيادُ الْمُحدَثةُ ، وإخْراجُ النِّسَاءِ ) هِيَ أسلحةُ إبْليسَ ، وَبِهَا يُلَوِّحُ وَرَثَتُهُ ! فيُنادُونَ بِهَا ، ويُطالِبُونَ بِوجودِهَا .

وَممَا سَعَى إليه الكُفَّارُ خِلالَ قرونٍ مَضَتْ : إخراجُ المرأةِ الْمُسْلِمةِ مِن خِدرِها لإفسادِها .. حَتَّى قَالَ قَائلُهُمْ : كَأسٌ وَغَانِيَةٌ يَفعلانِ في الأُمَّةِ المحمّدِيَّةِ مَا لا يَفْعَلُهُ ألفُ مِدفَعٍ !
فالقضيَّةُ إذًا .. هِي إخراجُ المرأةِ لإفسادِهَا لا غَيْر .
وَهَذَا التحريرُ الذِيْ يَزْعُمُهُ المفسِدونَ إنما هو التخرِيبُ تَحْتَ شِعَارِ التَّحريرِ !
وصَدَقَ اللهُ : (وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيمًا) .

لَقَدْ خَرَجَتِ الْمَرأةُ الغربيَّةُ ؛ فَفَسَدَتْ ، وخَرَجَتْ عَلَى إثْرِهَا المرأةُ العربِيَّةُ ؛ فَفَسَدَتْ. فَأيُّ فسادٍ يُرادُ لِلمَرْأَةِ الْمُسْلِمَةِ ؟؟
قَالَ الأستاذُ شفيق جَبري:
إنَّ المرأةَ الأمريكيةَ أخَذَتْ تَخْرُجْ عَنْ طبيعتِهَا في مشاركتِهَا الرَّجُلَ في أعمالِهِ ، وإنَّ هَذِهِ المشارَكَةَ لا تَلْبَثُ أنْ تُضَعْضِعَ قَواعِدَ الْحَيَاةِ الاجتماعيَّةِ ، فَكَيْفَ تَسْتَطِيعُ أنْ تَعْمَلَ في النَّهَارِ ، وأَنْ تُعْنَى بِدَارِهَا وَبِأولادِهَا في وَقْتٍ وَاحِدٍ ؟
وقَالَ الدكتورُ مُصطَفَى السِّبَاعِيُّ رَحِمَهُ اللهُ:
عَلَى إثْرِ خُرُوجِ الْمَرْأةِ الأمريكِيَّةِ ، وَافَقَ مَجْلِسُ الشيوخِ الأمريكِيِّ عَلَى مشروعِ قَانُونٍ يَسمَحُ للمَحَاكِمِ بِمُعَاقَبَةِ الأمهاتِ غَيرِ الْمُتزوجَاتِ ! اللواتي يُنجبْنَ طفليْنِ أَوْ أَكَثَرَ بالسَّجْنِ مِنِ سَنَةٍ إلى سَنتينِ !!
ثُمَّ يُعقِّبُ السِّبَاعِيُّ بِقولِه : مِسْكِينَةٌ الْمَرْأةُ الغَربيَّةُ ! أَخْرَجُوهَا مِنْ بيتِهَا ، وَدَفَعُوهَا إلى العَمَلِ في الْمَصَانِعِ وَغَيرِهَا ، فَلَمَّا أنْتَجَتْ هَذِهِ الفَلَسَفَةُ نَتِيجَتَهَا الطبيعيَّةَ قَامُوا يُعاقبِونَهَا بالسَّجْنِ مِنْ سَنةٍ إلى سنتينِ ! . اهـ .

وهَذَا ما يُريدُهُ التغريبيونَ في الْمُجتمعاتِ الْمُسلِمَةِ ، حِينَمَا يَتَبَاكَونَ عَلَى الْمَرْأةِ ! وأنَّ نِصْفَ الْمُجتمَعِ مُعطّلٌ ، وأنَّهُ يتنفّسُ بِرِئَةٍ وَاحِدَةٍ ..
إلى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الشِّعَارَاتِ البرّاقَةِ ، والدَّعَاوَى الفَجَّةِ ، وَلا غَرَابَةَ ؛ فَقُدْوَتُهُمْ إبليسُ ، سِلاحُهُ : تَزْيينُ القبيحِ (هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لا يَبْلَى) ، وشِعارُهُ : إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ !
وَغَيْرُ بَعِيدٍ مِنْ هَذَا قولُ فرعونَ : ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الأَرْضِ الْفَسَادَ .
حَتَّى قَيلَ في الأمثالَ : صَارَ فِرْعونُ واعظا !

لَقَدْ تركُوا حَلَّ كلِّ مُشكلاتِ المجتمَعِ ، بِمَا فيها مُشْكِلاتُ المرأةِ ، وعَمَدُوا إلى الْمَرْأةِ في بيتِهَا ليُخْرِجُوهَا مِنْ خِدْرِهَا وسِتْرِهَا ، إلى أعْمَالٍ لا تَلِيقُ بِهَا أبَدًا ..

ودَعْوَى تحريرِ الْمَرْأةِ تَبْدُو لِكُلِّ ذِي لُبٍّ أَنَّها مفضوحةٌ ، فَانْظُروا حَالَ الْمَرْأةِ الغَرْبِيَّةِ تَرونَهَا سِلْعَةً رَخِيصَةً مَبْذولَةً لِلمُتْعَةِ والاستمتَاعِ فَحَسْبُ .
إنَّ دُعَاةَ تحريرِ المرأةِ عِندمَا أخرجُوهَا مِنْ بيتِهَا عَرَضُوا مَفَاتِنَهَا في بَادِئِ الأمْرِ ثُمَّ أَعَرَوْهَا تَماما ، خُصوصًا في أمَاكِنِ اللهْوِ وَعَلَى الشواطِئِ .
مِنْ أَجْلِ مَـاذَا ؟
أمِنْ أَجْلِ حُريةِ الْمَرْأةِ ؟
أمِنْ أَجْلِ سَعَادَةِ الْمَرْأَةِ ؟
كَلا بِلْ مِنْ أَجْلِ أنْ يُسْتَمْتَعَ بِهَا .
وَلا أدلَّ عَلَى ذَلِكَ مِنِ الزَّجِّ بِهَا في كلِّ مَجَالٍ سَوَاءً كَانَ يَخُصُّهَا أَمْ لا .

ويُطالِبُونَ بِوجودِ المرأة حتى في الملاعِب !

لَقَدْ أَبْرَزُوا صُورةَ المرَأَةِ عاَرِيَةً أوْ شِبْهِ عَاريَةٍ في الأماكِنِ العامِّةِ ، وَفِي الإعلاناتِ الدعائيَّةِ ، بَلْ في الصُّحُفِ اليَّومِيَّةِ - بِمُنَاسَبَةٍ وَبِغَيِرِ مناسبَةٍ ..
وزعموا أنَّهُمْ بِهَذَا الفِعْلِ قَـْد حَرّروهَا .
نَعَمْ ، لَقَدْ حَرّروهَا وَلَكَنْ مِنَ الفضيلَةِ ، وَسَاووهَا وَلَكِنْ بِالبهائمِ التي لا تَسْتُرُ عَورةً ، ولا تَستَحْيي مِنْ إبدَاءِ سَوْأَة !

أيها الكرام :
ماذا جَنَتِ المرأةُ الغربِيَّةُ عندَما خَرَجَتِ وَصَالَتْ وَجَالَتْ .
مَـاذَا فَعَلُـوا بِالْمَـرأةِ ؟؟

إليكَ بعضَ النتائجِ والْمُمَارَسَات :
أولاً . لَقَدْ أَخَرجُوهَا مِنْ بيتِهَا إلى الشَّارِعِ والْمَعْمَلِ والْمَصْنَعِ وغَيْرِهَا مِنْ مَجَالاتِ العَمَلِ الكثيرَةِ .
ثانيا . حَرَّرُوهَا - بِزَعْمِهِمْ - مِنْ أَسْرِ الزَّوْجِ لِتَكُونَ أَسِيرَةً لِكُلِّ زَميلٍ وعَشِيقٍ وَسَاقِطٍ !
ثالثا . أَخْرَجُوهَا مِنْ سِجْنٍ – بِزَعْمِهِمْ - يُسمَّى البيتُ إلى زِنْزَانَةٍ تُسمَّى العَمَلُ ، أدَّى إلى فَقْدِ الأنُوثَةِ !
رابعا . تَرَكَتْ خِدْمَةَ زوجِهَا وأولادِهَا في بيتِهَا لِتَخْدِمَ في الْمُستشفيَاتِ والطَّائراَتِ ، وَتَنْخِرَطَ في سِجِلِّ الدَّاعِرَاتِ ! وَتَنَضَّمَ إلى أنْدِيَةِ البغايا ، إذ الْخُرُوجُ والاختلاطُ بدايةُ الفاحِشَةِ .
خامسا . تَخَلّتْ عَنْ مِهْنَةِ الطَّبْخِ في بيتِهَا لأولادِهَا ، لِتكونَ طبّاخَةً فِي أمَاكِنَ عامَّةً لِتَطْبُخَ لِكُلِّ الناسِ ! وأولادُهَا – رُبَّمَا – يَأكلونَ خبزًا جافًا .
سادسا . تَرَكَتِ الغسيلَ لخادمتِهَا لِتذْهَبَ فتَغْسِل ثيابَ عامَّةِ الناسِ ، بِمَا فيهم أصحابُ الأمْرَاضِ الْمُعْدِيَةِ لِتَحْصُلَ عَلَى مالٍ مِنْ تِلْكَ الأعَمَالِ الشريفةِ بِزَعْمِهِم !
سابعا . تَرَكَتْ عرينَهَا نُهبةً لكُلِّ سارِقٍ ، وبُغيةً لِكُلِّ مُجْرمٍ ، لتحْمِيَ بِزعمِهِمْ عَرينَ أُمَّتِهَا ! وَتَنَضَمَّ لِجَيشِ بِلادِهَا لتقاتِلَ ! وأيُّ قِتَالٍ هُوَ ؟! بَلْ قُلْ : لِيتَسَلّى بها أفرادُ الجيْشِ !
ثامنا . تَنَكَّرَتْ لِظِلِّ بيتِهَا الوارِفِ لِتَكْدَحَ السَّاعَاتِ الطُّوالِ رُبْمَا عَلَى ظهرِ شَاحِنَةٍ في شَمْسٍ وحرٍّ ، أَوْ عَلَى مَتْنِ طَائرَةٍ أوْ عَلَى جَرّافَةٍ ، أوْ في ورْشَةٍ تُصلِحُ الأعطالَ ، وتَتَلَطَّخُ بالزيوتِ ! وَهَذَا يُشاهَدُ عَيَانا حَتَّى في أرضيّاتِ المطَارَاتِ .
تلكَ هي الحقوقُ الْمزعومة التي نالَتْها المرأةُ الغربية !

وشَهِد شاهِدٌ مِن أهلِها ..
فقدْ نَشَرَتْ صحيفةٌ ألمانيَّةٌ قَبْلَ أَكْثَرَ مِنْ خَمْسينَ عَاما مَا يَلِي :
" كانتِ المرأةُ الألمانيَّةُ تُفتِّشُ عَنْ أناقتِهَا .. وتعْتَنِي بإنجابِ الأطْفَالِ وتربيتِهِمْ ، إلا أنَّ تغييرا كبيرا طَرَأَ عَلَى حياتِهَا اليومَ ، فَأضْحَى هَمُّهَا الأوُّلُ : أنْ تَعْمَلَ مِنْ أَجْلِ كَسْبِ الْمَالِ وجَمْعِه ، بِغضِّ النّظَرَ عَنْ حاجتِهَا إليْهِ أَوْ عَدَمِهَا ، فَكثيراتٌ أَولئكَ اللاتي يَعْمَلْنَ مِنْ أَجْلِ شِرَاءِ سَيّارةٍ ! .

ويتّفقُ العقلاءُ عَلَى أنَّ إخراجَ الْمَرْأةِ يَكونُ عَلَى حِسَابِ البيتِ بَلْ والْمُجتَمَعِ وَالأخِلاقِ.
يقولُ أَحَدُ أركانِ النَّهْضَةِ الإنجليزيةِ: إنَّ النِّظَامَ الذِيْ يَقْضِي بتشغيلِ الْمَرْأةِ في الْمَعامِلِ – مَهْمَا نَشَأَ عَنْهُ مِنَ الثَّرْوَةِ لِلبَلادِ – فِإنَّ النتيجةَ كَانَتْ هَادِمَةً لِبِنَاءِ الْحَيَاةِ المنْزِليَّةِ ، لأَنَّهُ هَاجَمَ هَيْكَلَ الْمَنْزِلِ ، وقوَّضَ أَرْكَانَ الأُسْرَةِ ، وَمَزَّقَ الرَّوابِطَ الاجتماعيَّةَ .
إنَّ الحَيَاةَ تَوازُنٌ واتِّزَانٌ ، فَالرَّجُلُ يَعْمَلُ واْلْمَرْأةُ تقرُّ في بيتِهَا ؛ هَذَا هُوَ الأصْلُ .
قالتْ دكتورةٌ أمريكية : إنَّ سَببَ الأزماتِ العائليةِ في أمريكا ، وسِرَّ كثرةِ الجرائمِ في المجتمع ، هو أن الزوجةَ تركتْ بيتَها لِتُضاعِفَ دَخْلَ الأُسْرَة ، فزادَ الدَّخلُ وانخفضَ مُستوى الأخلاق !

فاللهُ المستعان .. وعليه التُّكلان ..

الثانية :
الْحَمْدُ للهِ الذِيْ أَحْسَنَ تَدْبِيرَ الْكَائِنَاتِ ، فَخَلَقَ الأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ
وَأَنْزَلَ الْمَاءَ الْفُرَاتَ مِنَ الْمُعْصِرَاتِ فَأَخْرَجَ بِهِ الْحَبَّ والنباتَ . وَقَدَّرَ الأرزاقَ والأقواتَ ..
يا رَبِّ صَلِّ عَلَى المُخْتارِ مِنْ مُضَرٍ = وَالأنْبِياءِ وجَميعِ الرُّسْلِ مَا ذُكِرُوا
ثُمَّ الصَّلاة ُ عَلَى المُخْتارِ ما طَلَعَتْ = شمسُ النهارِ ومَا قَدْ شَعْشَعَ القَمرُ

أيُّها الْمؤمِنونَ :
في أخبارِ بني إسرائيلَ : أنَّ رَجُلاً ضَافَ ضَيْفا ، وَفِى دَارِهِ كَلْبَةٌ مُجِحٌّ (أي : قَدْ حَمَلَتْ وعَظُمَ بَطْنُهَا) ، فَقَالَتِ الْكَلْبَةُ : وَاللَّهِ لاَ أَنْبَحُ ضَيْفَ أَهْلِي ، فَعَوَى جِرَاؤُهَا فِي بَطْنِهَا ، فقِيلَ : مَا هَذَا ؟ قَالَ: فَأَوْحَى إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ : هَذَا مَثَلُ أُمَّةٍ تَكُونُ مِنْ بَعْدِكُمْ ، يَقْهَرُ سُفَهَاؤُهَا حُلماءَهَا.
وقد اسْتَعاذَ عُمرُ رضي الله عنه مِن جَلَدِ الفاجِرِ وعَجْزِ الثِّقَة .

ولَقَدْ آذَىَ المنافقِونَ المؤمنينَ في أعراضِهِمْ ، وأَحَبُّوا أنْ تشيعَ الفاحِشَةُ في الذين آمَنُوا ؛ مِنْ خِلالِ إخراجِ الْمَرأةِ ، والزَّجِّ بها في كلِّ مَيدانٍ ..

وواللهِ إنَّ الأرواحَ تَهونُ دونَ الأعراض .
وكانتِ العَرَبُ تُرخِصُ دِمَاءَهَا ولا تُرخِصُ أعرَاضَهَا .
ومِنْ أمْثَالِ العَرَبِ قديما : تَجُوعُ الْحُرَّةُ وَلا تَأْكُلُ بِثَدْيَيْهَا .
والْمَعْنَى كَمَا ذَكَرَ العُلَمَاءُ : أنَّ الْمَرْأةَ الْحُرّةَ تمتَنِعُ عَنِ الرَّضَاعِ بِأُجْرَةٍ ، إِذْ كَانَ العَرَبُ يَكْرَهُونَ ذَلِكَ أَنَفًا .
وَلَيْسَ مَعْنَاهُ : أنَّهَا لا تَزنِيْ ؛ فَذَلِكَ أَمْرٌ تَأْبَاهُ كُلُّ حُرَّةٍ حَتَّى قَبْلَ الإسلامِ ، فَقَدَ جَاءتْ هِنْدُ بِنْتُ عُتبةَ رَضَيَ اللهُ عَنْهَا لِتُبايعَ النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَكَانَ أَنْ أخَذَ عَلَيْهَا في البيعةِ "وألاّ تَزْنِينَ " قَالَتْ : أوَ تَزْنِي الْحُرَّةُ ؟؟

أيها المؤمنون :
وإذا اسْتَشْرَى فَسَادُ أولئكَ فالعِصْمَةُ في أمْرَينِ
الأوَّلُ : اجتمَاعُ الأُمَّةِ ؛ لأَنَّ الأُمَّةَ لا تَجْتَمِعُ عَلَى ضَلالَةٍ .
والثاني : الرُّجُوعُ إلى أَهْلِ العِلْمِ ووَحْدَةِ الصفِّ ؛ لتفويتِ الفُرْصَةِ عَلَى أصحابِ الطابورِ الْخَامِس .
قَالَ ابنُ القَيِّمِ : الأُمَرَاءُ إنَّمَا يُطاعُونَ إذا أمَرُوا بِمُقْتَضَى العِلْمِ ؛ فَطَاعتُهُمْ تَبَعٌ لِطاعَةِ العُلَمَاءِ ؛ فإنَّ الطَّاعَةَ إنَّمَا تَكونُ في الْمَعْروفِ ، ومَا أوْجَبَهُ العِلْمُ ، فَكَمَا أنَّ طَاعَةَ العُلَمَاءِ تَبَعٌ لِطَاعَةِ الرَّسولِ ، فَطَاعَةُ الأُمَرَاءِ تَبَعٌ لِطَاعَةِ العُلَمَاءِ . اهـ .

وجَرَتْ سُنَّةُ اللهِ بِالمُدَافَعَةِ (وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ) .
قَالَ مَكِّيُ: وَأكْثَرُ الْمُفسِّرينَ عَلَى أنَّ الْمَعْنَى : لولا أنَّ اللهَ يَدْفَعُ بِمَنْ يُصَلِّي عَمَّنْ لا يُصَلِّي ، وَبِمَنْ يَتِّقي عَمَّنْ لا يَتِّقِيْ ؛ لأهْلَكَ النَّاسَ بِذنوبِهِمْ .

وَعَلَيْنَا أنْ لا نَكونَ أبْوَاقا لأولئك فنُرَدِّدَ مَا يَقولونَ ، ونَبُثَّ في النَّاسِ شُبهاتِهِمُ الواهيَةَ .
وكان السَّلَف لا يَستَمِعونَ إلى أهلِ الْمَقَالاتِ الْمُحْدَثَة ..
رَوَى سَلاَّمُ بْنُ أَبِي مُطِيعٍ أَنَّ رَجُلا مِنْ أَهْلِ الأَهْوَاءِ قَالَ لأَيُّوبَ السِّخْتِيَانِيِّ : يَا أَبَا بَكْرٍ، أَسْأَلُكَ عَنْ كَلِمَةٍ ؟ قَالَ : فَوَلَّى ، وَهُوَ يُشِيرُ بِأُصْبُعِهِ ، وَلا نِصْفَ كَلِمَةٍ . وَأَشَارَ بِخِنْصِرِهِ الْيُمْنَى . رواهُ الدَّارِمي .
قَالَ مَيْمُوْنُ بنُ مِهْرَانَ: لاَ تُصْغِيَنَّ بِسَمْعِكَ إِلَى هَوَىً، فَإِنَّك لاَ تَدْرِي مَا يَعْلَقُ بِقَلْبِكَ مِنْهُ .

وعَلَيْنا – أيها الكِرام - أنْ نَتصدَّى لأفكْارِهِمْ وشُبهاتِهِمْ . وَهَذَا مِنْ جهادِهِمُ الذي أمَرَ اللهُ بِهِ ، وأمَرَ بِهِ رَسُولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) .
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : أُمِرَ بِالْجِهَادِ مَعَ الْكُفَّارِ بِالسَّيْفِ ، وَمَعَ الْمُنَافِقِينَ بِاللِّسَانِ وَشِدَّةِ الزَّجْرِ وَالتَّغْلِيظِ .

وثَمَّتَ مُبشِّراتٌ : أنَّهُ مَتَى مَا ظَهَرَ النِّفَاقُ واسْتَشْرَى واشْرَأَبَّتْ أَعْنَاقُ المنافقينَ ؛ فإنَّ الوَضعَ مَعَ خطورتِهِ يَحْمِلُ في طيَّاتِهِ مبشِّرَاتٍ. ذَلِكَ أنَّ النِّفَاقَ لا يَظْهَرُ إلاَّ في وَقْتِ قُوَّةِ الدِّينِ وَأَهْلِهِ ، ولِذَلِكَ يَتَسَتَّرونَ بشعَارَاتٍ بَرَّاقَةٍ ، مِنْ مِثْلِ : تَحْتِ مَظَلَّةِ الشَّريعَةِ ، وبضوابِطِ الشَّريعَةِ ..
وهَذَا دالٌّ عَلَى أنَّهُ لا زَالَ في النَّاسِ خَيْرٌ ، وأنَّ الْمُجتَمَعَ لا يَقْبَلُ زَيْفَ أولئكَ مَا لَمْ يُبَهْرِجُوه !

اللهُمَّ إنَّا نَبَرَأُ إليكَ مِمَّا فَعَلَ السُفهاء .
رَبَّنَا لا تؤاخِذْنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنّا ، ولا بِمَا كَسَبَتْ أيدِينَا ..

إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
خُطبة جُمعة .. في شأن الماء نسمات الفجر قسم الخُطب المنبرية 0 24-11-2015 08:33 PM
خُطبة جُمعة عن .. (الإنصاف) نسمات الفجر قسم الخُطب المنبرية 0 15-11-2015 01:24 PM
خُطبة جُمعة عن .. (خطر النفاق) نسمات الفجر قسم الخُطب المنبرية 0 06-10-2015 07:57 PM
خُطبة جُمعة .. عن الوَرَع نسمات الفجر قسم الخُطب المنبرية 0 03-04-2015 08:06 AM
خُطبة جُمعة .. عن (الإحسان) نسمات الفجر قسم الخُطب المنبرية 0 03-01-2015 08:22 AM


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 11:17 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى