[نسمات الفجر]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وفقكم الله فضيلة الشيخ وحفظكم
ما حكم المجاهرة بالمعاصي ؟
وجزاكم الله خيرا



الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا وحفظك .

تَحْرُم المجاهرة بالمعاصي ، ويَعظُم إثم الْمُجَاهِر ؛ لِمَا في ذلك مِن :
1 - عدم الحياء مِن الله ومِن الناس .
2 – الاستخفاف بِنظر الله ، وبِأمْرِ الله ونَهْيه .
3 – تجرئة الآخرين على المعاصي وتهوين أمر المعصية .

وقد أمَر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالستر والاستتار بالمعصية ، ونَهَى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المجاهرة بالمعصية .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اجتنبوا هذه القاذورات التي نَهَى الله عنها ، فمن ألَمّ فَلْيستتر بِسِتْر الله ، ولْيَتُب إلى الله ، فإنه مَن يُبْدِ لَنا صفحته نُقِم عليه كتاب الله عز وجل . رواه الحاكم وصححه على شرط الشيخين ، ورواه غيره ، وصححه الألباني .

وقد ذمّ النبي صلى الله عليه وسلم المجاهرة بالمعصية ، ومِن ذلك : التحدّث بِفعل المعصية عند الناس .

وكلّ الناس في عافية إلاّ الْمُجاهِر بالمعصية .
قال عليه الصلاة والسلام : قال عليه الصلاة والسلام : كل أمتي معافى إلاَّ الْمُجَاهِرِين ، وإن مِن الْمُجَاهَرة أن يعمل الرجل بالليل عملا ، ثم يُصبح وقد سَتَره الله ، فيقول : يا فلان عَمِلْت البارحة كذا وكذا ، وقد بات يَستره رَبه ، ويصبح يَكشف سِتر الله عنه . رواه البخاري ومسلم .

والْمُجاهَرة بالمعصية سوء أدب مع الله ؛ لأن الْمُجاهِر بالمعصية استَخَفّ بِنَظر الله عَزّ وَجَلّ إليه .

والْمُجاهَرة بالمعصية دالّة على انعدام الشكر عند صاحبها ؛ لأن كل جارِحة وكل عضو يُعصَى الله به إنما هو نِعمة من الله ؛ فاستعمالها في المعصية كُفران للنعمة ، وعدم شُكر للمُنْعِم .

والاستخفاف بالذنوب والمعاصي شرّ وبلاء .
بل هو مِن أسباب المسخ وتحويل الصورة ، وطَمْس القلب .

قال ابن هُبيرة : كان بيني وبين بعض مشايخ القُرى مُعاملة ، مَضيت مِن أجلها مِن الدور إلى قريته فلم أجده ، فقعدت لانتظارهم حتى هَجَم الليل ، فصعدت إلى سطحه للنوم ، فسمعت قومًا يَسفهون بالْهَجر مِن الكلام ، فسألت عنهم ، فأُخْبِرت أنهم يَعصرون بالنهار الْخمر ، ويَسفهون في الليل . فقلت : والله لا بِتّ بها ، فقيل : وَلِمَ ؟ فقلت : أخاف أن يَنْزل بهم عذاب وسَخط فأكون معهم ، فإن لم يكن خسفا حقيقيا كان خسفا معنويا ، مما يدخل على القلب مِن القَساوة والفُتور عن ذِكْر الله تعالى بِسَمَاع هذا الكلام .

وقال ابن القيِّم : فالْمَسْخ على صورة القردة والخنازير واقِع في هذه الأمة ولا بُدّ ، وهو في طائفتين :
عُلماء السوء الكاذِبين على الله ورسوله ، الذين قَلَبُوا دِين الله تعالى وشَرْعه ؛ فَقَلَب الله تعالى صُوَرهم كما قَلَبوا دِينه .
والْمُجَاهِرين الْمُتَهَتِّكِين بِالفِسق والمحارِم ، ومَن لم يُمْسَخ منهم في الدنيا مُسخ في قبره ، أو يوم القيامة .

وسبق الجواب عن :
نصيحة لِمَن يتباهى بالفواحش والحرام ويتهم أهل الورع بالغباء والعجز
http://ashwakaljana.com/vb/showthread.php?t=29849

ما جزاء من يفسد في الأرض ويتساهل في المعاصي والمنكرات ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=17040


ما صحة حديث : " إذا بليتم فاستتروا "
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=4933

كيف نجمع بين الوعيد الشديد للمجاهر بالمعصية وبين الوعيد الشديد لفاعل ذنوب الخلوات ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=16804

الجمع بين حديث عقوبة ذنوب الخلوات وحديث " كل أمتي معافى إلا المجاهرين " ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=14157

ما حكم من يقول " أنا لستُ ملتزمًا " ؟؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=17041

هل يجوز أن يخبر الإنسان بمعاصيه بعد التوبة ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=7654

هل يجوز للتائب أو الداعية ذكر تفاصيل الضلالة قبل الهداية ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=11762

ومقالات :
لـو سترته بثوبك
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=7207

كل أمة محمد بخير إلاّ أنت ..!!
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=7336

الآداب مع جناب الوهاب
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=9250

أنــا حـُــر !
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=7686

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض