حُكم سَماع الرِّجال لصوت المرأة ، وهل صوت المرأة عورة ؟
بتاريخ : 10-03-2010 الساعة : 09:11 PM
شيخنا الفاضل طلبت مني أحد الأخوات القائمات على المسجد أن أرتل القرآن في بداية حلقتها لتحفيظ القرآن ... ثم جاءتني أخت تنكر علي هذا الأمر بدليل أن الرجال يسمعونني - و نحن في الطابق العلوي و علو الطابق السفلي أكثر من 5 أمتار بكثير و صوتي لا يكاد يسمع لأنه ليس قوي و أنا أعرف نفسي- و يوجد فتحات للتهوية تمد على مصلى الرجال...
لو افترضنا أن الرجال سمعوا صوتي فعلا و من بعيد فهل في هذا شيء؟ صوت المرأة ليس بعورة أليس كذلك ؟ و هم -إن سمعوا- لم يروني ...
و أسأل الله أن يغفر لي ... ظننت أن "صوت المرأة ليس بعورة " حديثا فقلت لها هو حديث للنبي صلى الله عليه و سلم ... و الله لم أتعمد اختلطت علي الأمور ... فهل أنا آثمة
أريحوني بارك الله فيكم
الجواب/
الصحيح أن صوت المرأة ليس بعورة
ولكن إذا خُشي وقوع الفتنة بصوت المرأة فإن المرأة تؤمر بخفض صوتها
ولذا قال تبارك وتعالى ( فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ)
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : التسبيح للرجال ، والتصفيق للنساء . رواه البخاري ومسلم .
قال ابن عبد البر رحمه الله : وقال بعضهم : إنما كُرِه التسبيح للنساء وأبيح لهن التصفيق ؛ لأن صوت المرأة فتنة ، ولهذا مُنِعت من الأذان والإقامة والجهر بالقراءة في صلاتها . اهـ
وبناء عليه فإذا كنت - كما ذكرتِ - في الطابق الثاني ، وكان الرجال لا يسمعون الصوت أو كان الصوت ليس فيه فتنة ؛ فلا حرج في القراءة المذكورة إذا كانت للتعلّم أو للتعليم .
وأما إذا كان رفع الصوت بالقراءة سوف يتسبب في التشويش على المصلِّيَات ، فإن القارئ مأمور بخفض صوته
وقد خرج النبي صلى الله عليه وسلم على الناس وهم يُصلون وقد عَلَتْ أصواتهم بالقراءة ، فقال : إن المصلي يُناجي ربه فلينظر بما يناجيه به ، ولا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن . رواه الإمام مالك في الموطأ .
وأما من توهّم قولا فظنّه حديثا فقال - من غير قصد - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أو نَسب القول إلى النبي صلى الله عليه وسلم خطأ ، فالله تجاوز لهذه الأمة عن الخطأ والنسيان .
والله تعالى أعلى وأعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض