[عبق]

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
عندي سؤال يا شيخ عبد الرحمن السحيم اريد جوابا عاجلا لأني في حال لا يعلمها إلا الله.

اعاني من كثرة الغازات يوميا اجد معها صعوبة في الوضوء و الصلاة احيانا مستمرة واحيانا منقطعة مما يجعلني اعيد الوضوء اكثر من ثلاث مرات بحيث لا تطول المدة بين غاز وآخر ولا اعلم هل ستنقطع قبل خروج الصلاة ام لا واعاني ايضا من مشكل آخر وهوانني احس باندفاع شىء في دبري وخروجه عند كل وضوء و صلاة لا ادري ان كان بسبب الريح ام البواسير مما يزيد في اعادة الوضوء فاصبحت اقبض بطني حتى امنع خروج اي شيء من دبري زيادة على ذلك احس ابخروج نقطة بول وعندما اتفقد ملابسي والوقاية التى استعملها لا اجد بللا فأذهب افتش فرجي ولا اجد إلا ما اظنه افرازات والتي لا اثر لها على الوقاية.
بعد قراءتك يا شيخ لهذا المشكل فما الذي تنصحني به.
بارك الله فيك و جعله في ميزان حسناتك



الجواب/

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وبارك الله فيك .
وأعانك الله .

أولا : لا تُحاولي إجهاد نفسك في دفع الريح أو غير ذلك ؛ لأن من شأن ذلك أن يُضعف الأعصاب عندك فيؤدِّي إلى مُضاعفات تؤدِّي إلى ارتخاء الأعضاء .

ولأن الأعضاء التناسلية بِمَنْزِلة الضرع ، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية .
فقد سُئل رحمه الله: عن الاستنجاء ، هل يحتاج إلى أن يقوم الرجل ويمشي ويتنحنح يستجمر بالأحجار وغيرها بعد كل قليل في ذهابه ومجيئه لظنه أنه خرج منه شيء ، فهل فعل هذا السلف رضي الله عنهم ؟ أو هو بدعة ؟ أو هو مباح ؟
فأجاب رحمه الله :
الحمد لله . التنحنح بعد البول والمشي والطفر إلى فوق والصعود في السلم والتعلق في الحبل وتفتيش الذكر بإسالته وغير ذلك كل ذلك بدعة ليس بواجب ولا مستحب عند أئمة المسلمين ، بل وكذلك نَـتْـر الذَّكَر بدعة على الصحيح لم يُشرع ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكذلك سَلْت البول بدعة لم يشرع ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم والحديث المروي في ذلك ضعيف لا أصل له ، والبول يخرج بطبعه ، وإذا فرغ انقطع بطبعه ، وهو كما قيل : كالضرع إن تركته قرّ ، وإن حلبته درّ ، وكلما فتح الإنسان ذَكَره فقد يخرج منه ، ولو تركه لم يخرج منه ، وقد يخيل إليه أنه خرج منه وهو وسواس ، وقد يحس من يجده بردا لملاقاة رأس الذكر فيظن أنه خرج منه شيء ، ولم يخرج ، والبول يكون واقفا محبوسا في رأس الإحليل لا يَقْطُر ، فإذا عَصَر الذَّكَر أو الفرج أو الثقب بحجر أو أصبع أو غير ذلك خرجت الرطوبة ، فهذا أيضا بدعة ، وذلك البول الواقف لا يحتاج إلى إخراج باتفاق العلماء لا بحجر ولا أصبع ولا غير ذلك ، بل كلما أخرجه جاء غيره فانه يرشح دائما ، والاستجمار بالحجر كاف لا يحتاج إلى غسل الذَّكر بالماء ، ويُستحب لمن استنجى أن ينضح على فرجه ماء ، فإذا أحس برطوبته قال هذا من ذلك الماء ، وأما من به سلس البول وهو أن يجري بغير اختياره لا ينقطع فهذا يتخذ حفاظا يمنعه ، فإن كان البول ينقطع مقدار ما يتطهر ويُصلي وإلاَّ صلى وإن جرى البول كالمستحاضة تتوضأ لكل صلاة ، والله أعلم . اهـ .

ثانيا : ما يتوهّمه الإنسان في دُبره ، وقد يشعر كأن شيئا خَرَج ولم يخرج ؛ هذا من عمل الشيطان ، كما قال عليه الصلاة والسلام : إن الشيطان يأتي أحدكم وهو في صلاته فيأخذ شعرة مِن دُبُرِه فَيَمُدّها ، فيرى أنه قد أحدث ، فلا ينصرف حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا . رواه الإمام أحمد ، وقال محققو المسند : حديث حسن .

ثالثا : إذا كانت الريح مُستمرّة ، فلها حُكم سلس البول ، توضئي لكل صلاة ولا يضرّك جريان الريح .
أما إذا كانت مُتقطِّعَة ، فانتظري حتى تقف ، ثم توضئي .

رابعا : إذا شككت فلا تتحققي ، فلا تُفتّشي ملابسك إذا كان مُجرّد شك ، ما لم يبلغ حدّ اليقين .

خامسا : أوصيك بمراجعة طبيبة وتناول علاج يُذهب الغازات ، أو على الأقل يُخفِّفها .
فما أنْزَل الله من داء إلاّ أنْزَل له دواء .

واستعيني بالله ، ولا تعجزي , ولا تيأسي .

والله أعلم .


المجيب الشيخ/ عبد الرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد