[رولينا]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جزاك الله عنا خير الجزاء يا شيخنا الفاضل
أبلغ من العمر 26 سنة وفي كل مرة يتقدم لي شاب لخطبتي ينتهي الأمر وكأن شيئا لم يكن مع العلم أنه في كثير من الأوقات يكون هناك قبول من الطرفين ولكن لا أدري ما الذي يحدث وينتهي الأمر .
سؤالي يا شيخ هل هذا محض صدفة أم أني أعاني من الحسد أو السحر وما هو العلاج في هذه الحالة ؟ حاولت معالجة نفسي بالقرآن فداومت على قراءة البقرة منذ 6 أشهر تقريبا وكان هناك عدة ملاحظات
في البداية كنت أحس بضيق شديد وحزن
كنت أشعر بالنعاس والتثاؤب كثيرا وفي بعض الأحيان يغالبني النعاس وأنام وأنا أقرأ من ثم أستيقظ وأعاود القراءة
لا أستطيع إلى الآن أن أقرأ البقرة بتركيز مع أني والحمد لله مداومة عليها يوميا
بدأت تظهر على جسمي كدمات وحبوب تسبب لي الحكة مع العلم أني ذهبت لطبيب جلدية وقال لي أني لا أعاني من شيء وأن حالة جلدي ممتازة وهذه الحبوب تظهر فجأة وتختفي فجأة
شعري في حالة سيئة وهناك منطقة من راسي فيها الشعر جدا خفيف
ملاحظة
( قبل ما يقارب الخمس سنوات ذهبت عند شيخ وقرأ علي وأعطاني علاجا لمدة أسبوع ولكن لم يقل لي إذا كنت أعاني من شيء أم لا وكنت أعاني من ضيق في الصدر وكسل وصداع وأرى كوابيس ولكن الآن والحمد لله هذه الأمور اختفت)
فأرجو منكم إعطائي علاج معين فلقد تعبت وضاقت بي الدنيا وأنا على هذه الحالة منذ ما يقارب التسع سنين وبدأت أشعر بأن كل أمل لي في هذه الدنيا بدأ يتلاشى مع أني أعلم أن الله سبحانه وتعالى هو أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين ولكني بدأت أحس بأن الشيطان بدأ يتسلل إلى قلبي ويشعرني بفقدان الأمل مع أني لطالما أحسنت الظن بالله وكنت أصبر نفسي ومن حولي وكنت دائما على يقين من أن الله تعالى سيرحمني ويعطني سؤلي فساعدوني ساعدكم الله قبل أن أخسر كل ما تبقى لي لا أريد أن اخسر الله عز وجل ولا أريد أن اخسر رحمته.
اعذرني على الإطالة.



الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا ، وأعانك الله .

قد يكون هذا بسبب حسد .
وعليك الالتجاء إلى الله والدعاء ، والاستمرار على الرقية ، والتصدّق بِنيّة الشفاء وتيسير الأمر .

قال ابن القيم : وكان هَدْيه صلى اللَّه عليه وسلم يدعو إلى الإحسان والصدقةِ والمعروف ، ولذلك كان صلى اللَّه عليه وسلم أشرحَ الخلق صدرا ، وأَطيَبهم نفسا ، وأنعمَهم قلبا . فإن لِلصدقة وَفِعلِ المعروف تأثيراً عجيباً في شرح الصدر . اهـ .

وإذا وجدت راق موثوق فداومي على الرقية عنده .

ولا يزال الإنسان بِخير ما أحسن الظنّ بِربِّـه تبارك وتعالى .
قال ابن القيم رحمه الله :
وكلما كان العبد حَسَن الظن بالله ، حَسَن الرجاء له ، صادق التوكل عليه ؛ فإن الله لا يخيب أمَله فيه ألبتة ، فإنه سبحانه لا يُخَيِّب أمل آمل ، ولا يُضيع عمل عامل .
وقال أيضا :
ومن أحسن كلام العامة قولهم : " لا هَـمّ مع الله " . قال الله تعالى : (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ)
قال الربيع بن خثيم : يجعل له مَخْرَجًا من كل ما ضاق على الناس .
وقال أبو العالية : مَخْرَجًا من كل شدة .
وهذا جامع لشدائد الدنيا والآخرة ومضايق الدنيا والآخرة ، فإن الله يجعل للمُـتَّقِي من كل ما ضاق على الناس واشتد عليهم في الدنيا والآخرة مَخْرَجًا .

والله تعالى أعلم
.المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد