كيف نكون عبادا ربانين بحق ؟
_____________________________________
الجواب :
قال ابن عباس وأبو رَزِين وغير واحد : (كُونُوا رَبَّانِيِّينَ) ، أي : حُكَماء عُلَماء حُلَماء . وقال الحسن وغير واحد : فُقَهاء .
قال ابن كثير : وكذا رُوِي عن ابن عباس، وسعيد بن جُبير، وقتادة، وعطاء الخراساني، وعطية العوفي، والربيع بن أنس .
وعن الحسن أيضا : يعني أهل عبادة وأهل تَقوى .
وقال الإمام البخاري : ويُقال : الرباني الذي يُرَبِّي الناس بِصِغَار العِلْم قبل كِبَارِه .
وقال أبو المعاني في كتابه " المنتهى في اللغة " : الرباني الْمُتَألِّـه العارِف بالله تعالى .
ويكون الإنسان عبدا لله عَزّ وَجلّ على الحقيقة ، إذا استسلم وانقاد لله عَزّ وَجلّ ، وعَلِم أنه عبدٌ لله عَزّ وَجلّ ، فلم يَخرُج عن طاعة مولاه ، ولا تحمله نفسه على معصية ربّه عَزّ وَجلّ .
فإن مِن الناس مَن يدّعي أنه حُـرّ في تصرفاته ! وليس كذلك ؛ لأن الإنسان لا ينفكّ عن العبودية ؛ فإما أن يكون الإنسان عبدا لله عَزّ وَجلّ عبودية شرف وفَخْر وعِزّ ، كما قال الأول :
ومما زادني شرفا وفخراً *** وكِدتُ بأخمصي أطأ الثريّا
دخولي تحت قولك يا عبادي *** وأن صيّرت أحمد لي نبيّا
وإما أن يكون الإنسان عبدا لغير الله عَزّ وَجلّ ، وهي عبودية الذّل والمهانة ، كأن يكون عبدا للمال أو لِلمَتَاع أو للشهوة ، كما قال عليه الصلاة والسلام : تعس عبد الدينار وعبد الدرهم وعبد الخميصة ؛ إن أُعْطِي رضي ، وإن لم يُعْط سَخِط ، تَعِس وانْتَكَس ، وإذا شِيك فلا انْتَقَش . رواه البخاري .